قصة جندي بسبعة أرواح
سقطت به الطائرة مرتين وتلقى أكثر من 5 رصاصات وفقد عينه وقطعت ذراعه وشارك في أكثر من 3 حروب ولم يمت.
إنه أدريان كارتون دي ويارت، المولود لعائلة أرستقراطية في بروكسل في 5 مايو/ أيار 1880.
وفي عام 1891 أُرسل إلى مدرسة داخلية في إنجلترا، ليدرس القانون في جامعة أكسفورد، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)
في عام 1899 ترك دراسته وغادر إلى جنوب أفريقيا ليخدم كجندي في الجيش البريطاني خلال حرب البوير الثانية.
نظرًا لأنه كان تحت سن الخدمة العسكرية، ولم يكن مواطنا بريطانيًا ولم يحصل على موافقة والده، فقد تظاهر بأنه يبلغ من العمر 25 عامًا وقام بالتسجيل في الجيش تحت اسم مستعار.
انتهت مشاركته في تلك الحرب بإصابته برصاصة في المعدة وأخرى في الفخذ، مما استلزم العودة إلى إنجلترا.
وعلى الرغم من حرصه على العودة إلى الحرب، إلا أنه كان عليه الانتظار أكثر من عقد من الزمن للعودة إلى الخطوط الأمامية.
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 1914، خدم كارتون دي ويارت، الذي أصبح الآن مواطنا بريطانيا، في فيلق الجمال في أرض الصومال، ويقاتل قوات دولة الدراويش.
وأثناء الهجوم على أحد معاقل العدو، أصيب برصاصتين إحداهما في ذراعه والأخرى في وجهه، ليفقد عينه اليسرى وجزءا من أذنه. وينال وسام الخدمة المتميزة (DSO) لمآثره.
بُترت يده ولم ينكسر
لكن مثل هذه النكسات لم تكن لتعيقه طويلاً. وسرعان ما واصل طموحه للقتال على الجبهة الغربية عندما تم إرساله إلى إيبرس في مايو/ أيار 1915.
وخلال معركة إيبرس الثانية، أطلق الألمان قصفا مدفعيا تحطمت فيه اليد اليسرى لكارتون دي ويارت. ووفقا لسيرته الذاتية، أوديسا سعيدة، اضطر إلى بتر يده في وقت لاحق من ذلك العام.
بعد فترة من التعافي، تمكن كارتون دي ويارت مرة أخرى من إقناع اللجنة الطبية بأنه لائق للمعركة.
وفي عام 1916، تولى قيادة الكتيبة الثامنة، فوج جلوسيسترشاير، في معركة السوم، حيث حقق إنجازات لافتة. لكنه أصيب برصاصة في مؤخرة رأسه. و"لكن لحسن الحظ لم تصب الحبل الشوكي."
أكد بعض المؤرخين أن شجاعة دي ويارت كانت في بعض الأحيان تقترب من التهور، وأن هذا ربما يفسر تجاوزه للترقية إلى قيادة الفرقة في الحرب العالمية الأولى.
عاش كارتون دي ويارت في بولندا خلال فترة ما بين الحربين لكن مسيرته العسكرية لم تنته بعد. فعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، قاد حملة في النرويج عام 1940 وتمركز لفترة وجيزة في أيرلندا الشمالية.
سقطت الطائرة ومات الجميع ما عدا دي ويارت
وفي أبريل/ نيسان 1941، تم إرساله لتشكيل مهمة عسكرية بريطانية في يوغوسلافيا، لكن طائرته أسقطت فوق البحر الأبيض المتوسط. وبعد السباحة إلى الشاطئ، قبض عليه الإيطاليون.
وعلى الرغم من كونه في الستينيات من عمره، آنذاك، فقد قام بمحاولات عديدة للهروب من معسكر أسرى الحرب، وفي إحدى المرات أفلت من القبض عليه لمدة ثمانية أيام - وهو إنجاز كبير نظرًا لمظهره المميز وافتقاره إلى اللغة الإيطالية.
تم إطلاق سراحه في النهاية بعد مرور أكثر من عامين، ثم أرسله ونستون تشرشل إلى الصين ليكون ممثله الشخصي هناك، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1946.
كان تشرشل معجبًا بشدة بكارتون دي ويارت، ووصفه بأنه "نموذج للفروسية والشرف" وكتب مقدمة سيرته الذاتية.
خلال توجهه إلى الصين حدث عطل في أحد المحركات، وسقطت الطائرة، وما.ت كل من كان على متنها عدا أدريان.
حصل أدريان على الكثير من الأوسمة ومات على فراشه سنة 1963 عن عُمر 83 عاما.