تصدع معارضة جنوب السودان.. "فصيل مشار" يتهم "إيجاد" بالفشل
اتهمت المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا "إيجاد" بالفشل في تحديد جذور الانقسام بصفوفها.
في المقابل، وصفت المعارضة الموالية لنائب الرئيس ريك مشار، مخرجات اجتماع وزراء "إيجاد" المنعقد، أمس الإثنين، لمناقشة الأوضاع داخل جنوب السودان، بـ"الجيدة".
وقال فوك بوث بولانق، مسئول الإعلام بالمعارضة المسلحة، في تصريحات إعلامية أدلى بها، الثلاثاء، بالعاصمة جوبا: "نرحب بدعوة اجتماع وزراء خارجية ايجاد لأطراف المعارضة بحل خلافاتهم بصورة ودية".
وأضاف أن "مخرجات الاجتماع جيدة، إلا أنها فشلت في تحديد الأسباب الحذرية التي قادت لوقوع انقسام في صفوف المعارضة بعد أن قام الجنرال سايمون قاتويج بتنصيب نفسه رئيسا للمعارضة بمنطقة مقينص على الحدود السودانية".
وأشار بولانق إلى أن الانقسام الذي وقع داخل صفوف المعارضة المسلحة جاء بسبب تأخير الحكومة لتنفيذ بنود اتفاق الترتيبات الأمنية (منبثق عن اتفاق السلام مع الحكومة) الذي يمثل الضمان الرئيسي للاتفاق بحسب قيادات الجيش داخل المعارضة المسلحة.
ولفت المسؤول الإعلامي للمعارضة إلى أن الأوضاع داخل المعارضة بقيادة مشار لاتزال تحت السيطرة، معتبرا أن ما "حدث من مواجهات في الأيام الفائتة بين قواتنا والفصيل المنشق كان بتدبير من أعداء المعارضة والسلام".
وأمس الإثنين، دعت "إيجاد" الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الحوار ووقف المعارك في دولة جنوب السودان.
جاء ذلك في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في "إيجاد" (كينيا والصومال والسودان وجيبوتي وجنوب السودان وأوغندا)، الطارئ لبحث "الوضع السياسي الحالي في جنوب السودان".
وطالبت دول من شرق أفريقيا، حزب مشار بـ"فتح سبل الحوار" باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام وذلك بعد معارك دامية بين أجنحة داخل التنظيم جرت في نهاية الأسبوع.
وجاءت المواجهات التي وقعت في ولاية أعالي النيل (شمال) بين فصائل متناحرة داخل الذراع العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة مشار بعدما قال خصومه في الحزب إنهم أطاحوا به، ما أثار مخاوف من تجدد أعمال العنف في هذا البلد الذي بالكاد خرج من حرب أهلية أوقعت أكثر من 380 ألف قتيل.
واندلعت الاشتباكات السبت، بعدما أعلن خصوم مشار عزله من رئاسة الحزب ومن جناحه العسكري، فيما اعتبر حلفاء مشار أن ما حصل "انقلاب فاشل".
وتبادل الجانبان الاتهامات حول من بادر بأعمال العنف السبت التي قتل فيها 32 شخصا على الأقل في ولاية أعالي النيل الحدودية مع السودان.
وشكل القتال ضغطا إضافيا على اتفاق السلام الهش الذي أبرم في 2018 لتقاسم السلطة بين مشار وخصمه القديم الرئيس سلفاكيرميارديت.
وأنهى الاتفاق حربا أهلية دامية (2013- 2018) في أحدث دولة في العالم وأسفر عن حكومة ائتلافية.
ويشغل مشار منصب نائب الرئيس، بينما يتولى غريمه سلفاكير الرئاسة، ويدير الطرفان البلاد حالياً في تعايش صعب بعدما تواجها خلال الحرب الأهلية.
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز