الإمارات وكوريا الجنوبية.. تأكيد الشراكة الاستراتيجية والتصدي للتطرف
عناوين كثيرة حملتها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى كوريا الجنوبية، في مقدمتها تعميق الشراكة الاستراتيجية الخاصة وتطويرها.
وأصدر البلدان، اليوم الخميس، بيانا مشتركا، في ختام زيارة "دولة" قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى كوريا الجنوبية، استغرقت يومين، وذلك تلبية لدعوة الرئيس يون سوك يول.
وجاء في البيان المشترك:
- الاتفاق على تعميق الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين وتطويرها.
- الالتزام الثابت بتعزيز التعاون الاستراتيجي في المجالات ذات الأولوية بما في ذلك قطاعات الاقتصاد والاستثمار، والطاقة التقليدية والنظيفة، والطاقة النووية السلمية، والدفاع وتكنولوجيا الدفاع، والأمن السيبراني.
- الالتزام الثابت بتعزيز التعاون الاستراتيجي في المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك مثل البنية التحتية، وصناعة التكنولوجيا المتقدّمة، والفضاء، وتكنولوجيا المياه، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والشركات الناشئة، والزراعة، والنقل البحري، والطيران المدني، والتعليم والثقافة والرعاية الصحية.
- مباحثات الرئيسين تناولت أيضا آفاق التعاون الثلاثي مع شركاء آخرين، وتبادلا وجهات النظر بشأن موضوع التطرّف.
- الرئيسان حضرا مراسم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم للتعاون في قطاعات مثل الاقتصاد والاستثمار، والطاقة التقليدية، والطاقة النظيفة، والطاقة النووية السلمية، والبنية التحتية، والثقافة.
- التأكيد على العلاقات الاقتصادية والاستثمارية القوية والتاريخية القائمة بين البلدين.
- التجارة الثنائية غير النفطية وصلت إلى 5.29 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
- الجانبان أشادا بالتوقيع الرسمي على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، والتي من شأنها تعزيز النمو المستدام طويل الأجل بين البلدين من خلال التجارة والاستثمار والتنويع الاقتصادي.
- التطلع إلى إنشاء ظروف تفضيلية للتجارة والاستثمار تعكس العلاقات الاقتصادية المتنامية التي تطورت بين البلدين خلال العقود الأخيرة.
محمد بن زايد في كوريا الجنوبية.. زيارة تعزز شراكة استراتيجية خاصة
التطرف
أعرب الجانبان عن قلقهما إزاء انتشار التطرف والأيديولوجيات المتطرفة التي تغذي الإرهاب وتؤدي إلى نشوب الصراعات.
كما أعربا عن التزامهما بالتصدي للتطرف ومكافحته من خلال تعزيز التعايش السلمي والاحترام المتبادل.
وفي هذا الصدد، أكد الجانبان موقف بلديهما الثابت في رفض التطرف بجميع أشكاله ومظاهره وصوره.
الدفاع وتكنولوجيا الدفاع
حرصاً على تعزيز التعاون الدفاعي، أشاد الجانبان بالتعاون بين البلدين في تسهيل تبادل المعرفة والخبرة واستكشاف المزيد من الفرص لمعالجة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الصدد، اتفق الجانبان على مواصلة توسيع التعاون الموجه نحو المستقبل في جميع مجالات الدفاع من خلال اللجنة العسكرية العليا المشتركة، وهي الهيئة الاستشارية العادية على المستوى الوزاري.
وإدراكاً لأهمية تعزيز التعاون في مجال صناعة الدفاع بين الإمارات وكوريا الجنوبية، أكد الجانبان أهمية مواصلة تعزيز فرص التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل الأمن السيبراني، وتكنولوجيا الدفاع، وأبحاث الدفاع وتطويرها.
وأكد الجانبان مجددا أهمية تعزيز التوافق والمشاركة بشكل أوثق في المسائل الرئيسية في هذا الصدد، بما في ذلك من خلال مشاورات وزارتي الخارجية والدفاع (2 + 2).
شبه الجزيرة الكورية
أدان الجانبان بشدة استفزازات كوريا الشمالية المستمرة، وعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية، بما في ذلك إطلاق ما يسمى "الأقمار الصناعية" مؤخرا، الأمر الذي من شأنه تعريض الدول المجاورة للخطر، وتقويض استقرار وأمن المنطقة وخارجها.
وأعربت كل من دولة الإمارات وكوريا الجنوبية عن قلقهما العميق إزاء الخطاب النووي المتصاعد من قبل بيونغ يانغ.
دعا الجانبان كوريا الشمالية إلى احترام القانون الدولي والالتزام به، والعودة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
كما شدد الجانبان على أهمية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، من خلال اللجوء إلى الحوار السلمي.
وفي هذا السياق، حث الجانبان كوريا الشمالية على استئناف الحوار مع الأطراف المعنية، وإعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية، والتخلي عن أسلحتها النووية بطريقة كاملة ويمكن التحقق منها ولا رجعة فيها، لإحلال السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية.
منافع متبادلة
وبالإشارة الى المنافع المتبادلة وفرص النمو الكبيرة التي توفرها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية، أكد الجانبان على التالي:
الالتزام بتوسيع الاستثمارات المتبادلة في اقتصادات البلدين وفي المناطق الأخرى ذات الأهمية، مع التركيز على القطاعات الرئيسية بما في ذلك البنية التحتية، والتكنولوجيا المتطورة، والصناعات الناشئة، والفضاء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، والزراعة، والنقل البحري.
التأكيد على أن اتفاقية التعاون الاقتصادي والشراكة بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية ستعزز سلاسل التوريد بين الشرق والغرب، وتسهّل تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في كلا البلدين، وتعزّز البحث المشترك وتبادل المعرفة عبر مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك الطاقة والتصنيع المتقدم والتكنولوجيا والأمن الغذائي والرعاية الصحية.
التعهد بتعزيز التعاون في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية في كلا البلدين.
الإمارات وكوريا الجنوبية.. شراكة تقود لمستقبل زاهر
التنمية المستدامة
وإدراكا لأهمية تنفيذ التنمية المستدامة والسياسات القائمة على الأدلة الفعلية، أكد الجانبان الآتي:
التعاون في تبادل أحدث التقنيات الإحصائية، بما في ذلك استخدام البيانات الإدارية والبيانات الضخمة، وكذلك في مجال بناء بوابة إحصائية لدعم أنشطة الأعمال التجارية.
التراث الثقافي
وعلاوة على ذلك، أشار الجانبان إلى أن كلا البلدين يهدف إلى:
تعميق التعاون في قطاع السياحة.
الاستفادة من التراث الثقافي الفريد وأحدث التقنيات المتطورة لدى البلدين لإيجاد تجارب غنية للزوار.
الجانبان أعربا عن أملهما في بناء شراكة ديناميكية وحيوية تحرك اقتصاد بلديهما نحو مستقبل أكثر ابتكاراً وشمولا.
الاتفاق على البناء على الأسس القوية للعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين البلدين.
التأكيد على أن العلاقات بين البلدين حققت تقدماً كبيراً، عقب زيارة رئيس جمهورية كوريا إلى الإمارات في يناير/كانون الثاني 2023، في قطاعات مثل تقنيات التحول التكنولوجي، والأجهزة الطبية، والبنية التحتية للهيدروجين.
الطاقة النووية السلمية
إدراكاَ لأهميّة الطاقة النووية كمجال للخبرة الوطنية لبلديهما، أكد الجانبان:
أهمية الجهود التعاونية التي تساعد البلدين على قيادة التعاون الدولي من خلال التقنيات النووية الحالية والمتقدمة.
تعزيز النمو الاقتصادي وأمن الطاقة مع تحقيق أهداف تغير المناخ العالمي.
الإشادة بالتقدم الذي أحرزه "مشروع محطة براكة للطاقة النووية".
الترحيب الثنائي بمزيد من التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية من خلال المشاورات رفيعة المستوى بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية بشأن التعاون النووي.
وبناءً على الثقة المتبادلة التي تم بناؤها وترسيخها من خلال مشروع براكة للطاقة النووية، اتفق الجانبان على البحث عن طرق لتسهيل التعاون المرتقب في مشاريع وحدات المتابعة، والدخول المشترك إلى بلدان ثالثة، وسلسلة توريد الوقود النووي، والمفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs).
حفاوة استقبال ودعوة لزيارة الإمارات
وقد أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به والوفد المرافق من رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لرئيس كوريا الجنوبية الدعوة لزيارة دولة الإمارات في المستقبل القريب.
واتفق الجانبان على الاجتماع بشكل مستمر ومواصلة العمل لبذل المزيد من الجهود لتطوير الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز