كيف يؤدي كورونا لفقدان الأسنان لدى كبار السن؟.. دراسة تجيب
وجدت دراسة أمريكية حديثة أن العزلة الاجتماعية الناتجة عن وباء كورونا تجعل كبار السن أكثر عرضة لفقدان أسنانهم.
من المعروف الآن أن العزلة الاجتماعية الناتجة عن وباء فيروس كورونا قد أثرت على الصحة العقلية لملايين الأشخاص حول العالم، ولكن يبدو أنه تؤثر على أسنانهم أيضاً.
ووجد باحثون من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة، أن كبار السن الذين يعيشون في عزلة اجتماعية هم أكثر عرضة لفقدان أسنانهم بمعدل أسرع من الأشخاص الذين يتواصلون بانتظام مع الآخرين، وفقاً لموقع "Study Finds" الأمريكي.
ونقل الموقع، في تقرير نشره الجمعة، عن مؤلف الدراسة الدكتور شيانج تشي قوله: "تشير دراستنا إلى أن الحفاظ على الروابط الاجتماعية وتحسينها قد يفيد صحة الفم لدى كبار السن".
وأشار إلى أن العزلة الاجتماعية تؤدي لزيادة المشكلات الصحية لدى كبار السن، وذلك من زيادة خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب إلى الوفاة المبكرة.
وأضاف أنه قبل عام 2020، قدّرت منظمة الصحة العالمية أن ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة من كبار السن يعانون من الشعور بالوحدة، ولكن بالنظر إلى زيادة العزلة على مدار العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا فإنه من المحتمل أن تكون هذه الإحصائيات أسوأ اليوم.
وأوضح الباحثون أنه من المهم شرح الفرق بين الوحدة والعزلة الاجتماعية، موضحين أنه في حين أن الوحدة هي شعور ينبع من قلة التواصل مع الآخرين، فإن العزلة الاجتماعية هي مصطلح يعني وجود الحد الأدنى من العلاقات الاجتماعية وعدم وجود اتصال تقريباً مع الآخرين على الإطلاق.
وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور باي وو إنه "في حين أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة غالباً ما يتم النظر إليهما باعتبارهما شيئاً واحداً، فإنه من الممكن أن يعيش الشخص بمفرده وأن يكون معزولاً اجتماعياً ولكن لا يشعر بالوحدة، أو أن يكون محاطاً بالناس ولكن لا يزال يشعر بالوحدة".
وللحصول على فكرة أفضل عن العلاقة بين العزلة الاجتماعية وصحة الفم، قام الباحثون بتحليل بيانات 4268 شخصاً بالغاً فوق 65 عاماً، وسألوا المشاركين عن عاداتهم الاجتماعية وصحة فمهم وعما إذا كانوا قد فقدوا أي أسنان.
ووفقاً للنتائج، التي نُشرت في مجلة "Community Dentistry and Oral Epidemiology"، أفاد أكثر من ربع المشاركين (27.5٪) بأنهم معزلين اجتماعياً، بينما أبلغ 26.5٪ آخرون عن الشعور بالوحدة.
وأظهرت النتائج وجود ارتباط بين زيادة العزلة الاجتماعية ووجود خطر أكبر لفقدان المزيد من الأسنان بسرعة، وذلك حتى بعد أن أخذ مؤلفو الدراسة في الحسبان العوامل المؤثرة الأخرى.
وفي المتوسط، كان لدى كبار السن المعزولين اجتماعياً أسناناً طبيعية أقل بمقدار 2.1 مرة ومعدل فقدان أسنان أسرع 1.4 مرة من الآخرين الذين يتمتعون بحياة اجتماعية أكثر نشاطاً.
وأضاف "وو" أن "كبار السن المعزولين اجتماعياً يميلون إلى أن يكونوا أقل انخراطاً في السلوكيات الاجتماعية المعززة للصحة مثل النشاط البدني، والذي يمكن أن يكون له تأثير سلبي على وظائفهم العامة وصحة فمهم، بالإضافة إلى زيادة مخاطر إصابتهم بالالتهابات، وهو ما يبدو أنه يؤدي لفقدانهم الأسنان."
وفي المقابل، فإنه لم يرتبط الشعور بالوحدة بفقدان الأسنان، إذ وجدت الدراسة أنه في حين أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تؤدي إلى نقص الدعم الذي يمكن أن يؤثر على السلوكيات الصحية، فإنه من الممكن بالنسبة لكبار السن الذين يشعرون بالوحدة أن تظل شبكاتهم الاجتماعية كما هي وهو ما يساعدهم في الحفاظ على السلوكيات الصحية.