عودة تسخين جبهات القتال في الصومال.. هل يطيح بمخططات «الشباب»؟
تطورات متسارعة شقت طريقها إلى جبهات القتال في الصومال، مما أعاد الزخم للعمليات العسكرية ضد حركة «الشباب»، وأكدت مضي البلد الأفريقي نحو دحر الإرهاب من على أراضيه.
فخلال الأيام القليلة الماضية، بدا الوضع الأمني في الصومال متوترًا ومحملا بالكثير من التطورات، بين قصف للجيش الصومالي مواطن للحركة الإرهابية، وتنفيذ الأخيرة هجمات انتحارية، ردًا على الضربات الأمنية التي تتعرض لها.
وكانت حركة الشباب الإرهابية، نفذت يوم الأربعاء، في العاصمة مقديشو، أربعة تفجيرات انتحارية، ثلاثة استهدفت مراكز تجارية، ورابع استهدف البوابة الأمامية لمركز عسكري، يتواجد فيه مجندون، مما أسفر عن سقوط نحو 10 قتلى وجرحى بينهم مدنيون ومجندون، وفق مصادر أمنية وطبية تحدثت لـ«العين الإخبارية».
ضربات جوية
ولم تعلق السلطات الصومالية بشكل رسمي على الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الهجمات الإرهابية التي شهدت العاصمة، إلا أن أصدقاء دوليين نفذوا ضربات ضد تجمع لمسلحي حركة الشباب بالتعاون مع جهاز المخابرات الصومالية، أسفرت عن مقتل أكثر من 60 إرهابيًا في محافظة هيران وسط البلد الأفريقي.
واستهدفت الضربة الجوية -وفق إعلام رسمي صومالي- تجمعا لمسلحي حركة الشباب يضم نحو 300 عنصر يجهزون لأعمال عدائية ضد أهداف مدنية وعسكرية في تلك المحافظة، لكن المعلومات الاستخباراتية قادت إلى إحباط الهجوم وقصفهم في نقطة التجمع.
وذكرت مصادر أمنية لـ«العين الإخبارية»، أن الغارة الجوية هي الأولى منذ شهرين، بعد أن توقفت العمليات الجوية لأسباب عملياتية بسبب ظروف الفيضانات التي ترزح تحتها معظم مناطق العمليات.
هجوم خاطف
في السياق نفسه، شن مقاتلون من مسلحي العشائر التي تقاتل إلى جانب القوات الصومالية هجوما خاطفا على تجمعات لعناصر حركة الشباب في مديرية عيل طير شرقي محافظة جلجدود، وما زالت التحركات العسكرية مستمرة في المنطقة.
تأتي التطورات بعد أيام من تعهد الرئيس الصومالي، أمام البرلمان، العودة إلى قيادة العمليات ضد حركة الشباب في الخطوط الأمامية وهزيمة الإرهابيين.
فماذا تعني عودة تسخين الجبهات؟
يقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن عودة تسخين الجبهات مؤشر جيد، يساعد في الحفاظ على زخم العمليات العسكرية ضد حركة الشباب، ويؤكد أنه لا عودة للوراء.
وأوضح المحلل الأمني الصومالي، أن تنفيذ تلك الغارة الجوية أدى إلى إفشال هجوم موسع كانت تخطط له حركة الشباب منذ فترة طويلة، مما عقد حساباتها.
وأشاد الخبير الأمني باعتماد الكاميرات الأمنية وفرضها على المحال التجارية في العاصمة مقديشو، معتبرا أن البلد الأفريقي قطع بذلك الإجراء شوطًا كبيرًا نحو استقرار مستدام لمقديشو وسكانها.
وأشار إلى أن خطة فرض الكاميرات الأمنية تعد «ضربة كبيرة للخلايا الإرهابية النائمة، كونها ستساعد في إفشال مساعيها في تنفيذ الاغتيالات في المدينة».