الفيضانات في جنوب السودان.. الثعابين تفاقم الخراب والجوع والأمراض
يعاني عشرات الآلاف في أجزاء متفرقة من دولة جنوب السودان من الدمار الكبير الذي تسببت فيه الفيضانات خلال الأيام الأخيرة.
واجتاحت الفيضانات أجزاء واسعة من دولة جنوب السودان مؤخرا خاصة في مناطق أعالي النيل وإقليم بحر الغزال، حيث جرفت السيول المزارع التي كانوا يعتمدون عليها في توفير قوتهم في فصل الخريف، إلى جانب انقطاع الطرق الفقيرة التي تربط تلك المناطق ببعض المدن والمراكز، الأمر الذي حال دون تلقيهم أية مساعدات من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وتزداد تلك المعاناة يوما بعد يوم في ظل صمت السلطات الحكومية في المركز والولايات عن مواجهة تلك الأزمة الجديدة التي تتطلب حلولا عديدة وعاجلة.
وفي الأسبوع المنصرم قالت الأمم المتحدة إن هناك ما لا يقل عن 90 ألف شخص في جنوب السودان يعانون بسبب الفيضانات، التي ضربت أجزاء واسعة بالبلاد وأدت إلى تدمير محاصيلهم الزراعية، كما تركتهم بلا مأوى في مواجهة الجوع والأمراض.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن أكثر المناطق التي تضررت من الفيضانات هذا العام هي ولاية جونقلي، وتحديدا منطقة ايود، حيث تضرر أكثر من 70 ألف مواطن من الفيضانات وارتفاع معدلات المياه المستمر.
كما شردت الفيضانات حوالي 50 ألف شخص في الأسابيع المنصرمة بمنطقة فانجاك بولاية جونقلي في شرقي دولة جنوب السودان.
وقد عبرت الغالبية منهم إلى منطقة تونجا المرتفعة في ولاية أعالي النيل، بينما لا تزال أعداد كبيرة منهم قابعة في المستنقعات.
وفي مقاطعة فيجي التابعة لجونقلي يعيش الآلاف من نازحي الفيضانات في معاناة إنسانية صعبة منذ الشهر الماضي.
وبحسب نياك ملوال، محافظ مقاطعة فيجي، بدأ منسوب المياه في التزايد منذ الشهر المنصرم بسبب فيضانات نهر السوباط وقناة جونقلي.
وقال المحافظ في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "تضررت عدة مناطق بالمقاطعة، كما نزح حوالي 3000 مواطن إلى ولاية أعالي النيل المجاورة".
وفي مقاطعة ربكونا التابعة لولاية الوحدة، لقي 9 أشخاص مصرعهم بسبب الفيضانات، كما غادرت المنطقة حوالي 100 أسرة.
وقالت السلطات الحكومية إن 4 أشخاص ماتوا غرقا، بينما لقي 5 آخرون مصرعهم نتيجة لدغات الثعابين.
وناشد قلواك نياك، محافظ المقاطعة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ المواطنين من الأوضاع المتردية بالمقاطعة بسبب الفيضانات.
وقالت ميري قاتاك إحدى المتضررات من الفيضان، لـ"العين الإخبارية": نعيش الآن في العراء دون مأوى أو مسكن سويا مع حيواناتنا، نعاني من الأمراض ولدغات الثعابين وانعدام الغذاء، نريد مساعدة عاجلة من المنظمات".
وفي مقاطعة ميانديت بولاية الوحدة توفي 7 أشخاص غرقا في مياه الفيضانات التي غمرت أجزاء واسعة من المنطقة. كما نفق حوالي 800 رأس من الماشية إلى جانب نزوح الآلاف من المواطنين من المنطقة خلال الشهر المنصرم.
وقال قلواك نيانق، محافظ مقاطعة ميانديت، في تصريحات للصحفيين: "يعاني المواطنون هنا بشكل لا يوصف، بسبب انعدام الطعام، حيث يعيشون في جزر معزولة عن بعضها، لذلك أناشد المنظمات الإنسانية بالتدخل لإنقاذ حياة المواطنين، فهناك ارتفاع في حالات الإصابة بالإسهال إلى جانب تفشي الأمراض الجلدية ولدغات الثعابين".
وفي مقاطعة انزارا بولاية غرب الاستوائية طالب المواطنون المتضررون من الفيضانات، التي ضربت المنطقة مؤخرا، والبالغ عددهم حوالي 500 شخص، المنظمات العاملة في المجال الإنساني بمساعدتهم بعد أن دمرت منازلهم وفقدوا كل شيء.
وقال مايكل نزاي لـ"العين الإخبارية": "نريد من المنظمات أن تتدخل لمساعدتنا، لقد دمرت الأمطار والفيضانات بيوتنا بالكامل، كما جرفت منازلنا ولم يتبق لنا أي شيء، نعيش الآن في العراء، دون غذاء أو مأوى، نواجه الأمطار والبعوض والجوع والمرض وحدنا".
ويتوقع عدد من خبراء البيئة في جنوب السودان أن تضرب الفيضانات هذا العام أجزاء واسعة من دولة جنوب السودان بسبب تأثيرات التغير المناخي وغياب الخطط الحكومية الخاصة بحماية البيئة ووقف القطع الجائر للأشجار ومحاولة السيطرة على التلوث البيئي الذي تشهده مناطق النفط في مناطق شمال أعالي النيل وولاية الوحدة.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA=
جزيرة ام اند امز