السيسي: قرارنا مستقل ووقف إمدادات البترول لا علاقة له بتصويت مصر

الرئيس المصري يقول إن مصر تتمتع بالاستقلالية في قراراتها، مشيراً إلى أنه لا علاقة بين وقف الإمدادات البترولية من السعودية وتصويت بلاده في مجلس الأمن بشأن سوريا.

قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن مصر تتمتع بالاستقلالية في قراراتها، مشيراً إلى أنه لا علاقة بين وقف الإمدادات البترولية من السعودية وتصويت بلاده في مجلس الأمن بشأن سوريا.

وقال الرئيس السيسي، خلال حديثه يوم الخميس أمام الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين تحت عنوان "أكتوبر الإرادة والتحدي"، إنه منذ أسبوعين خرجت شائعة تقول إن مصر تدعم معارضة إثيوبية، لكني أقول لأشقائنا في إثيوبيا ما قلته لهم عندما كنت وزيراً للدفاع وكان موقفي واضحاً تماماً؛ حيث قلت لهم إننا نتمنى الخير لكم، لكن لابد أن نحافظ على خير مصر وصالحها.

وتابع: "عندما توليت المهمة قلت للأشقاء في إثيوبيا، دعونا نتفق لنبدأ صفحة جديدة؛ أنتم تعملون على الحفاظ على مصالحكم، ونحن نعمل للحفاظ على حقنا التاريخي في مياه نهر النيل؛ لأن التعاون هو أفضل شيء".

وشدد الرئيس المصري على أن مصر لا تتآمر على أحد، ولا تضغط على أحد من خلال دعم أي معارضة.

وأشار الرئيس إلى زيارته منذ أشهر لإثيوبيا والتي قال فيها للبرلمان الإثيوبي: "لقد اخترنا التعاون وليس المواجهة، وأنا أتحمل المسؤولية في انتهاج سياسة التعاون والسلام أمام المصريين والإثيوبيين، وأرجو أن تصل رسالتي هذه إلى الأشقاء في إثيوبيا".

وأكد الرئيس السيسي أنه ليس من قيم مصر أو سياساتها أن تقوم بتدعيم معارضة أو إحداث قلاقل في أي بلد من البلدان.

ثم عاد الرئيس السيسي موجهاً كلامه للإثيوبيين بالقول: "أريد أن يصل مضمون هذه الرسالة للإخوة الإثيوبيين".

ووجه الرئيس السيسي رسالة طمأنة إلى المصريين قائلاً: "أنتم أمنتموني على مصر ومصالحها وعلى أمنها، وأنا مسؤول عن تحقيق هذه المصالح والحفاظ عليها".

وأضاف السيسي أن أحداً لا يستطيع التدخل في العلاقة الوثيقة والتاريخية بين مصر وأشقائها العرب، لكنه أكد في الوقت نفسه أن مصر لديها سياسة مستقلة تقوم على الحفاظ على الأمن القومي العربي من خلال رؤية مصرية.

واعتبر أن "بعض تجاذبات الإعلام، وليس من جانب الدولة المصرية، وما بثته مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات لم تكن مريحة".

وفيما يتعلق بالموقف المصري من الملف السوري، قال السيسي: إن موقف مصر من سوريا هو إيجاد حل سياسي للأزمة السورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتحقيق إرادة الشعب السوري ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا، وأنا أرى أنه لا يوجد اعتراض على ذلك من جانب أشقائنا الخليجيين.

وأوضح الرئيس السيسي أن تصويت مصر في مجلس الأمن على مشروعي القرارين الفرنسي والروسي كان لصالح وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات للمواطنين الذين يعانون في سوريا، ونحن كنا ننظر للأمر خلال التصويت على مشروعي القرارين من خلال هذا المنظور.

واستطرد الرئيس قائلاً: البعض اعتقد أن وقف شحنات البترول إلى مصر كان رداً على موقف مصر في مجلس الأمن، لكنني أقول إنه فيما يتعلق بشحنات البترول فإنه يخص اتفاقاً تجارياً تم توقيعه في أبريل/نيسان الماضي، ونحن من جانبنا اتخذنا الإجراءات المناسبة لتوفير احتياجاتنا، ولا توجد لدينا مشكلة في الوقود والبترول.

وأكد السيسي أن السياسة المصرية تقوم على الاعتدال والتوازن والتسامح واستقلالية القرار؛ حيث تقيم مصر علاقات متوازنة مع جميع الدول.

وقال: "إن سياسة مصر تقوم على هذه الثوابت، وهي نتاج دراسات متأنية لتجارب المصريين وتجارب الشعوب الأخرى".

وأضاف السيسي: "لقد درست تجربة محمد علي ولماذا لم تكتمل، ثم درست أيضاً تجربة ثورة 1952 ولماذا لم تكتمل، ودرست تجارب دول كانت قوية ومستقرة تحترم سيادتها، لكن نتيجة ممارسات خاطئة دمرت بلادها، ولذلك فإن سياستنا تقوم على الانفتاح واستقلالية القرار وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم التآمر على أحد".

وتابع الرئيس: "ربما يكون هناك من يقول إن هذه القيم لا تصلح، لكني أرى أنه لا ينبغي على الإطلاق التآمر مع الآخرين لتدمير بلاد وتخريب أمم، وأنا لا أريد أن أكون شريكاً في مثل هذه الأفعال".

واستطرد الرئيس المصري: "أريد ثقافة تدعو للتعاون والاستقرار والسلام؛ لأن ذلك نتاج قراءة معمقة لتاريخنا وتاريخ المنطقة وتجارب شعوب أخرى".