ندوة التقنيات الذكية في مدن المستقبل بمركز محمد بن راشد للفضاء
مركز محمد بن راشد للفضاء يقدم ورشة عمل بعنوان "حلول هندسية وتقنيات ذكية جديدة لبناء مدن المستقبل"
قدّم فريق عمل قسم الطاقة المستدامة في "مركز محمد بن راشد للفضاء" ورشة عمل بعنوان "حلول هندسية وتقنيات ذكية جديدة لبناء مدن المستقبل" خلال "معرض مدن المستقبل 2017" في دورته الأولى المنعقدة بين 2 و4 أبريل.
وخلال ورشة العمل استعرض الفريق الخصائص الهندسية والتكنولوجية لـ"البيت المستدام المستقل"، الذي يعتمد على عناصر أساسية ترتكز على تقليص استخدام الطاقة، غياب الإنبعاثات الكربونية وتقنيات ذكية، بما يضمن حماية البيئية وصحة الإنسان.
وأكد المهندس عبدالله أهلي، مدير برامج الطاقة المستدامة في "مركز محمد بن راشد للفضاء" ان ""البيت المستدام المستقبل" يرسم مفهوم جديد للبيوت المستدامة لمدن المستقبل وذلك لإلتزامه معايير الإستدامة، الحفاظ على البيئة، بالإضافة الى تقديمه نموذج جديد من حيث نظام العزل، تقنيات ميكانيكية لفلترة الهواء واخرى الذكية لإدارة البيت"، مشيراً الى ان "البيت يجسد الخطط والإستراتيجيات الوطنية الرامية إلى تفعيل استخدام التقنيات الخضراء والذكية".
ولفت أهلي إلى أن "ما يميّز "البيت المستدام المستقل" في "مركز محمد بن راشد للفضاء" ليس فقط المميزات والمواصفات التقنية والهندسية، إنما احتوائه على معايير تضمن حياة صحية ومريحة للإنسان الذي يقطنه، ومن أبرزها الارتياح الحراري، درجة الحرارة الثابتة التي تتراوح بين 22- و25 درجة مئوية في جميع الفصول والأوقات، الرطوبة، سرعة الهواء، الإنارة والضجيج، بالإضافة الى منع تكثف الرطوبة، عدم تكون العفن وتواجد الجراثيم والغبار والأتربة".
وشدد أهلي على ان "الإعتماد على هذا النموذج الجديد من البيوت المستدامة سيساهم في تقليص البصمة الكربونية بشكل كبير جدًا".
ومن جانب آخر، أوضح المهندس محمد بن نشوق، مهندس أول، برامج الطاقة المستدامة في "مركز محمد بن راشد للفضاء" ان الحلول والهندسية والتقنية الذكية المستعملة في البيت المتمثلة في تقنية التبريد بالمياه المبردة وتقنية العزل التام للهواء والحرارة في الإتجاهين، بالإضافة الى نظام التهوية الميكانيكي تساهم في تقليص أستهلاك الطاقة بنسبة 75 % مقارنة بالبيت العادي الذي يعتمد على المكيف الكهربائي"، مشيراً إلى "أن نظام الإدارة والتحكم الذكي يعمل بشكل تلقائي ويتفاعل مع أي متغيرات خارج جدران البيت من حيث درجة الحرارة ونسبة الرطوبة".
وأكد بن نشوق أن "جميع المواد المستخدمة في هيكل البيت هي من الخشب الطبيعي المعالج الصديق للبيئة"، مشددًا على أن "المصدر الوحيد للطاقة هو الطاقة الشمسية، إذ انه يعمل بشكل مستقل عن الشبكة العامة، لا بل يمكن ان يكون مُصّدر للطاقة الكهربائية".
وفي سياق آخر، لفتت المهندسة شيخة الفلاسي، مهندس، برامج الطاقة المستدامة في "مركز محمد بن راشد للفضاء" إلى أن "البيت المستدام المستقل" انطلاقًا من إعتماده على نظام العزل في الجدران والأرضية والأسقف، فهو يمنع إمتصاص الحرارة"، مشيرة إلى "عدم إستعمال المواد الموّصلة للحرارة في النوافذ، الجسور والأعمدة الحديدية التي تمتص الحرارة او تسرّب الطاقة".
وحول زجاج النوافذ، أوضحت الفلاسي انه مكون من ثلاث طبقات زجاجية (تربل جليز)، تحتوي على غاز الكريبتون".
ومن ناحية اخرى، أشارت الفلاسي إلى أن "تحديد الإتجاه الأنسب للبيت يعتمد على حركة الشمس، بما يوفر أكبر نسبة إمتصاص ممكنة للخلايا الشمسية المتواجدة على سطحه".
وتجدر الإشارة إلى أن "البيت المستدام المستقل" في "مركز محمد بن راشد للفضاء" أول بيت مستدام مستقل من نوعه يعمل في المناخ الحار والرطب معتمد من قبل "معهد باسيف هاوس" في ألمانيا. ومن جانب آخر، نفّذ المركز هذا المشروع انطلاقًا من كونه جهة متخصصة، بإجراء الأبحاث العلمية والتقنية في الدولة، بالإضافة إلى التقاطع والتشابه في التقنيات والأجهزة والمفاهيم التي تستخدم في مشاريع الأقمار الصناعية والمهمات الفضائية من حيث إنتاج وحفظ وتخزين الطاقة وكفاءة إستهلاكها.