سلاسل الإمدادات والمناخ.. الجفاف "يشل" التوريد عبر نهر الراين
قامت سفينة بسد نهر الراين، الأربعاء، بعد تعرضها لخلل فني، وهو خلل آخر في الممر المائي الذي أصبح من الصعب التنقل فيه بسبب الجفاف.
وأدى انخفاض منسوب المياه إلى تقييد شحن السلع على طول نهر الراين، الذي يلتف على طول 800 ميل من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال؛ وتضيف هذه النكسة الأخيرة إلى الصعوبات اللوجستية التي يواجهها الشاحنون بالفعل.
يأتي ذلك، بينما ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا وسط الأزمة؛ فيما وصلت العقود الآجلة للفحم إلى مستوى قياسي يوم أمس الأربعاء؛ بينما تقترب أسعار الشحن من روتردام إلى بازل بسويسرا من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
يعود انخفاض منسوب مياه نهر الراين إلى مستوى منخفض جديد، مع تأثير الجفاف في ألمانيا على الشحن، حيث تنخفض مستويات المياه إلى أقل من 40 سم في أجزاء من الطريق الرئيسي لنقل الوقود والقمح والسلع الأخرى.
نهر الراين هو أهم نهر في أوروبا الغربية، يمر عبر منطقة صناعية ألمانية، من بين أماكن أخرى، ومن المفترض أن يتم نقل أكثر من 300 مليون طن من البضائع إلى مياهها كل عام.
ووفقا لنشرة يومية صادرة عن إدارة الممرات المائية والشحن الفيدرالية الألمانية، كانت مستويات المياه في الممر المائي الرئيسي عند مستوى منخفض بشكل غير عادي في هذه المرحلة من العام، ويُقدر أنها ستنخفض بمقدار 10-15 سم أخرى خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة القادمة. لتستقر عند 25 سم.
وتعتمد الشركات الألمانية الكبيرة مثل BASF و ThyssenKrupp على نهر الراين لتزويدها بالوقود، كما تنقل السفن الموجودة على النهر الفحم إلى محطات الطاقة التي اختارت الحكومة استخدامها بشكل مكثف رداً على قيام روسيا باختناق خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي.
بينما كانت السفن لا تزال قادرة على السفر على نهر الراين الأسبوع الماضي، اضطرت الشركات إلى تقليل حمولتها، وكانت القدرة على تحويل النقل إلى السكك الحديدية أو الطرق محدودة.
يمكن أن تحمل السفينة النهرية عادة حوالي 1000 طن من القمح، على سبيل المثال، الأمر الذي يتطلب حوالي 40 شاحنة لنقل نفس الكمية من البضائع.
وقال عالم المناخ كارستن براندت لمجلة دير شبيجل: "لدينا درجات حرارة عالية جدًا للمياه، الأمر الذي له تأثير سام على سكان نهر الراين، وعلى الأسماك، وعلى النظام البيئي بأكمله، وعلى سلاسل الإمدادات أيضا".
وفي تطور منفصل، أعرب مسؤولون في ألمانيا وبولندا عن قلقهم المتزايد بشأن نفوق جماعي للأسماك في نهر أودر، حيث حذر وزير البيئة الألماني، شتيفي ليمكي، يوم الجمعة من وقوع كارثة.
وبسبب انخفاض مستوى المياه، لا تستطيع المراكب سوى حوالي ثلث حمولتها المعتادة حتى مطلع الأسبوع الجاري، بينما هناك مناطق لا يمكن للسفن المرور بها بسبب جفافها.
وإذا أصبح استخدام نهر الراين مستحيلاً وكان لا بد من نقل الشحنات إلى الطريق، فستكون هناك حاجة لحوالي عشرات آلاف الشاحنات للنقل بشكل يومي.
وأدت صعوبة عبور النهر إلى ارتفاع تكاليف الشحن في ألمانيا لاستخدام طرق النقل البديلة هذا الأسبوع؛ والجدير بالذكر أن انقطاع عمليات التسليم عن طريق النهر أدى إلى زيادة المنافسة على الشاحنات وتسليم السكك الحديدية.
وارتفعت أسعار الشحن النهري خلال الأسابيع الماضية، مما يعني أن التوصيل بالشاحنات أصبح أرخص، لكن الأسعار منذ مطلع هذا الأسبوع ارتفعت، لكن الأزمة الأكبر هو نقص سائقي الشاحنات في ألمانيا مع وجود العديد من العمال في أيام العطلات.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg
جزيرة ام اند امز