جنوب أفريقيا وروسيا والصين.. تدريبات "الدخان" تراكم الشكوك حول أوكرانيا
تدريبات عسكرية تختتمها جنوب أفريقيا مع كل من الصين وروسيا، تنظر إليها واشنطن بعين المشكك في حياد البلد الأفريقي بشأن حرب أوكرانيا.
وأجرت جنوب أفريقيا تدريبات عسكرية مشتركة مع البلدين استمرت لعشرة أيام، وسط انتقادات محلية وخارجية خصوصا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية النزاع الدائر شرقي أوروبا.
لكن تقول حكومة جنوب أفريقيا إنها تظل محايدة فيما يتعلق بالصراع، وإنها تستضيف بانتظام تدريبات مشابهة مع دول أخرى، من بينها فرنسا والولايات المتحدة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ماذا يجري؟
التدريبات البحرية، التي استضافتها جنوب أفريقيا، تسمى "موسي"، وتعني "الدخان" بلغة التسوانا، في المحيط الهندي قبالة ساحل جنوب أفريقيا.
وتقول القوات الدفاعية الوطنية في جنوب أفريقيا إن 350 عضوا من قواتها المسلحة يشاركون بالمناورات.
فيما أرسلت روسيا فرقاطة الأدميرال غورشكوف التي تحمل صواريخ "زيركون" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وتنطلق بسرعة أكبر بتسع مرات من سرعة الصوت ويصل مداها كيلو متر (620 ميلا).
وقال دينيس ريفا من معهد جنوب أفريقيا للدراسات الأمنية، إن موسكو تحاول إظهار أنه "على الرغم من النكسات بالحرب في أوكرانيا، لازالت قواتها المسلحة قوية جدا".
ولم تفصح القوات الدفاعية في جنوب أفريقيا عن الكثير بشأن التدريبات، لكن تشمل تدريبا مشتركا عام 2019 بين الدول الثلاث سبع سفن – سفينة حربية واحدة من كل دولة، وسفن تزود بالوقود وسفن المسح.
جدل
قبل شهر، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة لديها مخاوف بشأن أي بلد يتدرب مع روسيا بينما تشن موسكو حربا وحشية ضد أوكرانيا."
وفي وقت سابق، امتنعت جنوب أفريقيا عن التصويت ضد روسيا بالأمم المتحدة لإدانة الحرب. كما رفضت الانضمام إلى واشنطن وأوروبا في فرض العقوبات على روسيا.
لكن قالت جنوب أفريقيا إنها تجري تدريبات مشتركة مع الولايات المتحدة منذ 2011، بالإضافة إلى تدريبات مع فرنسا وألمانيا.
وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، خلال زيارة أجراها نظيرها الروسي سيرغي لافروف إلى بلادها في يناير/ كانون الثاني الماضي: "تجري جميع الدول تدريبات عسكرية مع الأصدقاء بشتى أنحاء العالم".
وأضافت أن محاولة منع جنوب أفريقيا من إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الدول التي تختارها ترقى إلى "انتهاك للممارسات الدولية".
لماذا جنوب أفريقيا؟
ترى إليزابيث سيديروبولوس، رئيسة معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية، أن جنوب أفريقيا تشارك أيضًا لأن قواتها المسلحة مثقلة بالأعباء وتعاني من نقص بالتمويل.
وتتمثل أولويات البحرية في حماية مصائد الأسماك في مياهها الإقليمية ومكافحة القرصنة في المحيط الهندي.
وأوضحت أنها "بحاجة للتعاون مع دول أخرى لاكتساب المقدرة على التعامل مع التحديات قبالة ساحلها مثل القرصنة."
ويربط حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا علاقات طويلة الأمد مع روسيا، والتي تعود إلى سنوات حكم الأقلية البيضاء قبل عام 1994، بحسب ما قاله الدكتور أليكس فاينز، من مؤسسة "تشاتام هاوس" الفكرية في لندن.
وأشار فاينز إلى أن كبار القادة في المؤتمر الوطني الأفريقي لازال لديهم ارتباط عاطفي تجاه موسكو لأنها تدعم نضالهم باستمرار، وهذا يجعل من الصعب على جنوب أفريقيا أن تدير ظهرها لروسيا بسبب أوكرانيا، وفق المصدر نفسه.
وتربط روسيا والصين وجنوب أفريقيا علاقات حديثة أيضًا لأنهم جميعا أعضاء في تحالف "بريكس"، وتمثل المجموعة التي تضم أيضًا البرازيل والهند، البعض من الاقتصادات الناشئة البارزة في العالم.
ماذا تريد روسيا والصين؟
قالت إليزابيث سيديروبولوس إن روسيا لديها ما تكسبه أكثر من أي أحد من تدريبات هذا العام، "حيث تظهر أن موسكو لازال بإمكانها استعراض القوة بعيدا، ولازال لديها حلفاء حول العالم".
وأضافت: "تمكنهم من القول إن العالم ليس ضد روسيا، بل الغرب فقط ضدها".
فيما أوضح الدكتور أليكس فاينز أن الصين حريصة على إبقاء ممرات الشحن مفتوحة أمام السفن التجارية التي تسافر من موانئها إلى وجهات أفريقية، كما تريد تأسيس قوتها البحرية في المحيط الهندي قبالة الساحل الأفريقي.