جدار الثقة "يتصدع".. تخوف من غياب النزاهة في انتخابات الصومال
بدأ جدار الثقة يتصدع بين رؤساء الولايات بالصومال، ومرشحي المعارضة، بعد اتهامات بخروقات تطول انتخابات مجلس الشيوخ الجارية حاليا.
وتعالت أصوات بعض قيادات تكتل "مرشحي الرئاسة" المعارضة من عدم نزاهة مسار عملية انتخابات مجلس الشيوخ، بسبب تدخل رؤساء الولايات في اختيار المرشحين، استغلالا للاتفاق السياسي الموقع في مايو/أيار الماضي.
ويقضي الاتفاق بأن رؤساء الولايات هم المخولون بتقديم قوائم مرشحي مجلس الشيوخ الغرفة العليا للبرلمان الفيدرالي، بينما يصوت فيها برلمانات الولايات المحلية، في اقتراع غير مباشر.
ويتهم هؤلاء الأطراف المؤيدة لاستمرار الانتخابات رغم تلك الخروقات بأن لديها تضارب مصالح مع رؤساء الولايات.
ويتهم بعض المرشحين من بينهم عبدالكريم حسين غوليد، عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي وطاهر محمود غيله، رؤساء الولايات بعدم الشفافية وغياب العدالة، لمنعهم أسماء بارزة من الترشح في انتخابات مجلس الشيوخ، بسبب اختلاف فكرهم السياسي.
كما اتهم بعض أعضاء "مرشحي الرئاسة" رؤساء الولايات إلى السعي نحو تكرار أسلوب الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، باختطاف العملية السياسية لصالحه، لافتين إلى أنه لا يمكن القبول من أي طرف تصفية الحسابات السياسية خلال الاقتراع الجاري.
ويتهم رؤساء الولايات أيضا بتمكين شخصيات سياسية موالية لهم وآخرين تربطهم صلة القرابة في مجلس الشيوخ، وبالسعي إلى التأثير في انتخابات مجلس الشعب؛ عبر وضع إجراءات تنظيمية تحقق هيمنة أنصارهم في المجلس.
ويرى المحلل السياسي الصومالي محمد نور بأن اتهامات "غياب النزاهة" في سير عملية انتخابات مجلس الشيوخ أمر وارد جدا، بسبب المعطيات التي تستند إليها، إضافة إلى تأكيد منع بعض الأسماء الوازنة من الترشح عبر القوائم المختصرة، التي يقدمها رؤساء الولايات وفق الاتفاق السياسي.
ويعتقد محمد نور في حديثه لـ"العين الإخبارية" أنه "ليس في جعبة هؤلاء المرشحين أية أوراق سياسية لتصحيح ما يجري"، ويرى أن "ما يدفع رؤساء الولايات إلى اتباع هذه النهج هو التنافس فيما بينهم، للتأثير في الانتخابات الرئاسية؛ حيث يصوت فيها أعضاء البرلمان الفيدرالي بمجلسيه الشعب والشيوخ، المكون من 329 نائبا".
ولبناء موقف موحد للمواقف المنفصلة التي أبداها بعض المرشحين، انطلق في العاصمة الصومالية مقديشو أمس السبت مؤتمر تشاوري بين مرشحي الرئاسة، يستمر لمدة ثلاثة ويناقش نزاهة الانتخابات التشريعية بمجلسي الشعب والشيوخ.
وخلال المباحثات سيجتمع مرشحو الرئاسة بمسؤولين من لجان الانتخابات الفيدرالية ومنظمات العمل المدني، لضمان وتعزيز نزاهة العملية الانتخابية لقبول نتائج التصويت غير المباشر، فيما يتوقع أن يصدر بيان غدا الإثنين عن المؤتمر.
ويرى المحلل السياسي الصومالي يوسف عمر أنه لا جدوى لهذه الاجتماعات؛ إذ يقع كل ما يقوم به رؤساء الولايات في إطار الاتفاقيات السياسية، التي أعطت لهم كل السلطات في تسيير الانتخابات.
ويراهن يوسف أن تلفت تحركات مرشحي الرئاسة على الأرجح أنظار المجتمع الدولي الذي يمول الانتخابات، الذي من الممكن أن يضغط على الولايات لتسمح بتنافس مفتوح للجميع، بعيدا عن الإقصاء والتصفيات.
وأفادت مصادر مقربة من المؤتمر لـ"العين الإخبارية" بأن بعض المرشحين رفضوا التنديد بخروقات سير العملية الانتخابية، لكن على النقيض من ذلك يرى يطالب مرشحون آخرون بنقد ما يجري وبناء موقف موحد ومناوئ لكل من يدافع عن الانتهاكات.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA==
جزيرة ام اند امز