انقراض سادس في الطريق.. العالم بلا رخويات وهذا سر رقم "522"
تميز تاريخ الحياة على الأرض بـ5 أحداث انقراض جماعي للتنوع البيولوجي الناجم عن الظواهر الطبيعية المتطرفة، واليوم، يحذر العديد من الخبراء من أن أزمة الانقراض الجماعي السادسة جارية، وهذه المرة سببها بالكامل الأنشطة البشرية، ولكن يتم إنكار هذه الحقيقة.
ونُشر تقييم شامل للأدلة على حدث الانقراض المستمر، في العدد الأخير من مجلة "بيولوجيكال ريفيو"، من قبل علماء الأحياء من جامعة هاواي الأمريكية، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا.
ويقول روبرت كوي، المؤلف الرئيسي للدراسة، والأستاذ في مركز البحوث في كلية علوم وتكنولوجيا الأرض والمحيطات في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة هاوي، بالتزامن مع نشر الدراسة: "يستند الإنكار لحقيقة أننا نعيش مرحلة الانقراض الجماعي السادس، إلى وجهة نظر متحيزة للأزمة تركز على الثدييات والطيور، وتتجاهل اللا فقاريات التي تشكل بالطبع الغالبية العظمى من التنوع البيولوجي".
ومن خلال الاستقراء من التقديرات التي تم الحصول عليها من القواقع الأرضية والرخويات، قدر كوي والمؤلفون المشاركون أنه منذ حوالي عام 1500، أي قبل 522 عاما، فقدت الأرض بالفعل ما بين 7.5 و 13٪ من مليوني نوع معروف على الأرض، وهو عدد مذهل يتراوح بين 150 و 260 ألف نوع.
ويضيف كوي: "كان تضمين اللا فقاريات عاملاً أساسياً لتأكيد أننا نشهد بالفعل بداية الانقراض الجماعي السادس في تاريخ الأرض".
ومع ذلك، فإن الوضع ليس هو نفسه في كل مكان، فعلى الرغم من أن الأنواع البحرية تواجه تهديدات كبيرة، لا يوجد دليل على أن الأزمة تؤثر على المحيطات بنفس القدر مثل الأرض، فعلى اليابسة، تتأثر الأنواع التي تعيش في الجزر، مثل تلك الموجودة في جزر هاواي، أكثر من الأنواع القارية.
ولمحاربة الأزمة، نجحت العديد من مبادرات الحفظ لبعض الحيوانات الكاريزمية، لكن هذه المبادرات لا يمكن أن تستهدف جميع الأنواع، ولا يمكنها عكس الاتجاه العام لانقراض الأنواع، ومع ذلك، من الضروري مواصلة هذه الجهود، ومواصلة توثيق التنوع البيولوجي قبل أن يختفي.
ويقول كوي: "رغم الخطاب حول خطورة الأزمة، ورغم وجود حلول علاجية للفت انتباه صناع القرار، فمن الواضح أن الإرادة السياسية غير متوفرة، وإنكار الأزمة أحد مظاهر ذلك".