كمبودي مبتور اليدين يصل برسوماته إلى العالمية
مورن شير تعرض في سن العشرين لصعقة تيار كهربائي في ورشة بناء وأصيبت يداه بالغرغرينا ما استدعى بترهما عند مستوى الكوع.
يعاني مورن شير منذ بترت يداه قبل عقد من الزمن من العزلة الاجتماعية والفرص الضائعة وهو يعبّر عن كل ذلك من خلال أعمال فنية تضيء على معاناة أصحاب الهمم في كمبوديا، واستطاع أن يصل بأعماله إلى العالمية ويعرضها في الولايات المتحدة وفرنسا.
ففي سن العشرين صعقه التيار الكهربائي في ورشة بناء وأصيبت يداه بالغرغرينا ما استدعى بترهما عند مستوى الكوع.
ويروي شير الصدمة التي أصيب بها عندما استفاق من العملية "شعرت بالاكتئاب من دون أن أعرف ما بإمكاني أن أفعل لأعيل عائلتي".
وبعد عشر سنوات على الحادث، وجد شير مكانا في جماعة فنانين في سييم ريب حيث هو متخصص في تقنية "لينوكت" للطباعة النقشية بالألوان التي نادرا ما تستخدم في كمبوديا.
وتدير مجموعة "أوبن استوديو كمبوديا" عدة فنانين معاصرين يبيعون أعمالهم في محترف واسع في قلب هذه المدينة المشهورة بمعبد "أنغكور وات".
ويثبت مورن شير بين يديه المبتورتين قلما لينجز رسما تمهيديا ومن ثم أدوات صغيرة تسمح له بالعمل على اللوح الذي سينقشه. ومن ثم يستخدم أسطوانة تحبير لنقل الصورة إلى الورق.
ويقول: "غالبية أعمالي الفنية تتعلق بما عشته، مشيرا إلى عمل يظهره جالسا في أرجوحة معلقة فيما أشخاص آخرون يتوجعون مشيا إلى المعبد".
ويتذكر شير هذه الحادثة التي تجاهله فيها أصدقاؤه وسمعهم يتهامسون "لا تعرضوا عليه المجيء معنا فهو معوق وهذا أمر محرج".
ويعتبر شير أن ابتعاد أقرانه الذين كان يعدهم أصدقاء كان الأصعب. إلا أن الفرج أتى في عام 2015 عندما اختير للمشاركة في برنامج تدريبي على الرقص المعاصر والرسم واستخدام الكمبيوتر واللغة الإنجليزية.
وشكل العمل مع "اوبن استوديو كمبوديا" عام 2018 خطوة طبيعية إذ ساهمت في استخدامه الفن ليظهر للرأي العام أن المعوقين أشخاص قادرون على العطاء.
ويؤكد شير: "بعض الأشخاص الذين كانوا ينظرون إلي بفوقية في الماضي عادوا ليكلموني بلطف"، مضيفا أن أعماله الفنية عرضت في الولايات المتحدة وفرنسا.
لكن الآن مع اضطرار مليارات الأشخاص إلى ملازمة منازلهم بسبب جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، عاد شبح العزلة الاجتماعية التي عانها بعيد فقدانه ليديه لتراوده.
ويقول من منزله في مقاطعة كامبوت التي عاد إليها بعد إغلاق المحترف موقتا "آمل أن نتجاوز" هذه الأزمة "فإن عجزت عن إنجاز أعمالي الفنية فلا أعرف ما عساني أفعل".