بالفيديو .. مهرب الدمى الفنلندي.. "بابا نويل" في حلب
مثل " بابا نويل" الذي ينتظره الأطفال ومعه الهدايا والألعاب، فإن رامي أدهم الذي يقيم في فنلندا يحرص منذ أربعة أعوام على السفر إلى حلب لتهريب الدمى وإعطائها للأطفال
ترك رامي أدهم "44 عاما" سوريا منذ 27 عاما، غير أنه لم يستطع الانفصال عن مشكلات وطنه، فعمل على التخفيف من وطأتها، من خلال رسم البسمة على أكثر الفئات تضررا منها، وهي الأطفال.
ومثل " بابا نويل" الذي ينتظره الأطفال في نهاية كل عام، ومعه الهدايا والألعاب، فإن أدهم الذي يقيم في فنلندا يحرص منذ أربعة أعوام على السفر إلى حلب لرسم البسمة على وجوه الأطفال، من خلال تهريبه الألعاب والدمى إلى هناك، حتى بات يعرف بين الأهالي باسم "مهرب الدمى".
وأسّس أدهم موقعاً إلكترونياً للحصول على التبرعات من أجل دعم مشروعه لتهريب الدمى إلى أطفال حلب.
ويقول في لقاء مع صحيفة "بيلد" الألمانية: " بعد الوصول إلى تركيا قادماً من هيلسنكي، أحمل 70 كغ من الدمى لأقطع بها المنطقة الحدودية مع سوريا مشياً على الأقدام، في رحلة سير تستمر أحيانا 16 ساعة ".
ورغم إرهاق الرحلة، فإن إدهم قام بها حتى الآن 27 مرة، ويضيف: "لا أريد مقابلاً لجهدي سوى ضحكات الأطفال التي تشرق أمامي. يساعدهم الضحك على نسيان فقدانهم منازلهم ومدارسهم وحتى ألعابهم".
ويتابع: "لا يمكن وصف الشعور عند توزيع الدمى على الأطفال ممن كان عليهم العيش وسط حربٍ عمرها أطول من أعمار العديد منهم، الشعور الذي يشحذ همتي هو أن أقدّم لهؤلاء الأبطال الصغار، الذين يمثلون مستقبل سوريا، لحظةً لا يشوبها الخوف والتوتر".
وعاد أدهم مؤخراً من زيارة إلى حلب استمرت 12 يوماً، حيث سلّم دمىً لمأوى لاجئين كانوا قد غادروا مؤخراً مدينة داريا التي كان يحاصرها النظام السوري على مدى 4 سنوات، لكنه بعد هذه الرحلة لم يجد رامي طريقاً آمناً للدخول إلى الجزء المحاصر من حلب.
ويقول: "لا تسعفني الكلمات في وصف هذا العجز. ليس من السهل أن ترى مدينتك بهذا القرب، بعد أن قطعت أميالاً ولاطريق يوصل إليها".
ويأمل "مهرب الدمى"، أن يتمكن قريباً من العودة إلى سوريا، إلا أنه يشعر بالتشاؤم: "لقد وصلتني أخبار أنّ أشخاصاً عدة أعرفهم قد ماتوا، ينتابني الخوف حقاً. إنني قلق مما ستحمله الزيارة القادمة".