الشاشات الذكية أداة للتجسس داخل المنازل.. كيف تحمي نفسك؟ (خاص)
بتطور العصر، حلت الشاشات الذكية المتصلة بشبكة الإنترنت، محل أجهزة التلفزيون التقليدية.
ومن ثم، باتت البيوت لا تخلو من الشاشات الذكية، التي وجدت فيها الأسرة مميزات عدة، من شأنها أن تشعرهم برفاهية دائمًا ما يتطلعون إليها، لكن يبدو أن لهذا الأمر ضريبة يدفعها المستخدم دون علمه.
تقرير صادم
نشر الموقع الرسمي لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، تقريرًا أفاد بأن الشاشات الذكية باتت مصدرًا جديدًا للتجسس على المستخدمين، مثلها مثل الهواتف المحمولة.
وكشف التقرير أن الشاشات الذكية قد يكون بعضها مزودًا بكاميرات لا يُدرك معظم المستخدمين أنها موجودة من الأساس، إضافةً إلى ميزة (ACR)، التي يمكن من خلالها تحديد كل إعلان أو عرض تلفزيوني أو فيلم يشاهده الشخص عبر الشاشة، وهذا لخدمة أغراض التسويق والدعاية.
نوه التقرير بأنه "من الصعب القيام بالكثير في العالم الرقمي دون أن وجود تعقّب أو مراقبة، أو رغبة في تحقيق عوائد مادية".
الشاشات مثل الموبايلات
للوقوف على الصورة عن قرب، حرص المهندس محمد الحارتي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، على إيضاح آلية عمل الهواتف الذكية أولًا، شارحًا: "الموبايلات بها المايكروفون والكاميرا، والمستشعرات التي تكتشف مجال الرؤية".
أضاف "الحارتي"، لـ"العين الإخبارية": "التطبيقات المتواجدة عبر الهواتف تعمل من خلال تشغيل الكاميرا والمايك وغيرها، والتي يحصل بعضها على إذن من جانب المستخدم حتى تبدأ عملها".
ضرب استشاري تكنولوجيا المعلومات "فيسبوك" كمثال على طريقة عمل التطبيقات خلال الأجهزة الذكية، فيقول عنه إنه يعرض الإعلانات من خلال قدرات تكنولوجيا الاستماع، أي أنه يحصل على إذن استعمال المايكروفون، ومنه يحلل نمط الصوت وبالتالي يتعرف على اللهجات: "هذا يظهر جليًا حينما تشاهد مقطع فيديو وتجده مترجمًا بلغة إنجليزية. هذا نتاج الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تأخذ المعلومات والبيانات وتحللها وتحسّن الجودة".
نقل "الحارتي" حديثه إلى الشاشات الذكية، وركز مبدئيًا على أجهزة عرض الإعلانات داخل المولات التجارية الكبرى وغيرها من الأماكن: "بها كاميرات ومايكروفونات، ومستشعرات يمكنها أن ترى الأشخاص وعددهم وتحدد تصنيفاتهم والتفرقة بينهم سواءً كانوا رجالًا أو نساءً وأطفالًا، وعليه توجه إعلانات وفقًا لسمات الحضور، وحسب التوقيت كذلك، فما تعرضه نهارًا يختلف عما تعرضه مساءً".
أما عن الشاشات الذكية داخل البيوت، قال عنها: "هي تمتلك كاميرات بغرض إجراء مكالمة فيديو، وعليها أنظمة تشغيل خاصة بالبرودكاست أو تلقي الإشارة التلفزيونية عبر الستالايت وبثها للمستخدم، ومن ثم ترتبط بأنظمة تشغيل أخرى وتتبادل البيانات والمعلومات. نحن كمستخدمين لا نكون على علم بهذا الأمر".
أوضح "الحارتي" أن كل جهاز ذكي مزود بما سبق من خصائص، لديه قدرة على انتهاك الخصوصية، وهو ما باتت الشاشات تتسم به، فما تتضمنه من إمكانات هو نفسه ما تشتمل عليه الهواتف المحمولة.
شرح: "الشاشات بها منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات مدفوعة الأجر مثل (يوتيوب)، و(نتفليكس) التي تعرف من خلالها ما يشاهده المستخدم من أفلام وتعرض عليه أنواع معينة من الإعلانات".
أردف "الحارتي": "هذه التطبيقات والمنصات، التي تتضمنها الشاشات الذكية، تفهم السلوك والمكان والاهتمام والانطباعات وما يبحث عنه المستخدم، وبالتالي تضخ الإعلانات المناسبة له، فهي عائدها الأساسي".
لفت استشاري تكنولوجيا المعلومات بأنه حال اختراق جاهز "الراوتر" الذي تتصل به الشاشة، يمكن اختراق المستشعرات والكاميرات المزودة بها كذلك".
طرق الحماية
أشار "الحارتي" إلى أنه في حال تعطيل عمل الكاميرا أو المستشعرات في الشاشة من خلال الإعدادات، يمكن أيضًا اختراقها من جانب المبرمجين، وهنا لا حل سوى "الأمن المادي"، أي تغطية الكاميرا بلاصق على سبيل المثال.
فيما ذكر الدكتور محمد حجازي، المستشار القانوني لغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "CIT" بالاتحاد العام للصناعات، أن تأمين المستخدم من اختراقات الشاشات الذكية يتطلب حماية شبكة الـ"Wi-Fi".
أضاف "حجازي"، لـ"العين الإخبارية"، أن "تصعيب كلمات المرور الخاصة بشبكة (Wi-Fi) أمر هام، حتى لو وصل الحال إلى تدعيمها بـ(فاير وول)، لإضفاء مزيد من الحماية".
من جانبه، نصح المهندس محسن فريد، خبير تكنولوجيا المعلومات، المستخدمين بضرورة مراجعة إعدادات الأجهزة التي يستعملونها، والاهتمام باستخدام برامج الحماية.
كما أشار "فريد"، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، إلى ضرورة أن تكون المؤسسات الحكومية حذرة فيما يخص استقدام مثل هذه الأجهزة داخل منشآتها، لمنع تسريب المعلومات والبيانات.
طرق لمنع التجسس
بالعودة إلى "التقرير الصادم"، يمكن للمستخدم تعطيل عمل عدد من المميزات بحيث يحمي نفسه من الاختراق، منها ما يلي:
- اضبط إعدادات الخصوصية للحد من البيانات التي يرسلها جهازك إلى الشركة المصنعة.
- عطّل التحكم الصوتي، الذي يمنع الشاشة من تحليل المحادثات الدائرة في محيطها.
- تجنب استخدام التطبيقات المجانية التي تجمع البيانات.
- تعطيل ميزة (ACR) التي تحدد كل إعلان أو عرض تلفزيوني يشاهده المستخدم عبر الشاشة، وهذا يختلف حسب العلامة التجارية للشاشة، وهي كالآتي:
فيزيو
بالنسبة للإصدارات الأقدم من شاشات "فيزيو"، اضغط على (TV’s System)، ثم اختر (Reset & Admin)، ثم اضغط على (Smart Interactivity)، وأخيرًا (Off).
أما عن الشاشات الأحدث لـ"فيزيو"، اضغط على (System)، ثم اختر (Reset & Admin)، ثم اضغط على (Viewing Data)، وأخيرًا (Off).
سامسونج
بالنسبة لشاشات "سامسونج"، انتقل إلى (Settings)، ثم اضغط على (Support)، ومنها اختر (Terms & Policies)، وأخيرًا (off).
إل جي
بالنسبة لشاشات "إل جي"، انتقل إلى (Settings)، ثم (All Settings)، ومنها اختر (General)، وانتقل إلى (LivePlus)، ثم (off).
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز