مقديشو.. مربع أمني مكتمل الأضلاع قبيل تنصيب الرئيس الصومالي
تحولت العاصمة الصومالية مقديشو، مع صباح اليوم الخميس، إلى مربع أمني مكتمل الأضلاع، استعدادا لحفل تنصيب الرئيس حسن شيخ محمود.
فما إن تدب قدماك أبواب العاصمة حتى تتراءى عن بُعد دوريات أمن لا تستطيع الاقتراب منها، حيث لم يسبق لرئيس وزراء في هذا البلد أن يطلب من السكان المكوث في منازلهم وإعلان الإغلاق وفرض حظر التجوال.
لكن سكان العاصمة سعداء بقرار رئيس الوزراء محمد حسن روبلي، الذي يُنظر إليه كبطل مقديشو وابنها.
ففي تسجيل مصور قال روبلي: "أطلب بكل احترام من سكان مقديشو التحلي بالصبر مع إغلاق طرق العاصمة، وتعطيل حركة المرور والحركة العامة من العاشرة مساء اليوم (أمس الأربعاء) وحتى الخامسة من مساء الخميس ، وفقا للتوقيت المحلي، مع وصول القادة والمندوبين الدوليين إلى البلاد لحضور الحفل".
ففي أجواء ممطرة، تزينت شوارع مقديشو بالأزرق السماوي لون علم البلاد، وبصور الرئيس الجديد، وطفلة ترتدي الزي التقليدي الصومالي ترحب بالعالم في حدث تشارك فيه وفود عربية ودولية، وفق ما رصده مراسل "العين الإخبارية".
وفي قاعدة "أفيسيوني" العسكرية الجوية داخل مطار مقديشو الدولي ستقام مراسم التنصيب، وسط حراسة أمنية مشددة من قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم).
ورغم إبعاد القوات الصومالية عن المكان حتى لا يتسلل فيها خطب ما، إلا أنها هي المسؤولة عن أمن المدينة وتنفيذ حظر التجوال، تحسبا لأي أيادي غدر قد تفسد هذا العرس الصومالي الأكبر.
وبظروفها الخاصة وإكرام ضيوف الشرف، لم تخرج مقديشو اليوم بأبنائها لكنها تحتفل بولادة نظام سياسي جديد قد يقودها إلى بر الأمان، وهي شاخصة العيون نحو شاشات التلفزة.
وكان حسن شيخ محمود قد انتخب رئيساً جديداً للصومال في 15 مايو/أيار الماضي، بعد انتخابات صوت فيها نواب البلاد فقط.
ويواجه الرئيس الصومالي الجديد تحديات جمة، أبرزها محاربة الإرهاب، وتحقيق السلام الداخلي، وحالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة التي أجبرت ما يربو على 6 ملايين صومالي على الاعتماد على المعونات الغذائية.