رمضان إسبانيا.. "الهريسة" حلو المسلمين.. والشموع تضيء إشبيلية
إسبانيا هي بوابة الإسلام في أوروبا، لأنها من أكبر البلاد التي تضم مهاجرين مسلمين، حيث يعيش في العاصمة مدريد فقط 150 ألف مسلم.
إسبانيا هي بوابة الإسلام في أوروبا، لأنها من أكبر البلاد التي تضم مهاجرين مسلمين، حيث يعيش في العاصمة مدريد فقط 150 ألف مسلم.
علاوة على أن قرطبة عاصمة المسلمين في أوروبا. لذلك ليس من الغريب أن تعطي الحكومة الإسبانية بعض الامتيازات للعاملين منهم.
وفي عام 1992، تم التوصل إلى اتفاقية تعاون بين الدولة الإسبانية والمفوضية الإسلامية الإسبانية، وتم التصديق عليها كقانون في نفس العام. وبموجب هذه الاتفاقية يحق لأعضاء المجتمعات الإسلامية التابعة للمفوضية الإسلامية الإسبانية أخذ استراحة عمل من الساعة 1 ظهراً وحتى 4.20 عصراً، أيام الجمعة لأداء فريضة صلاة الجمعة، فضلاً عن إمكانية مغادرتهم العمل قبل ساعة من غروب الشمس خلال شهر رمضان.
يبلغ عدد المساجد في إسبانيا حوالى 300 مسجد ومصلى منها 3 في العاصمة مدريد، وهي من أكبر المساجد حجماً ونشاطاً دينياً وثقافياً واجتماعياً.
ويحرص مسلمو إسبانيا في شهر رمضان على التواجد في المركز الثقافي الإسلامي في مدريد والمساجد المنتشرة عبر المناطق الإسلامية لأداء الصلوات خصوصاً التروايح والمشاركة في الأنشطة الدينية، حيث يعتبر رمضان عاملاً مهماً لإعادة وحدة المجتمع الإسباني. ويتجمعون بعد صلاة العشاء لتلاوة القرآن الكريم، ليذكّر الشهر الكريم المسلمين الإسبان بأمجاد وذكريات الأجداد في الأندلس.
وبصفة دائمة، يقوم المركز الثقافي الإسلامي بإعداد 500 وجبة إفطار يومياً، كما ينظم دروساً في اللغة العربية ومناقشات لآيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وعلوم الشريعة وتصحيح التلاوة، خلال الشهر الكريم.
وتشجع العديد من المؤسسات والمراكز الإسبانية على الاحتفال بشهر رمضان وعلى رأسها "المركز الإسباني المغربي". ومن مظاهر هذه الاحتفالات وجود محاضرات عن الفن الإسلامي والعادات والتقاليد الإسلامية والصيام.
فضلاً عن "الدار العربية" في إسبانيا التي تنظم منذ عام 2011 الليالي الرمضانية، التي تحتفل بها العديد من المدن الإسبانية، مثل مدريد ولاس بالماس، والتي يعرض فيها جميع مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك.
وفي نشاط خيري يقوم بعض الموظفين والتجار من المسلمين بمدينة تيراسا بالتنسيق مع اتحاد الجاليات الإسلامية بكتالونيا بمبادرة لإعداد الإفطار خلال شهر رمضان، ويتم عقد اجتماعات المنظمين للمبادرة وعرض الأفكار والبحث عن الموارد وغيرها من الأمور التنظيمية.
ويحظى الاحتفال في رمضان بأهمية خاصة في جميع المدن الإسبانية مثل مدريد وبرشلونة وكتالونيا، حيث تقطن العديد من المجتمعات الإسلامية. ويجتمع المسلمون هناك لتناول الإفطار، ويقومون بتنظيم لقاءات اجتماعية في المساجد.
ووفقاً لأحدث الإحصاءات يجتمع ما يزيد عن 9 آلاف مسلم في مساجد مدريد في أول أيام رمضان لتناول الإفطار التي قامت السيدات بتحضيره في منازلهن. وبعد الانتهاء من تناول الإفطار، يصبح المسجد مكاناً للاحتفال، حيث يحرص المسلمون في إسبانيا على تناول "الهريسة" والتمر كأطباق حلوة بعد الإفطار.
ومن العادات الرائعة المرتبطة برمضان في إشبيلية، حرص المسلمين على استقبال ليلة القدر بإشعال الشموع.
وفي كتالونيا، يبذل المجتمع الإسلامي قصارى جهده لتوفير أماكن أكثر للصلاة خلال شهر رمضان، نظراً لقلة عدد المساجد التي تكتظ بالمسلمين في هذا الشهر على نحو خاص، حرصاً على صلاة الجماعة والالتقاء بالمسلمين الآخرين.