الجيش الصومالي و"الشباب".. نصر عابر وانسحاب تكتيكي
بعد نصر عابر للقوات الحكومية الصومالية على حركة الشباب الإرهابية، بدأ الجيش في انسحاب تكتيكي من بعض المدن، على وقع هجمات للمليشيات.
وانسحبت القوات الحكومية الصومالية خلال الـ24 ساعة الماضية من البلدات والقرى التي استولت عليها في الأشهر الأخيرة في إقليم جلجدود وسط الصومال، فيما عد حينها نصرا كبيرا على "الشباب"، واقتحاما لمعاقلها التاريخية المهمة، بحسب مراقبين.
يأتي ذلك بعد أن نفذت حركة الشباب المتشددة هجوما داميا على قاعدة استولت عليها القوات الحكومية حديثا في بلدة عوسويني.
ونقلت وسائل إعلام صومالية محلية عن اثنين من المسؤولين الحكوميين الصوماليين، -تحفظا على هويتهما لأنه غير مسموح لهما بالتعليق على العمليات العسكرية الحساسة- إن القوات الحكومية انسحبت من 5 مديريات وسط الصومال استولت عليها منذ مطلع العام الجاري وهي عيل طير، ومسجواي، وجلعد، وبحو، وبودبود.
ودون تسمية المدن، قال قائد عسكري في الجيش الرائد إسماعيل عبدالمالك، قائد الفرقة 26 في الجيش، إن القوات انسحبت من بعض المناطق التي تم الاستيلاء عليها سابقًا.
وقال -وهو يدافع عن استراتيجية الانسحاب التكتيكي-: "هناك تراجعات استراتيجية صغيرة".
وجاء هذا التراجع في أعقاب ما يبدو أنه إحدى أكثر الهجمات دموية التي شنتها حركة الشباب على قوات الحكومة الصومالية يوم السبت في بلدة عوسويني، حيث طردت القوات حركة الشباب في البداية في 22 أغسطس/آب.
وتجنب المسؤولون الحكوميون الصوماليون إعطاء تفاصيل عن الهجوم، لكن مصادر أمنية متعددة لم ترغب في الكشف عن هويتها قالت إن اللواءين اللذين استوليا على عوسويني تكبدا خسائر فادحة، ووصف مسؤول محلي الهجوم في كاوسوين بأنه "مؤلم".
وأصدرت حركة الشباب بيانا زعمت فيه أنها "اجتاحت" القاعدة، ما أسفر عن مقتل 178 جنديا وأسر سجناء، ولم يتم التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل.
وادعى مسؤول حركة الشباب في وسط الصومال، يوسف عيسى كاباكوتوكادي، يوم الإثنين، أن الهجوم على عوسويني كان "انتصارًا تاريخيًا".
وأضاف أن زعماء الحكومة الصومالية قللوا من شأن المسلحين قائلين: "إنها مجموعة صغيرة، وسنقوم باعتقالهم".
وتباهى بأن مقاتلي حركة الشباب استولوا على كمية كبيرة من الأسلحة في عوسويني، بحيث يمكن للجماعة استخدامها للقتال لسنوات مقبلة.
وقال مسؤولون صوماليون، إن المسلحين هاجموا عوسويني باستخدام تفجيرات بعبوات ناسفة محمولة على سيارات أو سيارات مفخخة، أعقبه هجوم شنه مسلحون شاركوا في معارك عنيفة بالأسلحة النارية مع القوات الحكومية.
وقالت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية إن القوات الحكومية صدت الهجوم ودمرت السيارات المفخخة.
لكن مقطع فيديو مزعوما لحركة الشباب للهجوم نُشر أمس الإثنين يظهر عددا من الجثث المتناثرة في القاعدة العسكرية.
وكانت السيطرة على عوسويني التي تبعد 60 كيلومترا شمال غرب بلدة عيل طيري، جزءا من جهود الحكومة الصومالية لطرد الجماعة من وسط الصومال ودفع المسلحين إلى الجنوب.
وعلى الرغم من الانسحاب، لا تزال ألوية من القوات الحكومية الصومالية تسيطر على بلدة عيل بور، التي استولت عليها في 25 أغسطس/آب الجاري.
وتقع مدينة عيل بور في عمق منطقة حركة الشباب، وكانت أحد هدفين رئيسيين للقوات الحكومية.
ويقول عبدالملك، الذي كان أحد القادة الحكوميين الذين قادوا عملية الاستيلاء عل عيل بور: "إن مدينة البور هادئة، والجيش يقوم بتطهيرها، وهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم".
وأضاف: "إنهم قوة موثوقة قادرة على هزيمة أي قوة تهاجمهم. والتقارير التي تتحدث عن محاصرتهم وهمية".
بينما قال دبلوماسي أجنبي مقيم في مقديشو، تعليقا على الهجوم على عوسويني، إنه "يعتقد أن الهجوم العسكري لن يتوقف".
وأضاف: "أعتقد أن هناك بعض الدروس التي يمكن تعلمها، لكن العمليات ستستمر... العزيمة مستمرة".
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز