هل تقضي الهواتف الذكية على فن الحوار بين الناس؟
المراسلة الفورية باتت تشكل جزءًا كبيرًا من حياة الناس، لكنها تقتل في المقابل المكالمات الهاتفية، ما قد يؤثر على فن الحوار.
في عالم الإنترنت والمراسلة الفورية والإيموجي، أصبحت المكالمات الهاتفية في اضمحلال مستمر، ما قد يؤثر على فن الحوار والمناقشة لدي الأجيال القادمة، بعد أن أصبح أغلب الناس مدمنين لهواتفهم الذكية، لكنهم رافضون لفكرة إجراء اتصال هاتفي.
يرى البعض أن ثورة المراسلة "الشات"، والتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، تعني نهاية الحوار، ورغم استبعاد هذه الاحتمالية نظرًا لأن المحادثات الهاتفية دائمًا ما ستظل ضرورية في بعض الأحيان، فإن تلك الثورة تشكل منعطفًا في التاريخ الثقافي للاتصال والتواصل.
وفي الوقت الذي تنخفض فيه أعداد المكالمات الهاتفية والرسائل الصوتية المسجلة في العالم، يستمر إدمان الإنترنت في النمو، ربما لأن لا أحد خطط لاستغلال الوقت الذي كان يستخدم للتحدث عبر الهاتف، وهو ما انصب مباشرة في وسائل التواصل الاجتماعي.
وباتت تطبيقات التواصل والمراسلة مثل "واتساب" و"فيسبوك" و"تويتر" تمتص ساعات مهولة من يوم معظم الناس، وهو ما أثر بالفعل على فن المحادثة مباشرة، إلا أنه بكل تأكيد لم يقطع اتصال الناس ببعضهم، حسب مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويظل هناك بعض الأشخاص الذين تجري بينهم المكالمات الهاتفية بشكل أساسي، نظرًا لقوة العلاقة أو أهميتها، حيث لا يمكن للمراسلة الفورية استبدال الاتصال عبر الهاتف، إلا أن المراسلة أعطت معنى جديدًا للتواصل، فهي تُبقي الناس متصلين بشكل مستمر عندما لا تسمح الحياة بالمكالمات الهاتفية.
ربما لم يمت فن المحادثة، لكنه بات يقدم للمستخدمين بطرق حتى الآن أثبتت سرعتها وسهولتها، فما يخسره الشخص من نبرة صوته يعوضه في الإيموجي.