لماذا تريد قطر وتركيا إفشال اتفاق غدامس الليبي؟
استبعد خبراء سياسيون ليبيون، التزام قطر وتركيا ومليشيات حكومة الوفاق الليبية، بنتائج اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5 في غدامس الليبية.
وقال الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن هناك بعض البنود التي يصعب تطبيقها في الوقت الحالي، بسبب المليشيات المسلحة التي تتغذى على تهريب الوقود وانفلات الوضع الأمني، إلا أنهم أكدوا أن هناك صدمة اجتاحت معسكر الإخوان وقطر وتركيا من وصول العسكريين إلى "اتفاق غدامس".
واختتمت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة اجتماعاتها، أمس الثلاثاء، بعدة توصيات، بينها مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتعجيل بإصدار قرار ملزم لتنفيذ بنود اتفاق جنيف، وتشكيل لجنة عسكرية فرعية للإشراف على عودة القوات إلى مقراتها وسحب القوات الأجنبية من خطوط التماس.
كما اتفقت اللجنة على تحديد عمل اللجنة الأمنية المشتركة في وضع الترتيبات الأمنية في المنطقة المحددة، وتوحيد حرس المنشآت النفطية، وفتح رحلات دورية إلى سبها وغدامس.
عرقلة الاتفاق
ومن جانبه قال مختار الجدال، عضو المجلس الانتقالي السابق، إن الميليشيات المسلحة لن تلتزم بنتائج اجتماعات، لأنها تتعارض مع أجندات المليشيات ومن يرعاها، مشيرًا إلى أن "الصادق الغرياني"، المعروف بـ"مفتي الإرهاب"، أعطى شرعية للخروج على المجلس التوافقي وكل ما تم الاتفاق عليه مستخدمًا فزاعة الحكم العسكري.
وأوضح أن ما صدر عن اجتماعات غدامس مجرد إجراءات إدارية، من فتح الطرق واتخاذ سرت مقرًا للجنة العسكرية وتحديد موعد اجتماع قادة حرس المنشآت النفطية، مشيرًا إلى أن الاجتماع لم يصدر أي قرارات بشأن المليشيات المسلحة وجمع السلاح، وكأن الأمر مقصودًا.
وأشار إلى أنه سيتم تطبيق ما نتج عن اجتماعات العسكريين باستثناء كل ما يمس المليشيات المسلحة، مؤكدًا أنه من الممكن توحيد حرس المنشآت النفطية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، لكن سيكون صعبًا تحقيق هذا الأمر في مصفاة الزاوية وميناء مليتة، لأنها تقع تحت سيطرة المليشيات ومهربي الوقود.
استراتيجية إفشال الاتفاق
أما خالد الترجمان، الباحث السياسي اللليبي، قال إن قطر وتركيا والمليشيات المسلحة لن تقبل بما توصلت إليه اللجنة العسكرية من اتفاقات، وهو ما ظهر في بياناتهم بعد اتفاق جنيف.
وأوضح الباحث السياسي الليبي، لـ"العين الإخبارية"، أن أنقرة والدوحة ستعتمدان استراتيجية أخرى لإفشال تطبيق ما توصلت إليه اللجنة العسكرية، على الأرض، مشيرًا إلى أنهما سيعملان على ما وصفه بـ"وضع العصا في الدولاب" حتى تقف عجلة تحرير ليبيا سلميا من يد المستعمر التركي والمرتزقة السوريين والمليشيات المسلحة.
وأشار إلى أن الصدمة اجتاحت معسكر الإخوان والمليشيات المسلحة وقطر وتركيا جراء اتفاق جنيف "فرأينا الزيارات المكوكية للمجلس الرئاسي وحكومة السراج ثم اتفاقية التعاون الأمني مع قطر".
وتابع الباحث السياسي الليبي، أنه رغم جاهزية مخرجات حوار تونس المقبل، إلا أن هناك ردة فعل إيجابية من حيث التوجه العام للبعثة الأممية والدول الراعية، بالدفع بأن القادة العسكريين وصلوا إلى حلول فاقت الطموحات وتغير اسم "لجنة 5 + 5" إلى "لجنة العشرة" كدليل على الاندماج والوحدة.
وأكد أن العسكريين أثبتوا ولاءهم للوطن وأنهم يريدون حماية ليبيا من التدخلات الأجنبية، وتفكيك المليشيات وجمع السلاح حتى لا يصبح عنوانا للحقيقة، مشيرًا إلى أنهم قادرون بولائهم للوطن على إنتاج وقائع يمكن تطبيقها على الأرض.
ومن جهته شكك النائب في البرلمان الليبي إبراهيم الدرسي، في إمكانية إخراج المرتزقة من غرب ليبيا، مشيرًا إلى أن تركيا تحاول كسب جولات في ملفات أخرى بهؤلاء المرتزقة الذين ملئت بهم ليبيا.
وأوضح البرلماني الليبي، أن تبني مجلس الأمن لاتفاق العسكريين في غدامس، وإصداره قرارًا، سيضمن تطبيق الاتفاق، مؤكدًا أن الزخم الدولي هو الذي سيدفع تركيا إلى أن تسحب المرتزقة السوريين من الأراضي الليبية.
وأشار إلى أن الحركة الدبلوماسية الأمريكية هي التي ستدفع نحو إيجاد حل سريع جدًا في ليبيا، وإخراج المليشيات المسلحة منها، عبر ممارسة الضغط على حكومة السراج ووكلائها في قطر وتركيا.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA= جزيرة ام اند امز