كوريا الجنوبية تلوح بدعم عسكري لكييف قبل لقاء سوك يول وبايدن
لمّح رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول لتحول محتمل في نهج بلاده بشأن الحرب في أوكرانيا، فاتحا الباب أمام احتمال إرسال دعم عسكري مباشر لكييف.
يأتي ذلك بينما تتطلع سول للاضطلاع بدور أكبر في الأمن العالمي، وذلك قبل قمة كبيرة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن هذا الأسبوع.
وقال يون خلال حوار مع وكالة رويترز قبل الاجتماع، إن كوريا الجنوبية ستدرس إرسال مساعدات إلى أوكرانيا تتخطى مجرد "الدعم الإنساني أو المالي" إذا شنت القوات الروسية مزيدا من الهجمات واسعة النطاق في أوكرانيا – وهي تعليقات بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تعكس جهود سول للاضطلاع بدور أكثر نشاطا في التحالفات العالمية المتوائمة مع الولايات المتحدة في وقت تواجه فيه تهديدات متنامية من كوريا الشمالية والصين المجاورتين.
ورأت "فورين بوليسي" أن هذا التحول المحتمل سيستقبل في واشنطن بأذرع مفتوحة، حيث يحث المسؤولون في إدارة بايدن الحلفاء على جمع مزيد من الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا حيث تتضاءل مخزونات حلف شمال الأطلسي "ناتو".
لكن قد يكون هناك ثمن لذلك، بوضع كوريا الجنوبية في مرمى نيران كل من بكين وموسكو بينما تعزز علاقاتها مع الولايات المتحدة واليابان، الأمر الذي يعطي إدارة يون الناشئة تحديا دبلوماسيا حساسا.
وباختصار، تريد واشنطن وحلفاؤها في الناتو فتح مخزونات كوريا الجنوبية العسكرية الهائلة لأوكرانيا. وتلمح روسيا إلى أنها ستبذل قصارى جهدها لوقف ذلك.
وتمتلك كوريا الجنوبية أحد أكبر مخزونات المدفعية في العالم وقذائف المدفعية لكي تظل منتبهة إلى التهديدات من كوريا الشمالية. كما تنتج دبابات القتال المتطورة (كيه2) وأنظمة مدافع هاوتزر ذاتية الدفع (كيه9) التي جذبت دول أوروبا الشرقية التي تسعى للحفاظ على تدفق الإمدادات إلى أوكرانيا وردع روسيا.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "كما هو واضح، كوريا الجنوبية منتج مهم جدا للمعدات العسكرية. أعتقد أنه يمكننا إيجاد سبل من خلالها – من خلال تزويد الآخرين، بالإضافة إلى ربما بتقديم مساعدات دفاعية -... يمكنهم لعب دور مهم فيما يحدث."
وهذا الشهر، وافقت سول على إقراض 500 ألف طلقة من قذائف المدفعية عيار 155 ملم إلى الولايات المتحدة، وهي خطوة تعطي واشنطن في المقابل متنفسا أكبر لإرسال المزيد من المدفعية إلى أوكرانيا.
وقال بعض الخبراء إن تعليقات يون لا تشير إلى أي تغير كبير مفاجئ في سياسة كوريا الجنوبية، لكنها تمهد لإرسال مساعدات عسكرية إذا صعدت روسيا الصراع تصعيدا كبيرا.
وأوضح فرانك أوك، الخبير بمعهد الولايات المتحدة للسلام ومسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية: "أعتقد أن يون يحدد خطا أحمر الذي، إذا تم تخطيه، سيغير اللعبة لدرجة أنه سيكون من غير المعقول لكوريا الجنوبية عدم الانخراط. بعبارة أخرى، لا أفكر في الأمر على أنه تحول كبير كما يبدو."
ومع ذلك، أثار تلويح يون بفكرة إرسال مساعدات عسكرية مباشرة إلى أوكرانيا، ردود فعل دبلوماسية عنيفة وتهديدات مستترة من روسيا بأنها قد تزود كوريا الشمالية بتكنولوجيا عسكرية متطورة ردا على ذلك، الأمر الذي يؤكد على الضغط الجيوسياسي الذي تواجهه حكومته.
واشترت روسيا بالفعل الملايين من قذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية في وقت تواجه فيها إمداداتها الخاصة أزمة.
ومن جانب آخر، تحث دول الناتو الواقعة في الجناح الشرقي الضعيف للتحالف، بما في ذلك بولندا، علانية بايدن للضغط مباشرة على يون لبدء إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. وتستهلك أوكرانيا الذخيرة والمخزونات العسكرية الغربية بمعدل كبير مقلق، الأمر الذي يترك المسؤولون الغربيون يتشككون فيما إذا كان بإمكانهم مواصلة مستوى الدعم الحالي لعام كامل ثاني من الحرب.
كما يواجه يون ضغطا سياسيا داخليا بشأن مسألة تسليح أوكرانيا. وعقد لي جاي ميونغ زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، مؤتمرا صحفيا لتوجيه انتقادات حادة إلى يون بشأن ترجيح أن كوريا الجنوبية قد تفتح الباب أمام تسليح أوكرانيا، دافعا بأن مثل هذه الخطوة ستدفع موسكو لمزيد من التعاون الوثيق عسكريا مع كوريا الشمالية.