"سوق البلاط" في تونس.. وصفات تقليدية تتحدى كورونا
في محاولة لمواجهة فيروس كورونا تضاعف إقبال التونسيين على شراء الحشائش والأعشاب وتجريب الوصفات التقليدية الموروثة عن الأمهات والجدات.
زيارة صغيرة إلى "سوق البلاط" في تونس تغني عن كثير من الكلام في الأمر، إذ اعتاد الباعة الذين يعمرون السوق "العربي" ويتوزعون عبر دكاكينهم الصغيرة المحشوة حتى سقوفها بشتى أنواع الحشائش العلاجية غريبة الأسماء والأشكال والعطور، على زيارات وأسئلة واستفسارات غير معتادة حول الأعشاب الطبية التي تقوي المناعة وجهازها وتحصن الحنجرة والفم والأنف من الالتهابات وتخفف آلام المفاصل الحادة.
وتتعلق كل تلك الأعراض بعدوى فيروس كورونا الذي أجبر الناس على تغيير عاداتهم الاجتماعية والسلوكية تغييرا كبيرا وإن لم يتطلب منهم التعامل مع تهديداته تغييرات كبيرة في العادات الغذائية باعتبار اعتماد المطبخ التونسي بدرجة مهمة على العناصر الطبيعية العطرية والعلاجية.
يجلس "عم الهادي" العطار ذو السبعين سنة على كرسيه القديم أمام محله، ويقول لـ"العين الإخبارية" إن أعدادا كبيرة من النسوة والرجال تزور عطارته يوميا بحثا عن نصائح ووصفات لتخفيف أعراض الفيروس والعدوى به.
وأكد أن هناك إقبالا على "عود الشركة أو عود القرنفل" كما يسمى في تونس، وهو ذاك العود البني الغامق الصغير ذو الرأس المستديرة والطعم الحار والذي تصنع منه كل أدوية الأسنان، حيث يشير عم الهادي إلى أنه أحد الحلول الناجعة في رفع مناعة الجسم.
السيد مختار عطار آخر التقط خيوط حديثنا إلى عم الهادي فسحبنا بلطف إلى عطارته القريبة وأرانا مجموعة أعشاب منها البابونج والزّعتر، موضحا أن الإقبال على شراء هذه المنتجات الطبيعية وغير المكلفة بات كبيرا جدا هذه الفترة، إذ تسارع الأمهات عموما إلى غلي هذه الحشائش العلاجية وتقديمها مع العسل لمضاعفة مناعة أفراد العائلة خصوصا الذين يتنقلون خارج البيت كثيرا وترتفع إمكانية جلب العدوى لديهم.
وتحدثت لطيفة العطّارة الخمسينية المعروفة بسوق البلاط عن منافع "العكبر" أي صمغ النحل وعسله وحبوب اللقاح في مقاومة كوفيد 19 والعدوى به مُلاحِظةً أن التونسيين يستعملون العسل عادة إلا أنهم يقبلون عليه وعلى صمغه وحبوب لقاحه أكبر بكثير منذ ازدادت أرقام الإصابات.
عم الهادي ذكرنا ونحن نغادر سوق "البلاط" بألا ننسى أن نشتري القرفة ونستعملها في الطبخ ومع القهوة لأنها هي الأخرى مقوية للمناعة، وأن نكثر من شرب عصير البرتقال وأكل ثمره لغناه بفيتامين "ج" الضروري في تمتين أنسجة الجهاز التنفسي، بحسب قوله.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز