سولار 1000.. المجهول يحاصر مشروع الطاقة الأضخم بالجزائر
يبدو أن مشروع سولار 1000 للطاقة الشمسية الأضخم في خطة تحول الجزائر نحو الطاقة النظيفة لن يبرح مكانه بمسلسل التأجيلات.
وكانت الحكومة الجزائرية قد مددت في يونيو الماضي وللمرة الثانية موعد تقديم العروض من الشركات الراغبة في المنافسة على تنفيذ مشروع سولار 1000، للطاقة الشمسية، بعد أن فتحت الباب أمام الشركات الوطنية والأجنبية، في 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، لسحب دفتر الشروط والمواصفات الخاصة بمشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. والسبب كان رغبة الشركات الطامحة في المنافسة على المشروع في تعميق دراساتهم التقنية والمالية.
لكن اليوم تجاوز الأمر حد التأجيل، وبلغ مرحلة التحديات الكبرى والمتنوعة، والتي تهدد بعرقلة تنفيذ المشروع.
معضلة تمويل المشروع
العائق الحالي يتمثل في عملية تمويل المشروع، إذ لم تردّ الوزارة الأولى (مجلس الوزراء) ووزارة المالية على مخاطبات وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة.
يأتي سولار 1000 في إطار البرنامج الوطني للطاقات المتجددة، الذي يستهدف الوصول إلى 15 ألف ميغاواط من مصادر الطاقة الشمسية في الجزائر بحلول سنة 2035.
وبحسب منصة "طاقة" المتخصصة، هناك صعوبات في إطلاق المشروع خلال العام الجاري (2022)، في ظل أنه يفصل -فقط- 4 أشهر عن نهاية العام، فضلًا عن عدم توافر بنود في الميزانية لتمويل المشروع الذي سيجري بالتعاون مع القطاع الخاص.
ومن المتوقع أن يرى المشروع النور خلال عام 2023؛ حيث تحاول شركة شمس ووزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، الإسراع في تنفيذ المشروع، إذ خاطبت الوزارة الأولى ووزارة المالية أكثر من مرة، من أجل توفير التمويل اللازم لبدء مشروع سولار 1000.
44 مستثمرًا بمشروع الانتقال الطاقوي "النظيف" الأضخم
يتمثل المشروع في تأسيس شركات مشروعات تتكفل بإنجاز مشروع محطات شمسية، بقدرة إجمالية تبلغ 1000 ميجاواط، موزّعة على عدد من ولايات الجزائر، بحصص تتراوح من 50 إلى 300 ميجاواط لكل مشروع.
كان وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، بن عتو زيان، قد أعلن في تصريحات سابقة، قيام 110 مؤسسات بسحب كراسة الشروط الخاصة بـ"سولار 1000"، وأن هناك 44 مستثمرًا أبدوا رغبتهم في الدخول للاستثمار في الطاقة الشمسية في الجزائر من خلال سولار 1000.
ويخصّ المشروع 5 ولايات، في كل من بشار وورقلة والوادي وتقرت والإغواط، ومن شأنه أن يسهم في توفير أكثر من 5 آلاف وظيفة بشكل مباشر.
كان مدير شركة شمس للطاقة المتجددة، إسماعيل موقاري، قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن إنتاج أول كمية من مشروع سولار 1000"، سيجري في غضون نهاية عام 2023.
وأوضح أن محطة كهرباء بني ونيف في ولاية بشار ستكون بطاقة 30 ميجاواط، ويمكن أن تنتج أول كمية من مشروع الطاقة الشمسية في الجزائر في غضون نهاية 2023، أو على أبعد تقدير بداية 2024.
مكاسب بالأفق نحو الحياد الكربوني
عبر المرحلة الأولى للمشروع مخطط إنجاز 15 ألف ميجاواط، وسيمتد لاحقًا الى باقي ولايات الجزائر خصوصا الجنوب الكبير.
كما سيسمح المشروع بتجنب 1.3 مليون طن من انبعاثات اكسيد الكربون سنويًا والتي ستمثل من حيث التقييم المالي مكاسب قدرها 70 مليون دولار إضافة الى تعزيز وتنويع التنمية المستدامة.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز