حبك لهاتفك القديم "مشكلة" لأبل وسامسونج
المستهلكون الأمريكيون يتهافتون على شراء الهواتف الذكية القديمة وخصوصا الإصدارات القديمة من هواتف "أبل" (Apple) وسامسونج (Samsung).
تشهد صناعة الهواتف الذكية انخفاضا هائلا في المبيعات، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو استمرار شعبية الهواتف الذكية القديمة مثل هواتف "أبل" (Apple) وسامسونج (Samsung) التي لا تزال تتميز بخصائص جيدة لبعض المستخدمين، ما أدى بدوره إلى انخفاض شحنات الهواتف الذكية الجديدة بمعدلات تاريخية في نهاية عام 2017.
ووفقا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يتهافت المستهلكون الأمريكيون على شراء الهواتف الذكية القديمة وخصوصا الإصدارات القديمة من هواتف آيفون وسامسونج جالكسي التي خضعت إلى تجديدات، علاوة على ترددهم في شراء الهواتف الذكية الحديثة التي يتجاوز سعر الواحد منها في بعض الأحيان 1000 دولار، ما يعكس عدم انبهارهم بالإصدارات المتطورة من الهواتف الذكية.
وقال أحد الأمريكيين للصحيفة إنه لا ينظر إلى كل هذه المميزات في الهواتف الجديدة، وإن كل ما يرغب فيه هو هاتف يمكنه إرسال رسائل نصية وإجراء مكالمات وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي من خلاله.
لكن في جميع الأحوال، تستفيد الشركات المصنعة للهواتف الذكية حتى إذا لم يكن بالقدر نفسه، فمثلا يمكن أن تستفيد أبل ببيع الإصدارات القديمة من هواتفها من خلال عائدات الخدمات المقدمة في App Store.
وقال شون كلياند، مدير الهواتف المحمولة في شركة B-Stock Solutions الرائدة عالميا في مجال تجارة الهواتف: "أصبحت صناعة الهواتف الذكية الآن تشبه صناعة السيارات إلى حد كبير. أنا أحب قيادة سيارة مرسيدس، لكنني سأنتظر عامين آخرين لشراء الطراز القديم منها. إنها نفس العقلية تماما".
ومن الاتجاهات الأخرى التي ظهرت مؤخرا في قطاع الهواتف الذكية ومقتبسة من صناعة السيارات، وساعدت المستهلكين على مواكبة التطور: الاستئجار، نعم بدلا من شراء هواتف ذكية جديدة باهظة الثمن، تسمح بعض الشركات مثل Sprint Corp وT-Mobile US لمشتركيها باستئجار هواتف ذكية جديدة، ما يمنحهم فرصة لاستبدال هواتفهم القديمة بالأحدث منها، لكن هذا النهج ليس منتشرا بصورة كبيرة حتى الآن.
وحاليا، يتمسك الناس بهواتفهم القديمة لما يصل إلى 8 أشهر، وبحلول العام المقبل، يمكن أن تصل هذه المدة إلى 33 شهرا.
من ناحية أخرى، تطرقت الصحيفة إلى الهواتف الذكية المستعملة، وقالت إنها ظهرت لأول مرة في أفريقيا والهند وأسواق نامية أخرى منذ فترة طويلة، لكن الآن، أصبح الأمريكيون الآن يمثلون نسبة 93% من مشتريات الهواتف المستعملة التي تتم من خلال مزادات عبر الإنترنت.
وتمثل الهواتف الذكية المتطورة الشريحة الأسرع نموا في صناعة الهواتف الذكية العالمية، حيث يتم بيع جهاز من أصل كل 10 أجهزة حسب مؤسسة Counterpoint Technology Market Research البحثية، ووصلت شحنات الهواتف الذكية الحديثة الإجمالية 1.6 مليار دولار العام الماضي، وفقا للمؤسسة.
وتبيع شركتا سامسونج وأبل معا ما يزيد على جهاز من بين ثلاثة أجهزة على المستوى العالمي، وتحصدان نحو 95% من أرباح صناعة الهواتف الذكية.
وتعرضت أبل إلى تحقيقات حكومية أمريكية وأوروبية خلال الشهور الأخيرة، بسبب تباطؤ أداء أجهزتها القديمة.
من ناحيتها، قالت شركة أبل الأمريكية إنها لم تقم أبدا بتقصير عمر بطاريات الهواتف القديمة أو الحط من تجربة مستخدميها عمدا، ومنذ ذلك الحين، خفضت أبل في أسعار بطاريات الهواتف القديمة.
وفي مقابلة حديثة مع دي جي كوه، رئيس قطاع الهواتف الذكية بشركة سامسونج، قال إن الشركة تفكر في تعديل استراتيجيتها الخاصة بالسندات التجارية، موضحا أنه على الرغم من عدم البت في أي شيء، فإن سامسونج تفكر فيما إذا كانت ستولي اهتماما أكبر للهواتف الذكية الحديثة أو الإصدارات الحديثة من الهواتف منخفضة التكلفة.