منذ أن تولّى الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، منصبه في مايو/أيار 2022، قاد ببراعة عملية تعافي بلد سحقه الإرهاب.
والدليل على أن الصومال يسير على الطريق الصحيح ويحظى بثقة دولية هو رفع حظر الأسلحة المفروض عليه عام 1992، الذي أنهاه مجلس الأمن الدولي في 1 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وحتى عام 2022، كان الصومال يعتبر ثاني أكثر دولة مسلحة في العالم، وكان أحد أسباب حظر الأسلحة على البلاد هو وصول جزء كبير منها إلى أيدي تنظيمي القاعدة (الشباب) وداعش الإرهابيين.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، هاجمت حركة الشباب المسؤولين الحكوميين وقوات الأمن والمدنيين والموظفين الأجانب من خلال التفجيرات الانتحارية والاغتيالات والاختطاف والكمائن والغارات دون ردّ فعّال.
ولاحظت الأمم المتحدة أيضاً ارتفاع معدل تجنيد الأطفال في انتهاك للقانون الدولي، خاصة من قبل حركة "الشباب" الإرهابية. لذلك، دعت إلى حلها ومعالجة، بالإضافة إلى الإرهاب، قضايا الحكم والأمن وحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية والتنمية والوضع الاجتماعي والاقتصادي، بما في ذلك تشغيل الشباب والقضاء على الفقر، فضلاً عن مواصلة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول 2023، أعرب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي وصندوق التنمية الأفريقي ومنظمات أخرى عن عزمها إلغاء ديون مقديشو البالغة 4.5 مليار دولار، وبالتالي المساهمة في تعزيز الاقتصاد الصومالي والحد من الفقر وتعزيز خلق فرص العمل.
يقوم الإرهابيون، مثل حركة الشباب، باستمرار بتشويه السرديات المرتبطة بالديانات، أو الجنسيات أو الحضارات أو المجموعات العرقية لتبرير فظائعهم. ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعايتهم، مما يؤكد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات ضد التلاعب بالمعلومات.
وبالإضافة إلى رفع الحظر، يجب على الحكومة الصومالية والدول المجاورة تحديد المهربين ومحاسبتهم. وتقترح الأمم المتحدة تسجيل جميع الأسلحة والتحقيق في مصدرها عند الاستيلاء عليها من الإرهابيين. كما تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على مراقبة شاملة لمخزون الأسلحة في الصومال ووضع تدابير لتفتيش السفن التي تصل إلى البلاد للحفاظ على الأمن القومي.
لم يعد لحركة الشباب مكان في الصومال ما لم تختر الاستسلام. ويُظهر اعتقال، علي عبد النور أحمد، في كوستاريكا في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالقرب من الحدود مع بنما، تراجع الجماعة الإرهابية والتغييرات في نواياها. ومن المفترض أنه كان ينوي الوصول إلى الولايات المتحدة.
وتشير جميع التقديرات إلى أنه لم يكن يفكر في الحصول على عمل، فكما هو معروف فإن الإرهابيين لا يهمهم العمل، بل الدمار. وبفضل إجراءات مكافحة الإرهاب وتقنيات التعرّف على الوجه المتقدمة، تم اعتقال عبد النور ويجري ترحيله.
ومن الضروري أن يفكر الإرهابيون في الأثر المدمر الذي أحدثوه على السكان لسنوات، ليس فقط من حيث الخسائر البشرية، لكن أيضاً من خلال تدمير ممتلكاتهم وآفاقهم المستقبلية وأحلامهم.
وفي حالة الصومال قد يكون من الصعب إصلاح الأضرار الناجمة عن الإرهاب، لكن من المفيد أن يفكر الإرهابيون في العواقب المترتبة على أخطائهم في بلدان أخرى. إن أيديولوجيتهم لا تجلب إلّا الفوضى والدمار والموت، مستغلين الدين بأبشع الطرق لتشويهه، دون المساهمة في ازدهار أو رفاه أي مجتمع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة