تعرف على جزر سليمان.. "الخاتم" المنظور في قلب المحيط الهادئ
لا تزال "جزر سليمان" الدولة الواقعة جنوب المحيط الهادئ تحظى باهتمام المعسكرين الشرقي والغربي وتحديدا الصين والولايات المتحدة، وذلك بعد توقيع الاتفاق الأمني مع بكين ما أقلق واشنطن.
ووقعت الصين وجزر سليمان اتفاقا أمنيا واسعا، تخشى حكومات غربية من أنه قد يوفر للجيش الصيني موطئ قدم في جنوب المحيط الهادئ. خطوة ردت عليها الولايات المتحدة وأعربت عن قلقها بشأنها.
وكانت نسخة أوّلية من هذا الاتفاق قد سُرّبت الشهر الماضي، وأثارت الوثيقة هزّة في أستراليا، إذ إنها تتضمّن مقترحات تتيح نشر وحدات صينية برّية وبحرية لضبط الأمن في الأرخبيل.
وتتخوّف كانبيرا وواشنطن منذ زمن بعيد من احتمال إنشاء الصين قاعدة بحرية في جنوب المحيط الهادئ، ما يسمح لها ببسط نفوذها العسكري أوسع من حدودها بكثير.
وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة أنها تسعى لإظهار دعمها لجزر سليمان، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة وتعاني من الاضطرابات والفقر.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، المنطقة في فبراير/شباط لتأكيد التزام واشنطن احتواء الصين، وتعهد بإنشاء سفارة لبلاده في هونيارا، عاصمة المحمية البريطانية السابقة.
ولم تقم جزر سليمان التي كانت مسرحا لجبهة قتال في الحرب العالمية الثانية علاقات مع الصين إلا عام 2019 بعد الابتعاد عن تايوان.
قصة "جزر سليمان"
جزر سليمان، هي دولة تقع في جنوب المحيط الهادئ شرق أستراليا.
تتألف من أكثر من 990 جزيرة، ومساحتها 28450 كم²، عاصمتها هونيارا، وعدد سكانها 500 ألف نسمة، معظمهم يعيش في بيوت مصنعة من الخيزران ويعملون في الزراعة وصيد الأسماك، واللغة الرسمية فيها هي الإنجليزية.
وجزر سليمان، دولة ذات أهمية وموقع استراتيجيين في المحيط الهادئ، وغيرت العلاقات الدبلوماسية من تايوان إلى بكين في 2019، وسط صراع أوسع بين الصين والولايات المتحدة من أجل حلفاء إقليميين.
ويظهر الخلاف بين الغرب والصين في داخل جزر سليمان، إذ تجري جزيرة مالايتا مناقشات حول خطط مع واشنطن لتطوير ميناء في أعماق البحار، بينما تتابع المصالح الصينية خطط التنمية في جزيرة غوادالكانال الرئيسية حيث تقع العاصمة، في مشهد يعكس انقسام البلاد بين الصين والدول الغربية، لذلك لا عجب من توصيفها بأنها "خاتم سليمان" الذي يسعى إليه الجميع.
محمية بريطانية
ولجزر سليمان تاريخ مليء بالأحداث التاريخية ففي عام 1886 أعلنت المملكة المتحدة جنوب تلك الدولة كمحمية بريطانية، ووضعت الأجزاء الشمالية منها تحت السيطرة الألمانية.
وبعد ثلاث سنوات، تنازلت ألمانيا على الأجزاء الشمالية التي تسيطر عليها لصالح بريطانيا في إطار اتفاق ثنائي بين البلدين.
وفي عام 1920 وضعت جزر سليمان تحت الانتداب الأسترالي، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، قامت اليابان باحتلال البلاد لفترة وجيزة.
في سنة 1974 حصلت البلاد على قدر كبير من الاستقلال والحكم الذاتي، وفي 7 يوليو/ تموز 1978 حصلت البلاد على استقلالها من بريطانيا.
وشهدت جزر سليمان بعض المعارك الأكثر حدة في الحرب العالمية الثانية، أهمها عمليات قوات التحالف ضد اليابان التي قامت في 14 أغسطس/ أب 1942 بالقصف البحري والهبوط البرمائي على جزر فلوريدا في تولاغي والشاطئ الأحمر على جوادالكانال.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز