ببساطة | هذا ما نحتاج معرفته عن اجتماعات الربيع 2024 في واشنطن
تنطلق اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين اليوم الإثنين 15 أبريل/نيسان لتحقيق هدفين أولهما دعم الدول في مكافحة تغير المناخ.
وثاني تلك الأهداف هو مساعدة الدول ذات أعلى معدلات ديون في العالم.
ومن المتوقع أن تجمع الاجتماعات محافظي البنوك المركزية مع وزراء المالية والتنمية، إضافة إلى الأكاديميين وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني، لمناقشة وضع الاقتصاد العالمي. وستتزامن هذه الاجتماعات مع إصدار صندوق النقد الدولي لتقريره المحدث حول آفاق الاقتصاد العالمي.
عام مميز وذكرى خاصة
وستحظى اجتماعات الربيع هذا العام بمكانة خاصة، حيث يصادف أن عام 2024 الذكرى الثمانين لتأسيس المؤسستين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
ففي عام 1944، خلال مؤتمر بريتون وودز، تم تأسيسهما حيث كانت الدول المتحالفة تسعى لإنشاء نظام مالي دولي جديد بعد الحرب العالمية الثانية التي كانت لا تزال مستمرة.
في ذلك الوقت، كانت التحديات المالية كبيرة، حيث كانت هناك حاجة لإعادة إعمار مساحات واسعة من آسيا وأوروبا.
وبالنظر إلى الواقع الحالي، يتضح أن المشاكل ليست أقل تعقيدًا، خاصة مع بحث البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عن نهج جديد للتعامل مع تغير المناخ.
وفي تصريحات تناقلتها مصادر أجنبية منها "سي إن بي سي"، أشار أجاي بانجا، رئيس البنك الدولي، خلال مؤتمر صحفي إلى وجود أزمة مناخية، ومشاكل في الديون، وانعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى الأوبئة، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تسريع الوصول إلى مصادر الهواء النظيف والمياه والطاقة.
وأوضح أن البنك لا يمكنه محاربة الفقر دون توسيع رؤيته لتحقيق تأثير أوسع، مضيفًا أن البنك يتخذ إجراءات لزيادة نطاق عمله بهدف "خلق عالم خالٍ من الفقر على كوكب يمكن العيش فيه".
ويظل التركيز الرئيسي على توفير التمويل اللازم لدعم انتقال البلدان إلى مستقبل طاقة منخفض الكربون والتحضير لتأثيرات تغير المناخ.
وذكر "بانجا" في تصريحاته أن تريليونات الدولارات مطلوبة لتحقيق هذا الهدف، وأن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد أكدا أنهما لا يمكنهما توفير جميع الموارد المطلوبة بمفردهما.
تحدٍّ حقيقي
تأخذ مسألة الديون حيزاً كبيراً في مناقشات الاجتماعات هذا العام، حيث تبرز كتحدٍّ كبير تواجهه المؤسستان، بعد أن توقفت المفاوضات بين الدائنين والدول المدينة في العديد من الحالات التي رصدت حول العالم، ما أدى إلى تأجيل تنفيذ خطط مساعدات صندوق النقد الدولي وإطلاق التمويل.
وستكون هذه القضية محور اهتمام خاص في اجتماع المائدة المستديرة العالمية للديون السيادية الذي سيعقد يوم الأربعاء، حيث يجمع المؤسسات المالية وممثلي الدائنين الثنائيين والخاصين الرئيسيين والدول المدينة.
وتتزايد الحاجة الملحة لهذه القضية نتيجة تأثير رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى، مثل البنك الفيدرالي الأميركي أو البنك المركزي الأوروبي، على الديون.
ذلك في الوقت نفسه الذي يحاول به محافظو البنوك المركزية مواجهة التضخم في الفترة التي تلت الجائحة من خلال رفع أسعار الفائدة، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في تكاليف الديون على البلدان التي تستدين.
ومن المتوقع أن تشهد هذه السنة أول انخفاضات في أسعار الفائدة منذ فترة طويلة، لكن من المحتمل أن تظل أسعار الفائدة على المدى الطويل أعلى مما كانت عليه في العقد الماضي.
ويمثل هذا تحدياً إضافياً للحكومات التي تنفق أكثر من ثلث إيراداتها فقط لسداد فوائد الديون.
أجندة لأبرز الفعاليات باجتماعات هذا العام
ونشرت المواقع الرسمية لكل من صندوق النقد والبنك الدوليين، تواريخ وتوقيتات الفعاليات التي ستشهدها اجتماعات الربيع لهذا العام.
وفيما يخص فعاليات اجتماعات صندوق النقد، فإنها تنطلق اليوم 15 أبريل، بحدث الحصول على شهادة ISO 20121 بحضور المدير العام لصندوق النقد الدولي.
وحدث آخر يقام اليوم تحت عنوان (الركن التحليلي: بناء القوى العاملة في المستقبل: التعليم والعائد الديموغرافي لأفريقيا).
وبالنسبة لفعاليات اجتماعات البنك الدولي، فتشهد فعالية بعنوان "تمكين أفريقيا: ما الذي يتطلبه تحقيق الوصول الشامل إلى الطاقة؟" تقام بتاريخ 17 أبريل.
وفاعلية أخرى بعنوان (تحويل التحديات إلى عمل: توسيع التغطية الصحية للجميع)، تقام بتاريخ 18 أبريل الجاري.
أبرز المشاركين
ويأتي ضمن الأسماء البارزة المشاركة في الاجتماعات هذا العام، كل من أجاي بانجا، رئيس البنك الدولي، وتيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
ويشارك كل من جوان كارتر المديرة التنفيذية لشركة "ريزالتس"، ومحمد علي بات وزير الصحة النيجيري، ووزير الاقتصاد الياباني شونيتشي سوزوكي.