خبراء لـ"العين الإخبارية": التحولات بالقرن الأفريقي محور لقاء السيسي والبشير
سفير مصر لدى السودان: القمة ستبحث التهديدات الإقليمية والأمن المائي
السفير المصري لدى السودان أكد أن القمة ستبحث الأمن المائي، فيما اعتبر خبراء أن اللقاء فرصة لتثبيت التحسن في العلاقات بين البلدين.
قمة جديدة تشهدها العلاقات المصرية السودانية، هي الثالثة من نوعها خلال العام الجاري، حين يلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره السوداني عمر البشير، غدا الخميس، في الخرطوم.
- السيسي والبشير يؤكدان العلاقات التاريخية ويتفقان على زيادة التعاون
- السيسي والبشير.. لقاء "مكاشفة" في إثيوبيا
السفير المصري لدى السودان، أسامة شلتوت، أكد أن القمة ستبحث قضايا أمن البحر الأحمر والأمن المائي والتهديدات الإقليمية، فيما اعتبر خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، أن اللقاء فرصة لتثبيت التحسن الذي شهدته العلاقات بين البلدين مؤخرا.
وقال شلتوت، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية، إن مباحثات الرئيسين السيسي والبشير ستناقش قضايا سلام دولة جنوب السودان والشأن الليبي، والقضية الفلسطينية والسورية وكل ما يهم الشأن العربي ويؤدي إلى الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وستتطرق المباحثات أيضاً، بحسب السفير المصري، إلى شؤون الجاليتين المصرية والسودانية، والعديد من القضايا المتعلقة بالعلاقات السياسية والتجارية، بجانب المخاطر التي تهدد المحيطين الإقليمي والدولي، ضمن التعاون بين البلدين.
وأضاف أن الرئيسين سيتناولان سبل ووسائل دعم العلاقات، خاصة بعد ترفيع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين إلى المستوى الرئاسي والمقرر عقدها بالخرطوم أكتوبر المقبل.
وأشار إلى أن العلاقات شهدت خلال الفترة الماضية المزيد من التطور واللقاءات الثنائية وتفعيل كثير من الاتفاقيات، منها ربط الكهرباء بين البلدين وفتح المعابر، بالإضافة إلى سبل التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية والعلاقات البرلمانية.
ووصف شلتوت زيارة السيسي للخرطوم التي تستمر ليومين، بالمهمة والتي تأتي في إطار تطوير العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين.
وقال إن اختياره للسودان كأول بلد يزوره في دورة رئاسته الجديدة، يؤكد حرصه على توطيد وترسيخ العلاقات بين البلدين الشقيقين.
واعتبر مراقبون أن التعامل المصري مع السودان، طوال الفترة السابقة، اعتمد على سياسية "الاحتواء"، وأن لقاءات السيسي والبشير ساعدت على تحقيق تقارب بين البلدين، اعتمادا على المصالح المشتركة، والتي عادة ما تؤكد عليها مصر، في الارتقاء فوق أي خلافات.
وقالت الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الزيارة وتوقيتها مرتبط بالتحولات الحاصلة في منطقة القرن الأفريقي، والتقارب الإثيوبي الإريتري، والذي سينتج عنه بالضرورة تحولات في الأوزان الإقليمية، تؤثر بضرورة الحال على منظومة أمن البحر الأحمر، ومن هنا تأتي أهمية ترتيب الأوراق المصرية السودانية، بما يحفظ مصالح البلدين.
وأوضحت أن رؤية مصر الاستراتيجية للقرن الأفريقي والبحر الأحمر، تهدف إلى الحفاظ على الأمن في المنطقة، ومواجهة طموحات إقليمية توسعية على حساب مصر والسودان، حيث تشكل المنطقة أهمية استراتيجية لأمنهما القومي.
وأشارت مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أهمية بحث الحالة الليبية، التي أصبحت مقلقة لكلا الدولتين، بسبب تأخر بلورة حل سياسي حتى هذه اللحظة، وهو ما يؤثر بالضرورة على حالة الأمن في كل من مصر والسودان.
وحول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وصلابة التقارب بينهما في ظل أمور خلافية ما زالت عالقة، قالت إن التقارب بين البلدين مؤسس في الوقت الراهن على دعم كل طرف للآخر على المستوى السياسي، مدعوم بحالة هدوء على المستوى الإعلامي، متوقعة أن يستمر لفترة ليست قصيرة بالنظر إلى تحولات منطقة القرن الأفريقي وضرورة التعاون البيني.
وأضافت "على المستوى المنظور، وفي ظل توازنات حرجة وتحولات سريعة، سيكون هذا التقارب، صلبا إلى حد ما، ارتباطا في الأساس بالوضع الداخلي في السودان المقبل على انتخابات جدلية العام المقبل".
بدوره، يرى مشهور إبراهيم أحمد، المحلل السياسي المعني بالشأن الأفريقي، أن القمة المصرية السودانية تأتي في توقيت تسعى فيه مصر، لتوطيد علاقاتها الأفريقية، خصوصا مع دول حوض النيل، في ظل المخاطر المحتملة لبناء سد النهضة، ومن المهم في هذا السياق، استطلاع موقف الخرطوم بشكل واضح والتنسيق معها، عبر مشاورات مستمرة، وتبادل للمعلومات، لأن غياب ذلك، ربما هو ما أدى إلى التباين بين وجهتى النظر في البلدين إزاء هذا الملف، وأدى إلى ضعف الموقف التفاوضي، بما يصب في صالح إثيوبيا.
وأضاف "يمكن للقمة أيضًا أن يكون لها أيضًا بعدها الاقتصادي الهادف إلى زيادة التبادل التجاري بين البلدين، خصوصا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا تتناسب مع علاقاتمها التاريخية ولا قربهما الجغرافي، وهو ما يتطلب العديد من الآليات واللجان المشتركة، التي يمكن أن تدرس بجدية الأسباب والمعوقات التي تقف أمام إقامة هذه الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية.
وخلال زيارة البشير للقاهرة، في مارس/آذار الماضى، اتفق البلدان على آلية تشاورية جديدة لبحث الملفات العالقة، تقوم على اجتماع رباعي لوزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان.
وتعد هذه هي الزيارة الخامسة للرئيس السيسي إلى السودان، كما أن البشير زار مصر هو الآخر خمس مرات في إطار التعاون وتعميق العلاقات، حيث وصف السفير السوداني في القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم، زيارة الرئيس المصري لبلاده بأنها "مهمة توقيتاً ومضموناً".
aXA6IDMuMjM2LjExMi4xMDEg جزيرة ام اند امز