الاتحاد السوفيتي.. من التأسيس للانهيار
"من لا يراوده الأسى لغياب الدولة السوفيتية.. إنسانٌ بلا قلب، ومن يعاوده التفكير في إمكانية إعادة مثل هذه الدولة.. إنسانٌ بلا عقل"..
بهذه الكلمات عقب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تفكك الاتحاد السوفيتي.
تأسس الاتحاد السوفيتي (1917-1991) بثورة اشتراكية في روسيا القيصرية، توسعت بضم 15 جمهورية فصارت أكبر دولة في القرن العشرين. قادت المعسكر الشيوعي العالمي سبعة عقود، وتقاسمت الهيمنة الدولية مع الولايات المتحدة ما بين 1945-1991.
بدأت الإمبراطورية السوفيتية بالانهيار في نهاية السبعينيات، وبانهيار الستار الحديدي تفكك ذلك الاتحاد فعليا في عام 1991، وتعرض لصدمة وإذلال من قبل العالم. وساد عقد من الفوضى في الدول التي كانت منضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي، تبعتها حالة من التوتر ترجع إلى النزاعات العسكرية والبحث عن هوية وطنية جديدة ووعي جديد بالذات.
كانت مساحته حوالي 22402000 كلم مربع (نحو 15% من اليابسة على الكرة الأرضية)، 4.538.600 كلم منها بلاد إسلامية، وبلغ طول الاتحاد 10 آلاف كلم، وعرضه تراوح بين 3000-4500 كلم، وكانت تحده 12 دولة، وتحيط به ثلاثة محيطات وبحارها المتفرعة منها.
كما كان يبلغ عدد سكان الاتحاد السوفيتي عند انهياره عام 1991 حوالي 293.000.000 نسمة يتوزعون على 120 قومية عرقية ولغوية من 15 دولة، وكان "مجلس السوفييت الأعلى" هو الجهاز الأعلى في السلطة، ويُنتخب بالاقتراع العام لمأمورية مدتها أربع سنوات.
يعين المجلسُ "مجلسَ رئاسة الدولة" الذي يمارس جماعيا مهام رئيس الدولة ويعين مجلس الوزراء. وتنتخب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي (كان الحزب الوحيد المسموح به، وانتسب إليه نحو 19 مليون عضو) المكتب السياسي برئاسة الأمين العام للحزب، وهي التي تتولى عمليا قيادة الحزب.
التأسيس والتوسع
تأسس الاتحاد السوفيتي إثر نجاح ثورة فريق البلاشفة في "حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" بقيادة فلاديمير لينين ليلة 25 أكتوبر/تشرين الأول عام 1917 على الحكم القيصري في روسيا الذي أدخل البلاد في أزمات طاحنة بسبب انخراطه في الحرب العالمية الأولى.
وقبل ذلك أي في فبراير/شباط عام 1917، ونتيجة للنقص في المواد الغذائية والخبز، بدأت الاضطرابات في بتروغراد (بطرسبورغ)، وتحولت فيما بعد إلى انتفاضة مسلحة للتشكيلات العسكرية المرابطة في المدينة، فيما كانت القوات الموالية للقيصر تقاتل على الجبهة.
وتحت ضغط حاشيته قرر القيصر نيقولاي الثاني، آخر قيصر من سلالة رومانوف، التنحي عن العرش في شهر مارس/آذار (أعدم القيصر وعائلته بأمر من البلاشفة عام 1918). وأصبحت السلطة في يد الحكومة المؤقتة التي شكلها الاشتراكيون والليبراليون.
سقطت الحكومة المؤقتة في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه نتيجة الانتفاضة المسلحة التي قادها البلاشفة تحت قيادة لينين وتروتسكي. وأصبحت تلك الأحداث معروفة بثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، على الرغم من أن هناك من يعتبرها انقلابا عسكريا.
وكانت أول خطوة اتخذها البلاشفة بعد استلامهم السلطة هي إعلان وقف العمليات العسكرية ومن ثم توقيع اتفاق صلح مع ألمانيا، فقدت روسيا بموجبه حوالي مليون كيلومتر مربع من أراضيها.
بعد ذلك نشبت الحرب الأهلية التي استمرت لغاية عام 1922. فأودت بحياة ما بين 8-13 مليون شخص (حسب معطيات مختلفة) بسبب الجوع والمرض والمعارك.
انتهت الحرب الأهلية باستيلاء البلاشفة على الجزء الأكبر من أراضي الإمبراطورية الروسية، والاعتراف باستقلال بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وفنلندا، وكذلك الإعلان عن تأسيس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية من جمهوريات (روسيا، أوكرانيا، بيلاروسيا والقوقاز) في المناطق الخاضعة لسلطة البلاشفة في 30 ديسمبر/كانون الأول عام 1922 .
عصر الاشتراكية
أصبح الحزب الشيوعي أساس السلطة الجديدة، حيث بنتيجة القبضة الحديدية التي اتبعتها السلطة الجديدة قضي على الأحزاب الأخرى. وكان الأمين العام للحزب يترأس اللجنة المركزية ويقف على رأس الهرم الحزبي. وكانت القرارات المهمة تتخذ في مؤتمرات الحزب. وأول أمين عام للحزب بعد وفاة لينين عام 1922 كان يوسف ستالين، الذي عمل من أجل تعزيز سلطته الشخصية.
استمرت حدود الاتحاد السوفيتي بالتوسع وأصبحت قريبة من حدود الإمبراطورية الروسية السابقة. ففي عام 1939 تم التوقيع على اتفاق بين روسيا وألمانيا يتضمن تقسيم أوروبا بينهما، وبموجب هذه الاتفاقية أصبحت منطقة أوروبا الشرقية تحت نفوذ الاتحاد السوفيتي، ونتيجة ذلك أعيدت إليه كافة أراضي غرب أوكرانيا وغرب بيلاروسيا وبلدان البلطيق.
الحرب العالمية الثانية (1941–1945)
لم يدخل الاتحاد السوفيتي، الذي وقع اتفاقية سرية مع ألمانيا، الحرب العالمية الثانية خلال ثلاث سنوات. ولكن في 22 يونيو/حزيران 1941 هاجمت قوات ألمانيا النازية الاتحاد السوفيتي منتهكة اتفاقية عدم الاعتداء الموقعة بين البلدين.
وتمكنت القوات السوفيتية من إيقاف تقدم القوات الألمانية في خريف عام 1941، وبدأت في ديسمبر/كانون الأول 1941 هجومها المعاكس، حيث شكلت معركة موسكو علامة مميزة لهذا الهجوم ولمجريات الحرب العالمية الثانية عموما.
ولكن خلال صيف وخريف عام 1942 تمكنت القوات الألمانية من التقدم نحو حوض الفولغا واحتلت مساحات شاسعة من الاتحاد السوفيتي. ومنذ ديسمبر/كانون الأول 1942 وفي عام 1943 حدث انعطاف حاسم في مجرى الحرب العالمية الثانية، نتيجة انتصار القوات السوفيتية في معركتي ستالينغراد وقوس كورسك. لقد انتهت الحرب العالمية الثانية بانتصار الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وجيش التحرير الفرنسي والولايات المتحدة الأمريكية على ألمانيا وإيطاليا واليابان ورومانيا وفنلندا. وحررت القوات السوفيتية في أثناء تقدمها من عام 1944 ولغاية مايو/أيار 1945 جميع الأراضي السوفيتية التي كانت تحت الاحتلال الألماني وكذلك حررت بلدان أوروبا الشرقية، حيث انتهت الحرب بتوقيع ألمانيا على وثيقة استسلامها دون قيد أو شرط.
الاتحاد السوفيتي بعد الحرب
وفقد الاتحاد السوفيتي نتيجة الحرب 26,6 مليون شخص، إضافة إلى الدمار الذي حصل في المؤسسات الصناعية التي كانت منتشرة في المناطق التي وقعت تحت نير الاحتلال الألماني. ومن جانب آخر شهد نمو وازدهار في المناطق التي أجليت إليها بعض المصانع. وقد حدثت طفرة كبيرة في الصناعات الحربية خلال سنوات الحرب، وهذا أدى إلى حدوث تقدم في مجال البحوث العلمية وقطاع الصناعة.
كما كان للانتصار فوائد سياسية مهمة. ومن نتائج الحرب ضم مدينة كونيغسبرغ الألمانية الى أراضي الاتحاد السوفيتي (أصبح اسمها بعد ذلك كالينينغراد). وبموجب اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فرض الاتحاد السوفيتي سيطرته على مناطق محتلة في ألمانيا والنمسا خلال أعوام 1945-1949.
وأقيمت في بلدان أوروبا الشرقية، انظمة شيوعية موالية لموسكو، وتم إنشاء حلف وارسو العسكري، ردا على تأسيس حلف الناتو. ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية، بدأت مرحلة المواجهات الفكرية والسياسية بين الاتحاد السوفيتي وبلدان المعسكر الاشتراكي من جانب وبين البلدان الغربية من جانب آخر، والتي سميت بـ «الحرب الباردة» رافقها سباق التسلح. بعد الحرب العالمية الثانية تكون الاتحاد السوفيتي من 15 جمهوريات اتحادية وأصبحت مساحته تعادل سدس مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، أي احتل المرتبة الأولى في العالم من حيث المساحة. ثم توفي ستالين عام 1953 واختير نيكيتا خروشوف لمنصب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي.
تسمى فترة حكم خروشوف بفترة «الدفء»، حيث أطلق سراح العديد من المعتقلين السياسيين، وخف الاضطهاد قياسا لما كان عليه إبان حكم ستالين، كما انخفض تأثير الرقابة الفكرية.
لقد حقق الاتحاد السوفيتي نجاحات باهرة في مجال الفضاء وغيره من المجالات الإنتاجية والعلمية خلال هذه الفترة، حيث أنشئت أول محطة كهرذرية في العالم (1954)، وأطلق أول قمر صناعي الى الفضاء (1957)، وأطلقت أول مركبة فضائية وعلى متنها انسان (1961) وغير ذلك.
كما ترتبط باسم خروشوف إخفاقات في قطاع الزراعة وفي السياسة الخارجية للدولة، حيث اشتدت الحرب الباردة في عهده. في عام 1964 قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، إعفاء خروشوف من منصب السكرتير الأول للحزب (لأسباب صحية)، فيما كان يقضي إجازته السنوية. وانتخبت ليونيد بريجنيف لهذا المنصب.
ومع استلام بريجنيف السلطة تم القضاء على علامات «الدفء». وانعدمت رغبة بريجنيف في إجراء إصلاحات اقتصادية جدية، كان الاتحاد السوفيتي بأمس الحاجة لها، وكذلك كون أكثر قادة الحزب من كبار السن، أدت إلى إطلاق مصطلح «زاستوي» أي "الركود" على هذه المرحلة.
وبالمقابل، كرست السياسة الخارجية في زمن بريجنيف خلال سبعينيات القرن الماضي لعملية الانفراج في التوتر الدولي، حيث تم التوقيع على اتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية للحد من انتشار الأسلحة الاستراتيجية الهجومية.
الحرب في أفغانستان
بطلب من حكومة محمد أمين، دخلت وحدات من القوات السوفيتية إلى أفغانستان. فواجهت هذه القوات مقاومة عنيفة من جانب المعارضة الإسلامية إضافة الى حالات التمرد التي كانت تحدث في الجيش الأفغاني.
لم يكن هدف القوات السوفيتية حماية نظام أمين، بل إسقاطه. حيث قتل أمين في أثناء عملية اقتحام القصر الرئاسي وتم تعيين ببراك كرمال رئيسا للبلاد. كانت القيادة السوفيتية تنوي إنهاء العمليات العسكرية في أفغانستان خلال فترة قصيرة، إلا أنها استمرت عشرة أعوام. وخلال هذه الفترة حاربت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الاتحاد السوفيتي بصورة سرية من خلال تزويد المجاهدين الأفغان بالأسلحة. انسحبت القوات السوفيتية من أفغانستان عام 1989 بصورة كاملة.
التعاون مع بلدان آسيا وأفريقيا
منذ السنوات الأولى لاستلام الحزب الشيوعي للسلطة، أولت القيادة السوفيتية العلاقات مع بلدان آسيا وأفريقيا اهتماما خاصا، وساندت الحركات العمالية فيها على أمل قيام الثورة العالمية. فدعم الاتحاد السوفيتي في المراحل الأولى من خلال الكومنترن الحركات الماركسية في الشرق الأوسط، ومن ضمنها الحزب الشيوعي الفلسطيني، الذي كان يضم العرب واليهود على حد سواء.
وافق الاتحاد السوفيتي عام 1947 على قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة المرقم 181 والقاضي بتقسيم فلسطين، واعترف بدولة إسرائيل وأقام معها علاقات دبلوماسية. ولكن لم تنتهج دولة إسرائيل سياسة موالية للاتحاد السوفيتي، بل سياسة موالية للغرب والولايات المتحدة.
مقابل ذلك ركز الاتحاد السوفيتي جهوده على دعم ومساندة البلدان العربية. فخلال العدوان الثلاثي على مصر وقف الاتحاد السوفيتي إلى جانب مصر ضد العدوان ووجه إنذارا شديد اللهجة الى الدول الثلاث المعتدية. وبعد نشوب حرب الأيام الستة عام 1967، قطع الاتحاد السوفيتي الذي كان يصدر الأسلحة الى البلدان العربية، علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.
ومع ذلك لم تكن علاقات الاتحاد السوفيتي على ما يرام مع بعض البلدان العربية. فمنذ نهاية خمسينات القرن الماضي قدم الاتحاد السوفيتي إلى جمهورية مصر مساعدات اقتصادية وقروضا ملائمة وشيد سد أسوان (السد العالي)، إضافة إلى تزويد مصر بالأسلحة.
وشارك المئات من الخبراء والإخصائيين السوفيت في تنفيذ المشاريع الكبيرة في مصر. كما منح الرئيس المصري جمال عبد الناصر لقب بطل الاتحاد السوفيتي، على الرغم من مطاردته لأعضاء الحزب الشيوعي المصري. ولكن في عهد الرئيس أنور السادات تأزمت العلاقات الروسية - المصرية حتى وصل الأمر الى قطعها عام 1981، ولم تعد إلا في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.
واستمرت علاقات الصداقة بين موسكو وسوريا والعراق، على الرغم من استيلاء حزب البعث الذي اتهمه الاتحاد بمطاردة واضطهاد الشيوعيين، على السلطة في البلدين.
وساند الاتحاد السوفيتي حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية، من خلال علاقاته مع مختلف الفصائل الفلسطينية.
بدأ الدبلوماسيون السوفيت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، إجراء مفاوضات سرية مع إسرائيل لتطبيع العلاقات الدبلوماسية التي استؤنفت عام 1991. وكثف الاتحاد السوفيتي جهوده من أجل التسوية السلمية لمشكلة الشرق الأوسط. وفي عام 1991 انعقد مؤتمر مدريد، وأصبح الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة راعيين للعملية السلمية.
إعادة البناء (البيريسترويكا)
استلم ميخائيل غورباتشوف السلطة في البلاد، 1985 وأعلن عن بدء عملية البيريسترويكا «إعادة البناء» والتي تعني إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية ترمي إلى تكييف الاتحاد السوفيتي ليجاري التغيرات الاقتصادية في العالم وكذلك في منظومة العلاقات الدولية.
ونتيجة لهذه الإصلاحات توترت العلاقات بصورة شديدة بين القوى السياسية التي تدعو إلى الاستمرار في نمط التطور الاشتراكي من جانب وبين القوى والحركات السياسية التي تدعو إلى اعتماد مبادئ النمط الرأسمالي في تطور البلاد اللاحق من جانب آخر، إضافة إلى الصراع بين الطرفين حول مصير الاتحاد السوفيتي في المستقبل، من حيث العلاقة بين الجمهوريات السوفيتية وأجهزة إدارة الدولة. ومع بداية تسعينيات القرن الماضي وصلت عملية «إعادة البناء" إلى طريق مسدود، ولم تتمكن السلطات من إيقاف تفكك الاتحاد السوفيتي.
تفكك الاتحاد السوفيتي (1990-1991)
في أغسطس/آب 1991 حاولت مجموعة من ضباط لجنة أمن الدولة (KGB) القيام بمحاولة انقلابية وعزل ميخائيل غورباتشوف، الذي أصبح رئيسا للاتحاد السوفيتي. ففشلت المحاولة الانقلابية وأصبح تفكك الاتحاد السوفيتي أمرا محتوما. وفي سبتمبر/أيلول 1991 اعترف مجلس الدولة بانفصال جمهوريات البلطيق (استونيا وليتوانيا ولاتفيا) عن الاتحاد السوفيتي.
وفي بداية ديسمبر/كانون الأول عام 1991 وقع رؤساء كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا على وثيقة تفكيك الاتحاد السوفيتي وإنشاء رابطة الدول المستقلة التي انضمت إليها الجمهوريات السوفيتية السابقة باستثناء جمهوريات البلطيق.
انتهى وجود الاتحاد السوفيتي رسميا كدولة في 26 ديسمبر/كانون الأول عام 1991. ونتيجة لذلك تقلصت مساحة روسيا (الدولة الوريثة للاتحاد السوفيتي) بنسبة 24 بالمائة (من 22,4 إلى 17 مليون كيلومتر مربع)، وانخفض عدد السكان بنسبة 49 بالمائة (من 290 إلى 148 مليون نسمة). وبدأ تاريخ روسيا الحديث من يوم 12 يونيو/حزيران عام 1991، حيث أعلنت روسيا في هذا اليوم استقلالها على غرار ما أعلنته الجمهوريات السوفيتية الأخرى.
وانتخب بوريس يلتسين كأول رئيس لروسيا، حيث بقي في هذا المنصب لغاية تنازله عنه في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1999.
بوتين رئيسا لروسيا
بعد تنازل يلتسين، أصبح فلاديمير بوتين يمارس مهام رئيس الدولة مؤقتا إلى أن انتخب في شهر مارس/آذار 2000 رئيسا لروسيا حيث شغل هذا المنصب مدة فترتين انتهتا عام 2008. وبعد انتهاء الفترة الدستورية لرئاسة بوتين انتخب دميتري مدفيديف عام 2008 رئيسا للبلاد لمدة أربع سنوات، وخلال هذه الفترة شغل بوتين منصب رئيس الوزراء.
في شهر مارس/آذار عام 2012 أعيد انتخاب بوتين رئيسا لروسيا لمدة 6 سنوات بدلا من 4 بموجب التعديلات التي أدخلت على دستور الدولة، وتم إعادة انتخابه مجددا في 2018.
بوتين الرئيس الروسي الحالم الطامح يعيد إحياء مجد الاتحاد السوفيتي السابق في نظر مؤيديه، بينما هو في نظر معارضيه مجرد زعيم يقود روسيا مستغلا الثروة النفطية لتحقيق إنجازات يرون معظمها مجرد دعاية سوفيتية قديمة، لكن الأرقام لا تكذب وحقق بوتين أهدافا حقيقية.
على الساحة الدولية، عمل بوتين الذي وصف تفكك الاتحاد السوفيتي بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين"، على ترميم هيبة روسيا في العالم بعدما تدهورت مع سقوط الاتحاد السوفيتي وسنوات الفوضى في عهد يلتسين، بحسب وكالة "فرانس 24".
ولتحقيق ذلك، يتبع نهجا قوامه الصراع الدؤوب والمتعنت والبحث عن مؤشرات الضعف لدى خصمه، وفق ما أوضح بنفسه عام 2013 ردا على روسي طلب منه بذل كل ما بوسعه من أجل "اللحاق (بأمريكا) وتخطيها".
aXA6IDE4LjE5MC4xNjAuNiA=
جزيرة ام اند امز