ساعات ذكية لحماية الأطفال من اعتداءات المدارس
الأسر الصينية تزود أطفالها بالساعات الذكية وكاميرات المراقبة قبل خروجهم من المنزل لحمايتهم من التعرض للمخاطر والاعتداءات.
لجأت بعض الأُسر الصينية إلى التفكير في تزويد أطفالهم بالساعات الذكية وكاميرات المراقبة قبل خروجهم من المنزل، على آمل حمايتهم من التعرض للمخاطر والاعتداءات، خصوصاً بعد انتشار واقعة الاعتداء على الأطفال وسوء معاملتهم في إحدى رياض الأطفال ببكين.
وكانت الشرطة الصينية اعتقلت السبت الماضي، مدير إحدى دور رياض الأطفال بالعاصمة بكين بعدما انتشرت مزاعم بشأن تعرض الأطفال لانتهاكات من قبل المعلمين بها، كالتحرش والوخز بالإبر وإعطائهم حبوباً غير معروفة، والتي على إثرها أُصدرت قرارات إيقاف عن العمل بحق عدد من المعلمين بها.
وذكرت شبكة أخبار التليفزيون الصيني الرسمي "سي سي تي في" أن الحادث أثار غضباً عارماً لدى عامة الناس الذين طالبوا السلطات باتخاذ الإجراءات الصارمة والفورية لمنع مثل هذا النوع من الاعتداءات على الأطفال.
في حين اقترح عدد كبير من الآباء على منصات التواصل الصينية اصطحاب أطفالهم لأجهزة الرصد والمراقبة إلى المدارس؛ لتعقبهم طول الوقت عن طريق ارتداء "الساعات الذكية"، أو من خلال توفير منصة بث مباشر عبر الإنترنت لآبائهم أثناء اليوم الدراسي.
وقال أحد أولياء الأمور إنه يؤيد فكرة إرسال جهاز مراقبة مع الأطفال أثناء وجودهم في رياض الأطفال، وأضاف أن العديد من رياض الأطفال في الوقت الحاضر أصبحت توفر كاميرات المراقبة التي تسمح للآباء مشاهدة أطفالهم من خلال التطبيق على هواتفهم الذكية؛ مقابل بعض الرسوم الدراسية الإضافية.
وكانت بعض المدارس اعتمدت فيما قبل تلك الفكرة ونفذتها بشكل فعلي، إلا أن هذا الأمر أثار غضباً عارماً وتضاربت الآراء لدى الآباء حينذاك، حيث انتقد البعض الفكرة واصفين إياها بـ"انتهاك خصوصية الأطفال"، وجاء في أحد تعليقات أولياء الأمور: "إنها مدرسة وليس سجناً".
ولكن بعد انتشار فيديو أظهر تعرض أطفال صينيين للاعتداءات والصفع على الوجه والضرب بالعصا، وتكميم الأفواه بشريط لاصق بأحد رياض الأطفال في البلاد، أصيب أولياء الأمور بحالة من الفزع جعلتهم ينظرون لتلك الفكرة على أنها ضرورة حتمية.
إلا أن مثل هذه التطبيقات والأجهزة تثير الرعب لدى خبراء الأمن السيبراني، حيث إنه في وقت سابق من هذا الشهر، حظرت هيئة تنظيم الاتصالات الألمانية "وكالة الشبكة الاتحادية " مبيعات جميع الساعات الذكية للأطفال، وطلبت من الوالدين تدمير تلك الساعات التي يمتلكها أطفالهم، واصفين إياها بأداة للتجسس، حيث إن معظم هذه الساعات مزودة بشريحة جوال وإمكانيات اتصال محدودة، ويمكن برمجتها والتحكم فيها من خلال تطبيق.
قال كين مونرو، وهو خبير أمني بإحدى الشركات الألمانية إن "الأجهزة الذكية التي تفتقر للأمان تتيح تطفلاً على الخصوصية.. وهذا شيء مقلق حين تفكر في الساعات المزودة بنظام ملاحي للتأكد من سلامة الأطفال، والذي يمكن أن يتحول للتجسس عليهم وعلى أسرهم".
وأكد لي تيجون، وهو خبير أمني من شركة تشيتاه موبيل الصينية، لشبكة التليفزيون الصيني الرسمي أنه لم يُفاجأ بقرار ألمانيا، حيث إن العديد من الشركات المصنعة للهواتف الذكية للأطفال تركز فقط على الأجهزة، وليس لديهم خبرة كبيرة في مجال الأمن السيبراني.
وأضاف أن ارتداء الساعات الذكية "ليس حلاً جيداً" لمنع الأطفال من التعرض للمخاطر، فتلك الساعات الذكية قد تعرض معلومات الوالدين الشخصية أيضاً "للقرصنة" لكونها تُستخدم أيضا في المنزل، كما أوضح أن مثل هذه الحوادث تتطلب حلولاً من الإدارة الاجتماعية، فارتداء ساعة ذكية لن يمنع إساءة معاملة الأطفال.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg
جزيرة ام اند امز