الطاقة الشمسية في قبضة الصين.. تسيطر على 90% من الصناعة
تعمل حلول الطاقة الشمسية ذات الأسعار المعقولة في الصين على تعزيز التوسع السريع للطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا، مدفوعا بالطلب من التصنيع التكنولوجي ومراكز البيانات.
وعلى الرغم من الرسوم الجمركية والحواجز التجارية الأمريكية، تحافظ صناعة الطاقة الشمسية في الصين على ميزة تنافسية بسبب وفورات الحجم والتكنولوجيا المتقدمة وكفاءة التكلفة.
سرعة الطاقة الشمسية وإمكانية الوصول إليها مقارنة بالمصادر المتجددة الأخرى تجعلها خيارا جذابا للبلدان والشركات التي تتطلع إلى التحول بسرعة إلى الطاقة الخضراء.
ولذلك فأي دولة تحاول تنفيذ حلول الطاقة الخضراء في جنوب شرق آسيا من المحتمل أنها ستحتاج إلى الاعتماد على الصين بطريقة أو أخرى.
ويشهد الطلب على الطاقة المتجددة في جنوب شرق آسيا ارتفاعا، مدفوعا بتصنيع التكنولوجيا ونمو مراكز البيانات، حيث تخطط شركة سولارفيست، الشركة الرائدة في مجال توفير الطاقة المتجددة في المنطقة، للاستفادة من هذه الطفرة من خلال زيادة الواردات من الصين.
وقالت الشركة "نحن نهدف إلى زيادة الاستثمار في العامين المقبلين، إن شراء المعدات والمكونات من الموردين الصينيين، الذين أتقنوا سلسلة التوريد وتكنولوجيا الطاقة الشمسية يمنحنا أفضل فرصة لتوليد الطاقة الخضراء بسعر 1000 دولار، وهو رقم منخفض بما يكفي للتنافس مع الوقود الأحفوري".
ومن خلال مبادرة الحزام والطريق وسعت بكين نفوذها على البنية التحتية للطاقة في دول مثل ماليزيا وتايلاند وباكستان، ومع ذلك انتقدت الولايات المتحدة الصين لدعمها المصنعين وتخفيض أسعار السلع، مما أدى إلى فرض الرسوم الجمركية والحواجز التجارية.
وتشير البيانات إلى أنه على الرغم من معارضة الولايات المتحدة فإن الصين تحافظ على تفوقها فيما يتعلق بوفورات الحجم والحاجة المتزايدة لتغير المناخ.
واجتذبت الطاقة الشمسية -التي يُنظر إليها على أنها مصدر الطاقة المتجددة الأكثر سهولة- استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في عام 2024، متجاوزة جميع أنواع الطاقة الأخرى، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
ويستغرق استكمال مشاريع طاقة الرياح البحرية أكثر من 8 سنوات، بينما يمكن بناء محطات الطاقة الشمسية في أقل من عامين، مما يجعل الطاقة الشمسية خيارا أسرع للشركات التي تنتقل إلى مصادر الطاقة المتجددة، وفقا لـ"oil price".
وتتجلى هذه الضرورة الملحة بشكل خاص في الاقتصادات الآسيوية الناشئة مثل ماليزيا وتايلاند، التي تعتمد على الوقود الأحفوري ولكنها تهدف إلى اجتذاب عمالقة التكنولوجيا -مثل أبل وغوغل- الملتزمة بالطاقة المتجددة بنسبة 100% من خلال مبادرة RE100.
تهيمن الصين على سوق الطاقة الشمسية العالمية، حيث تضم لاعبين بارزين مثل Longi Green Energy، وTongwei، وJinko Solar، بالإضافة إلى أكبر ثلاثة صانعين للعاكسات: Huawei، وSungrow، وGinlong.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والهند لتوطين الإنتاج، فمن المتوقع أن تحافظ الصين على أكثر من 80% من القدرة التصنيعية العالمية للطاقة الكهروضوئية بحلول عام 2030، مع تكلفة منتجاتها الشمسية أقل بنسبة 20% إلى 30% من المنافسين، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
يعزو المحللون تفوق الصين إلى حجمها الاقتصادي، والتكنولوجيا المتقدمة، وكفاءة التكلفة. وحتى مع فرض البلدان حواجز تجارية للحد من الاعتماد على المنتجات الصينية فإن الطلب على حلول الطاقة الشمسية ذات الأسعار المعقولة في الصين يظل قويا على مستوى العالم.
وتسلط شركات مثل فوكسكون الضوء على أن الطاقة الشمسية الصينية تنافس الوقود الأحفوري من حيث التكلفة، مما يدفع اعتمادها في جميع أنحاء العالم، خاصة في الأسواق الحريصة على توسيع قدرات الطاقة المتجددة.
لم تكن هيمنة الصين في مجال الطاقة الشمسية مضمونة دائما، ففي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قادت الشركات اليابانية والتايوانية صناعة الخلايا الكهروضوئية، لكن النطاق الهائل في الصين والدعم الحكومي سمحَا لها بالتفوق على المنافسين.
والآن تسيطر الصين على أكثر من 90% من سلسلة توريد الطاقة الشمسية، من إنتاج البولي سيليكون إلى تصنيع الوحدات.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز