مسلسلات تونس الرمضانية.. "براءة" يشعل الجدل و"حرقة" يثير الوجع
حققت المسلسلات التونسية في رمضان 2022 نجاحا كبيرا ومشاهدة عالية، بعد مرور 6 أيام من الشهر الكريم، وذلك لتناولها قضايا اجتماعية مهمة.
وتركز الدراما التونسية هذا العام على قضايا الهجرة غير النظامية، وتوظيف الدين لغايات شخصية، والتهريب، والعلاقات الأسرية الهشة، والفقر والتهميش.
وتخوض 10 مسلسلات تونسية الموسم الدرامي رمضان 2022 وهو ما يشكل طفرة للإنتاج الفني التونسي السنوي.
وتعرض قناة "الحوار التونسي" مسلسلين يحظيان بنسب مشاهدة عالية، هما "الفوندو" للمخرجة سوسن الجمني، و"براءة" للمخرج سامي الفهري.
مسلسل "الفوندو" في جزئه الثاني، من بطولة نضال السعدي وهير بن عمارة وكمال التواتي ونعيمة الجاني وياسين بن قمرة. وتدور الأحداث في إطار مشوق، حيث يدخل يحيى السجن متهما بقتل مريم، وعقب قضاء عقوبته، يقرر البحث عن القاتل الحقيقي، وإظهار براءته.
أزمة مسلسل براءة
أما مسلسل "براءة" لمخرجه سامي الفهري فهو من بطولة فتحي الهداوي وريم الرياحي وأحلام الفقيه ومحمد السياري وكوثر الباردي وياسين بن قمرة.
ويتناول المسلسل قضية رجل ستيني ثري ومتصابي يدعى "وناس" متزوج من امرأة مكسورة الجناح تدعى "زهرة" ويريد الزواج من الخادمة "بية" ذات 18 سنة ليصدم عائلته بهذا الطلب الذي يلاقي رفضا من زوجته وأبنائه ومن المجتمع باعتبار هذا الزواج مجرما في تونس وتصل عقوبته للسجن 5 سنوات ويعتبر جريمة زنا.
وقد أثار المسلسل الكثير من الجدل بسبب تناوله لقضية الزواج العرفي المجرمة في القانون التونسي والتي وصل النقاش فيها إلى قصر الرئاسة، بعدما التقت راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسي، الإثنين، بالرئيس التونسي قيس سعيد وتحدثت معه عن مسلسل "براءة" ومسألة الزواج العرفي.
وأشارت الجربي الى أن رئيس الجمهورية عبر خلال اللقاء عن رفضه لمسألة الزواج العرفي في تونس، وأنه لا مجال للمساس بحقوق المرأة وبمجلة الأحوال الشخصية، وأن الشعب التونسي لن يقبل بمثل هذه الممارسات.
واعتبرت راضية الجربي أن التطرق للزواج العرفي في عمل فني، هو عملية تمييع وتبسيط وتهيئة الناس لقبول مثل هذه الظواهر التي ناضلت النساء من أجل القضاء عليها وعلى تعدد الزوجات.
وحقق هذان العملان نسب مشاهدة عالية، وفقاً لمكاتب سبر الآراء وقياس نسب الاستماع والمشاهدة.
مسلسل "حرقة"
أما التلفزيون الرسمي التونسي، فيعرض الجزء الثاني من مسلسل "حرقة: الضفة الأخرى"، وهو مسلسل اجتماعي يروي مأساة ضحايا الهجرة غير النظامية إلى إيطاليا، من خلال متابعة حالات تونسية هاجرت عبر البحر الأبيض المتوسط، ما خلّف مآسي أسرية.
ويطغى على المسلسل الطابع التراجيدي، ويرى بعض المتابعين أن العمل كشف جزءاً من الواقع التونسي بشكل قاسٍ. وحقق المسلسل الذي أخرجه الأسعد الوسلاتي ومن بطولة وجيهة الجندوبي ومنى نور الدين ونادية بوستة وأحمد الحفيان، نسب مشاهدة عالية كما حظي بإعجاب التونسيين.
كما تعرض القناة الجزء الثاني من السلسلة الكوميدية "كان يا ما كانش" للمخرج التونسي عبد الحميد بوشناق ومن بطولة فتحي الهداوي وعزيز الجبالي وجهاد الشارني وسامية رحيم وسيف عمران. ويتناول العمل في إطار كوميدي، وضع تونس قبل 3000 سنة.
حب الملوك
من جانبها تعود فضائية "حنبعل" بعد غياب سنوات بمسلسل تونسي جزائري مشترك بعنوان "حب ملوك" للمخرج التونسي نصرالدين السهيلي الذي يبث كذلك على قناة "النهار" الجزائرية
ويندرج المسلسل ضمن الدراما الاجتماعية حيث يروي قصة عائلة أرستقراطية تعيش العديد من الأحداث والصراعات.
ويجمع المسلسل مجموعة كبيرة من الممثلين التونسيين وهم منى نورالدين وجمال المداني وحمادي الوهايبي ومراد غرسلي، ومن الجزائر أمينة لشطر ومراد أودجيت وسعاد سبكي وأحمد زيتوني ومحمد بوشايب.
وعلى شاشة قناة "التاسعة" يشاهد الجمهور سلسلة كوميدية بعنوان "البالاص" (العمارة) وهو كوميديا اجتماعية ساخرة ترصد الراهن التونسي وتناقش إشكاليات وقضايا واقعية.
"البلاص" يخرجه زياد ليتيم ومن بطولة ريم الزريبي وسيف عمران وجهاد الشارني وأميرة درويش ونبيل بن مسمية وكوثر بالحاج ومحمد علي النهدي وبمشاركة الممثلة السعودية نجلاء العبد الله.
تنوع ورسائل إنسانية
وأشادت ليلى الزكراوي الناقدة الفنية بتنوع المسلسلات الرمضانية والتي تعتبر كبيرة مقارنة بالسابق، مشيرة إلى أن مسلسل حرقة يعتبر الأضخم في تونس حيث تم تصوير مشاهده بين تونس وإيطاليا.
وتابعت الزكراوي في تصريحات لـ "العين الاخبارية إن المسلسل أوصل رسائل إنسانية وتوعوية لمآسي تونسيين يلجأون إلى قوارب الموت من أجل مستقبل مجهول هروبا من الفقر والبؤس والتهميش، كما أظهر المسلسل كمية من الوجع والألم ليؤكد أن العمل الفني ليس مجرد صور أو لقطات يتم تركيبها بل هو فعل إنساني توعوي.
وأضافت: "في نفس الوقت، عرض مسلسل "براءة" أفكار تتعارض مع مبادئ تونس التي بنتها منذ الاستقلال سنة 1956 وتتعارض مع مجلة الأحوال الشخصية التي تجرم الزواج العرفي".