حقيقة علمية.. يوجد عناكب تعيش على وجهك لكنك لا تراها

هل تتخيل أن نوعا من العناكب يعيش على وجهك دون أن تدري أو تشعر به ؟ قبل أن تتحسس وجهك بحثا عنه، فهو لا يرى بالعين المجردة.
ويعرف هذا النوع من العناكب باسم "عث الرموش"، وكل شخص بالغ على قيد الحياة تقريبًا يعيش على وجهه هذه المخلوقات، وهي شفافة صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، إذ يبلغ طولها حوالي 0.3 ملم .
وتقول ميشيل تراوتوين، عالمة الحشرات في أكاديمية كاليفورنيا للعلوم في سان فرانسيسكو، والتي عملت على هذه الحشرات: "تبدو وكأنها نوع من الديدان الصغيرة القصيرة، لكنها ليست ديدانًا على الإطلاق، إنها في الواقع عنكبوتيات - مرتبطة بالقراد".
وتدرس تراوتوين علاقة البشر بهذه الكائنات المجهرية من خلال النظر في حمضهم النووي، حيث تشير النتائج التي توصلت إليها إلى أن الناس في أجزاء مختلفة من العالم لديهم عث وجه مختلف.
وتقول في تقرير نشره موقع الإذاعة الوطنية العامة العامة في الولايات المتحدة (npr): "إنهم يروون قصة أسلافك والهجرة البشرية القديمة".
وللعثور على هذه العناكب المجهرية، تستخدم تراوتوين ملعقة صغيرة وتكشطها عبر الأجزاء الدهنية من وجه شخص ما، وبمجرد جمع العينات تأخذها إلى المختبر لفحص الجينات.
واختبرت تراوتوين أكثر من 2000 شخص، بما في ذلك السياح من جميع أنحاء العالم، وعثرت على دليل الحمض النووي لعث الوجه على كل واحد منهم.
وتضيف: "لا أحد يشعر بسعادة غامرة من الفكرة الأولية القائلة بوجود العناكب على وجوههم، لكن الناس غالبًا ما يكونون فضوليين، حتى في حالة اشمئزازهم".
ولكن كيف يمكن لهذه المخلوقات أن تعيش على الكثير من الناس ولا تزال تمر دون أن يلاحظها أحد؟
الإجابة أن جلدنا مغطى في الغالب بطبقة رقيقة تسمى الشعر الزغبي، مع بعض الاستثناءات البارزة مثل راحة أيدينا وأقدامنا، وينمو جذع كل من تلك الشعيرات الدقيقة من بصيلاتها.
ويقضي عث الوجه أيامه الأولى داخل بصيلات شعرك، مستقرة على جذع الشعرة، ويأكلون الدهون، الزيت الدهني الذي تصنعه بشرتك لحماية نفسها ومنعها من الجفاف، وهذا هو السبب في أن الأجزاء الأكثر دهنية في جسمك، مثل حول العينين والأنف والفم، تحتوي على الأرجح على تركيز أعلى من العث مقارنة بالمناطق الأخرى.
ويعيش العث لمدة أسبوعين تقريبًا، وتقضي معظم أوقاتها محبوسة داخل المسام، لكن أثناء نوم الناس، يزحفون إلى سطح الجلد للتزاوج ثم يعودون لوضع بيضهم.
نظرًا لأنها تعيش داخل مسامك، لا يمكنك فركها بالغسيل، ومن المستحيل التخلص من كل عث وجهك.
ولعزلها من الوجه تضع تراوتوين الغراء على شريحة مجهر زجاجي وتلصقها على جبين الشخص، ثم تقوم بتقشيره ببطء، وتنظر تحت المجهر بحثًا عن عث عالق في البصيلات التي تبرز من طبقة الجلد الرقيقة التي تم تقشيرها".
ويبدو أن جهاز المناعة لدينا قادر على التحكم في أعدادها، لكن قد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل مع العث.
ويقول كندي شينكاي، طبيب الأمراض الجلدية بجامعة كاليفورنيا: "عندما تخبر المرضى أنهم مصابون بعث الوجه، فإنهم يفزعون قبل كل شيء".
ويعالج شينكاي أحيانا المرضى الذين يعانون من كثرة عث الوجه مما يؤدي إلى حالة تسمى "داء الدويدي"، وهو نوع من اللمعان الأبيض على الجلد، وإذا نظرت عن كثب يمكنك أن ترى أنه يخرج من كل مسام، وإذا كشطت تلك المسام يمكنك أن تعزل القليل من عث الوجه.
وهذه الحالة نادرة نسبيًا وغالبًا ما تكون مرتبطة بتدهور جهاز المناعة، مثل تلقي الأدوية المثبطة للمناعة بعد جراحة الزرع أو العلاج الكيميائي أو أمراض نقص المناعة مثل الإيدز.
ويمكن أيضا أن يحدث داء الدويدي عن طريق التثبيط الموضعي لجهاز المناعة، مثل استخدام كريم الهيدروكورتيزون العلاج الحكة على الوجه.
aXA6IDE4LjExNy4xNzQuNDMg جزيرة ام اند امز