من كرسي ذهبي.. الرئيس الصومالي يدعو للمصالحة بين "القادة"
دعا الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود إلى مصالحة بين القادة في البلاد، لدحر الإرهاب وعودة التنمية الاقتصادية.
وأشاد الرئيس الصومالي بعودة القوات الأمريكية إلى البلاد، مؤكدا في مقابلة مع وكالة "رويترز" أنها ستساعد في محاربة التمرد الدامي في بلاده، وأن استتباب الأمن يعتمد على المصالحة مع قادة صوماليين آخرين، بعد معركة على السلطة أدت إلى انقسام قوات الأمن إلى فصائل متناحرة.
وقال الرئيس الصومالي: "نشعر بامتنان كبير للرئيس (جو) بايدن لإعادة بعض القوات.. لطالما لعبوا دورا في الحرب ضد (حركة) الشباب"، مضيفا أنه يرغب في استمرار الدعم الأمريكي.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد سحب جنود بلاده من الصومال في ديسمبر/كانون الأول 2020، وصاروا ينفذون مهاما من كينيا المجاورة، في خطوة وصفها الخبراء بأنها "مكلفة وخطيرة".
وتحدث حسن شيخ محمود للوكالة، بينما يجلس على كرسي ذهبي اللون في مقره الرئاسي، قائلا إن "على الناس أن يتصالحوا"، فيما ستشجع كلماته الحلفاء المحبطين من سلفه (محمد عبدالله فرماجو)، الذي أدى بطء إحراز التقدم في عهده إلى شن حرب تزداد شدتها من المتمردين.
ومضى قائلا: "أولويتنا القصوى هي الأمن"، على الرغم من أنه أشار إلى الأمور الملحة الأخرى، ومنها بناء المؤسسات ووضع قوانين الانتخابات وصلاحيات الحكومة.
وأقر محمود بشكاوى الفساد المتكررة، لكنه أشاد بالرقمنة، وقال إنه يخطط لمواصلة حزمة الإصلاح المالي التي ساعدت البلاد سابقا في التفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مضيفا: "كلنا.. مع الإصلاحات الاقتصادية".
ومنذ فوز محمود في 15 مايو/أيار برئاسة البلاد، تبث حسابات حكومية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا له وهو يرحب بخصومه السياسيين السابقين، ويلتقي مبتهجا مع قادة المناطق الصومالية الذين خاض العديد منهم اشتباكات مسلحة مع سلفه.
واختار أعضاء البرلمان الصومالي محمود رئيسا للبلاد هذا الشهر. ولم تجر البلاد انتخابات عامة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 1991.
وأحبط المشرعون محاولات الرئيس السابق لتمديد بقائه في الحكم، لكن الأمر تسبب في انقسام شديد بين قوات الأمن التي اشتبكت مع بعضها البعض في شوارع العاصمة مقديشو.
وصرفت تلك الأزمة التي طال أمدها الانتباه عن حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة التي أجبرت ما يربو على ستة ملايين صومالي على الاعتماد على المعونات الغذائية.
وأشاد جيمس سوان، كبير مسؤولي الأمم المتحدة في الصومال بتعيين محمود بوصفه سياسيا بارزا يمكنه التعامل مع حالة الطوارئ التي نجمت عن أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما.
وقال اللفتنانت جنرال ديوميدي نديجيا قائد قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال إنه يأمل في أن تساعد القوات والإدارات المحلية في تأمين الطرق لقوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية لإحراز تقدم في المواجهة مع حركة الشباب.
وأذن الرئيس بايدن هذا الشهر بعودة مئات الجنود الأمريكيين الذين سيساعدون في تدريب وتجهيز ودعم قوات النخبة العسكرية المعروفة باسم "دنب"؛ التي تقاتل حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقتلت حركة الشباب عشرات الألوف من الصوماليين في تفجيرات بمقديشو وأماكن أخرى خلال سعيها للإطاحة بالحكومة، كما تسببت في مقتل مدنيين في دول مجاورة في هجمات شملت مركزا تجاريا وفندقا وجامعة وعددا من المطاعم.
وهذا الشهر، اجتاحت حركة الشباب قاعدة لقوات حفظ السلام تابعة للاتحاد الأفريقي، مما أسفر عن مقتل العشرات من الجنود. وقدرت بوروندي عدد القتلى بعشرة أشخاص.