رسالة للترجي والأهلي.. نجم تونس السابق يكشف لـ «العين الرياضية» سر تراجع صلاح ومحرز
يعد سهيل بن راضية أحد أبرز خبراء كرة القدم في تونس خلال الفترة الحالية، بعد أن برز بتحاليله القيّمة التي جعلته محل إشادة كبيرة من جانب الجماهير.
وقبل اقتحام عالم التحليل، برع الظهير الأيمن في المستطيل الأخضر تباعا مع فرق البنزرتي والترجي والنجم الساحلي في تونس.
كما خاض بن راضية مغامرة احترافية ناجحة في بولندا مع فريق فيدزيف لودز بين عامي 2010 و2012، خاض وقتها أكثر من 50 مباراة ضمن مختلف المسابقات، صنع خلالها 8 أهداف.
تألق سهيل بن راضية فتح أمامه أبواب الانضمام لمنتخب تونس الذي شارك معه في 10 مباريات، لكنه لم يترك خلالها أي بصمة تهديفية.
مسيرة الظهير الأيمن الطائر شهدت عدة تقطعات بسبب لعنة الإصابات العضلية التي منعته من اللعب لفترات طويلة، وهو ما أثر على جاهزيته البدنية.
وأنهى بن راضية مسيرته الكروية عام 2013 من بوابة فريق البنزرتي عن عمر 28 عاما ليقتحم بعدها عالم الإدارة الرياضية، حيث شغل منصب المستشار الفني والمدير الرياضي ومكلف بالتعاقدات مع فريق القلب، بجانب خطة مستشار فني في صلب الاتحاد التونسي لكرة القدم مع منتخبات الفئات السنية.
وتألق بن راضية بعدها بشكل لافت في عالم التحليل الرياضي، وهو ما جعل مختار التليلي عميد المدربين التونسيين يشيد به ويعتبره أفضل خبير كرة على الساحة المحلية ويرشحه أيضا لتحقيق مسيرة تدريبية ناجحة.
وفي حواره مع "العين الرياضية"، تحدث سهيل بن راضية عن طموحاته الشخصية في الفترة المقبلة، كما كشف عن حظوظ الترجي ممثل كرة القدم التونسية في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، ومرشحيه للمباراة النهائية.
وفي سياق آخر، تحدث النجم المعتزل عن الأسباب الكامنة وراء فشل المنتخبات العربية في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة.
وكشف اللاعب التونسي عن موقفه من الانتقادات التي يتعرض لها الثنائي رياض محرز ومحمد صلاح من قبل جماهير بلديهما الجزائر ومصر تواليا، وأيضا عن موجة التشكيك التي يتعرض لها وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب.
وفي ختام حواره، كشف اللاعب الأسبق لمنتخب تونس عن خياراته بخصوص أفضل النجوم العربية في الوقت الحالي، كما تطرق للنقلة النوعية التي شهدها الدوري السعودي في الموسم الحالي.
التحليل والتدريب يتكاملان
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص طموحاته المستقبلية وصعوبة الاختيار بين عالمي التدريب والتحليل، قال سهيل بن راضية: "شخصيا أعتقد أن التدريب والتحليل متكاملان ويساعدان على اكتساب خبرات كبيرة في عالم الساحرة المستديرة".
وتابع بقوله: "هناك العديد من الأمثلة الناجحة في هذا المجال، من أبرزها نبيل معلول الذي حقق نجاحات كبيرة في عالم التحليل من بوابة عدة قنوات تلفزيونية عربية شهيرة، قبل أن يفوز بثلاثية تاريخية مع الترجي في موسم 2010-2011".
وأضاف: "هناك أيضا عادل السليمي (المدرب الأسبق لمنتخب تونس للشباب)، الذي برع في ميدان التحليل، بخلاف الأسطورتين (الفرنسي) أرسين فينغر و(البرتغالي) جوزيه مورينيو الذين خاضها عدة مغامرات مع قنوات عالمية".
وواصل حديثه قائلا: "لو سارت الأمور في الطريق الصحيح، فسأخوض تجربة تدريبية بداية من الموسم المقبل، ولو أن إمكانية انضمامي لأحد المحطات التلفزيونية الخليجية تظل ورادة أيضا".
نهائي الأحلام بين الترجي والأهلي
في سياق آخر، تعرض سهيل بن راضية لمشاركة الترجي والأهلي المصري في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2023-2024 حيث قال في هذا الصدد "مفتاح تأهل ممثل كرة القدم التونسية يتمثل في الفوز بالصراعات الثنائية، بجانب العمل على الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة باعتبار أن قوة صن داونز تكمن في الاستحواذ بالكرة".
وأضاف قائلا: "الترجي مطالب بتضييق المساحات وغلق المنافذ في الـ30 مترا الأخيرة بهدف منع صن داونز من استغلال نقطة قوته الأبرز والمتمثلة في التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء".
وتابع حديثه: "ينبغي أيضا الاستفادة من الأخطاء والمساحات التي سيتركها الفريق الجنوب أفريقي بالاعتماد على الهجمة السريعة، بجانب محاولة استغلال الكرات الثابتة التي تبقى أحد المفاتيح المهمة".
وأتم بالقول: "أتمنى أن يجمع نهائي المسابقة القارية بين الترجي والأهلي، خاصة وأنهما شرفا كرة القدم العربية كأفضل ما يكون طوال العقود الأخيرة".
يذكر أن الترجي فاز في مباراة الذهاب لدور نصف النهائي أمام صن داونز بهدف دون رد، في حين تعادل الأهلي سلبيا مع مازيمبي الكونغولي.
مشكلة رياض محرز
في موضوع آخر تحدث سهيل بن راضية عن الأسباب الكامنة وراء التراجع الكبير في مردود رياض محرز مع منتخب الجزائر مقارنة بما كان يقدمه في فترة سابقة.
وقال بخصوص هذه المسألة: "لا يمكن لأي عاقل أن يشكك في موهبة رياض محرز، أعتقد أنه يعاني من أزمة ذهنية مع منتخب الجزائر وهو ما منعه من تقديم أفضل مستوياته طوال الأشهر الأخيرة".
وأضاف قائلا: "الجانب الذهني هو أهم عامل في كرة القدم الحديثة وأستغرب في هذا الصدد عدم قيام بعض الفرق العربية بالاعتماد على فريق مختص في هذا المجال على غرار ما يحصل بخصوص الجوانب البدنية".
وختم مشددا على أن: "رياض محرز يبقى قادرا على لعب دور مهم مع منتخب بلاده في الفترة المقبلة، غير أنه بحاجة لعمل ذهني كبير من أجل استعادة توهجه".
محمد صلاح ومنتخب مصر
في ذات السياق، فسّر سهيل بن راضية الأسباب الكامنة وراء عدم ظهور النجم محمد صلاح مع منتخب مصر بنفس المستوى الذي يقدمه فريقه ليفربول.
وقال اللاعب الأسبق لمنتخب تونس: "صحيح أن بعض اللاعبين الأفارقة لا يتحلون بنفس التركيز مع منتخبات بلدانهم عكس ما يحصل مع فرقهم، غير أن المشكل الحقيقي بالنسبة لمحمد صلاح يتمثل في اختلاف جودة اللاعبين الذين ينشطون معه وأيضا طريقة التوظيف من قبل المدربين".
وأوضح قائلا: "لا يمكن المقارنة بين القيمة الفنية للاعبي ليفربول ومنتخب مصر، وبالتالي من المنطقي أن يجد صلاح صعوبات كبيرة لإثبات وجوده في المباريات التي يخوضه مع الفراعنة".
وواصل حديثه بقوله: "من جهة أخرى، المدرب (الألماني) يورغن كلوب يعتمد طريقة لعب تسمح لصلاح باستغلال نقاط قوته، عكس ما يحدث مع مدربي منتخب مصر الذين لم يحسنوا استثمار الخصائص الفنية التي يملكها اللاعب".
وليد الركراكي
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص حملة الانتقادات التي يتعرض لها وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب، قال سهيل بن راضية: "الجماهير المغربية صعبة للغاية وتضع دائما ضغوطات كبيرة على مدربيها، يجب عليها أن تفهم أن أصعب شيء في كرة القدم هو البقاء في القمة وليس الوصول إليها".
وتابع قائلا: "المعادلة تغيرت اليوم بالنسبة لمنتخب المغرب، حيث أن جميع المنتخبات تجهز نفسها كأفضل ما يكون لمبارياتها معه بحثا عن تحقيق الإنجاز".
وختم: "من الطبيعي أن يجد المنتخب المغربي صعوبات عديدة لفرض طريقة لعبه، خاصة وأنه يواجه منافسين يتحلون بجاهزية ذهنية كبيرة ويسعون بكل الطرق لكتابة التاريخ".
المساكني والدوري السعودي
في ختام حواره، كشف سهيل بن راضية عن لاعبيه المفضلين في العالم العربي كما أشاد بالنقلة النوعية التي حققها الدوري السعودي في الموسم الحالي.
وقال في هذا الصدد: "شخصيا أنا من أشد المعجبين بالأسطورة يوسف المساكني وأعتبره لاعبا استثنائيا وذلك بالرغم من عدم انتقاله لأحد الدوريات الكبرى في أوروبا. من جهة أخرى، لكن الأرقام التي حققها محمد صلاح في الدوري الإنجليزي تجعل منه بدون شك أفضل لاعب عربي طوال السنوات الأخيرة".
وأتم بالحديث عن الدوري السعودي قائلا: "دخل العالمية من أوسع أبوابها، وأعتبره شخصيا ضمن أقوى 10 دوريات في العالم".