حسن شيخ محمود.. "رئيس خبير" يحمل آمال الصومال
ما أن تنظر إلى سيرته الذاتية حتى تشعر بأن الرجل خاض حياة مهنية متنوعة أكسبته خبرات واسعة، إذ تنقل من التدريس إلى الإدارة ثم السياسة.
إنه حسن شيخ محمود رئيس الصومال المنتخب، الذي ينتظر تنصيبا على المَقْعَد الصعب، في وقت لاحق اليوم الخميس، وملفات عدة تتزاحم على مكتبه انتظارا للحسم.
ومنتصف الشهر الماضي، كسر حسن شيخ محمود عرفا انتخابيا دام 62 عاما في التاريخ السياسي للصومال، بعد أن فاز بالانتخابات الرئاسية بعد خروجه من السلطة في فترة سابقة.
ولم يسبق أن فاز رئيس سابق بولاية ثانية في الصومال، لكن الرئيس حسن شيخ محمود فعلها بعد أن فاز على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو.
مسيرة مهنية
وحسن شيخ محمود هو ثامن رؤساء الصومال (2012-2017) وعاشر رؤسائها (2022-2026)، ولد في مدينة جللقسي وسط الصومال عام 1955.
وتلقى تعليمه المدرسي في جللقسي، ثم انتقل إلى العاصمة مقديشو عام 1978، قبل أن يحصل في عام 1981 على شهادة جامعية في التربية من الجامعة الوطنية.
وفي عام 1988، حصل شيخ محمود على درجة الماجستير في إحدى الجامعات الهندية، ثم عمل أستاذا في جامعة حكومية حتى انهيار الحكومة المركزية بالصومال في عام 1990.
وبعد انهيار الحكومة، لم يغادر شيخ محمود البلاد، وفضل العمل في عدد من المنظمات الدولية العاملة بالصومال.
وفي عام 1993، عاد السياسي البارز إلى ملف التعليم ولكن من الجانب الإداري، ووجه جهوده لتأسيس "جامعة سيمد" إحدى الجامعات الأهلية المرموقة في البلاد.
رئاسة ومعارضة
ومن الباب الكبير، دخل حسن شيخ محمود السياسة فعليا في 2012، حيث انتخب نائبا في البرلمان الصومالي وترشح لمنصب الرئاسة التي وصل إليها بشكل مفاجئ، وخدم كرئيس للبلاد من سبتمبر/أيلول 2012 وحتى فبراير/شباط2017.
واتسمت فترة رئاسة شيخ محمود الأولى، بالاستقرار السياسي وبناء علاقات قوية مع الداخل والخارج واتباع سياسة "تصفير الأزمات" وتعزيز نظام الحكم في الصومال المبني على الفيدرالية، إضافة إلى محاربة حركة الشباب الإرهابية، حيث حرر مدنا كبرى جنوب ووسط البلاد.
ومن القصر الرئاسي إلى مقعد المعارضة، لم يتوان شيخ محمود عن لعب دور كبير في جهود المعارضة ضد نظام الرئيس المنتهية ولايته فرماجو، عبر حزبه اتحاد السلام والتنمية المعارض، وساهم في جهود إفشال سياساته التخريبية التي ضربت استقرار الصومال.
وقبل خوضه انتخابات الرئاسة مجددا الشهر الماضي، كانت فرص السياسي البارز مرتفعة، إذ حظيت حملته الانتخابية بدعم النخبة السياسية، واستغل خير استغلال عثرات فرماجو وسياساته العنيفة، وهو ما تم ترجمته في فوزه بالاقتراع الرئاسي مجددا.
ووسط تشديدات أمنية مكثفة، يستعد الصومال الخميس، لتنصيب الرئيس الجديد، في حدث تشارك فيه وفود عربية ودولية.
ومن المقرر تنظيم حفل التنصيب في قاعدة القوات الجوية الصومالية داخل مطار مقديشو بحضور دولي وعربي، فيما وصلت وفود من جيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا جنوب السودان وجامعة الدول العربية للمشاركة.
تحديات جمة
وبعد حفل التنصيب، ينتظر شيخ محمود في العهد الجديد، أجندة مثقلة يتصدرها تضميد الجروح التي تركها فرماجو في الملفات السياسية والأمنية والاجتماعية وفي القضايا الدولية والمحلية.
وسيكون على الرئيس حسن محمود العمل على إيصال البلاد إلى انتخابات رئاسية مباشرة، واستكمال دستور البلاد (المؤقت الحالي) وعرضه على التصويت الشعبي لتحويله دستورا رسميا.
ومن الملفات الرئيسية الأخرى تعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" وهزيمتها، حيث ازدادت الحركة قوة خلال السنوات الخمس الماضية وفق تقارير محلية وغربية، وإعادة بناء الجيش الصومالي وإبعاده عن السياسة.
ومن الملفات العالقة أيضا العمل على تحسين العلاقات بين الولايات والحكومة الفيدرالية التي تدهورت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بسبب سياسيات فرماجو، وتعزيز العلاقة بين البرلمان والحكومة من أجل الوصول إلى جو توافقي ومستقر لتعزيز العمل الحكومي ورفع جودة الخدمات.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg
جزيرة ام اند امز