قبل ساعات من استقالته.. أين رئيس سريلانكا؟
أعلن مسؤولون في سريلانكا أن الرئيس نقل إلى قاعدة عسكرية قريبة من المطار الدولي، الإثنين، ما يثير التكهنات عن احتمال توجهه للمنفى.
وكان الرئيس غوتابايا راجابكسا فر من القصر الرئاسي في كولومبو بمواكبة أمنية من سلاح البحرية السبت، قبل وقت قصير على قيام آلاف المحتجين باقتحام المجمع الرئاسي.
وبعد ساعات، أعلن رئيس البرلمان أن راجابكسا سيستقيل الأربعاء لإفساح المجال أمام "انتقال سلمي للسلطة".
وكان الرئيس البالغ 73 عاما لجأ إلى منشأة تابعة للبحرية، بحسب مسؤول كبير في الدفاع لوكالة فرانس برس، قبل أن يُنقل إلى قاعدة كاتوناياكي، التي تتقاسم سياجا مشتركا مع مطار بندرنايكي الدولي.
وقال المسؤول إن راجابكسا "أُعيد مع حاشيته جوا إلى كولومبو على متن مروحيتين طراز بيل-412".
ولم يصدر بيان رسمي عن مكتب الرئيس بشأن مكان وجوده، لكن تقارير عدة لوسائل الإعلام المحلية تكهنت باحتمال توجهه إلى دبي في وقت لاحق الإثنين.
وكان مكتب رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ ذكر أن راجابكسا أبلغه رسميا بنيته الاستقالة من دون تحديد موعد لذلك.
في وقت سابق الإثنين، سلّم متظاهرون محكمة سريلانكية ملايين الروبيات التي تركها راجابكسا عندما فر من مقر إقامته الرسمي، وفق ما أعلنت الشرطة.
وذكرت مصادر رسمية أنه تم العثور على حقيبة مليئة بالوثائق في المنزل الفخم.
وانتقل راجابكسا للسكن في المبنى الذي شُيّد قبل 200 عام بعدما أجبر على الفرار من منزله الخاص في 31 مارس/ آذار جراء محاولة متظاهرين اقتحامه.
وفي حال استقالة راجابكسا، سيتولى ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائيا، إلى حين انتخاب البرلمان نائبا يكمل الولاية التي تنتهي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
لكن ويكرمسينغ أعلن بنفسه رغبته في التنحي إذا تم التوافق على تشكيل حكومة وحدة.
ويمكن لعملية تسمية خليفة له أن تستمر لفترة تتراوح بين ثلاثة أيام (وهو أقل مدة ممكنة لالتئام البرلمان) و30 يوما كحدّ أقصى يسمح بها بموجب النظام الأساسي.
ويجري حزب المعارضة الرئيسي "سماغي جانا بالاويغايا" (SJB) محادثات مع مجموعات سياسية أصغر الاثنين لضمان الدعم لزعيمه ساجيت بريماداسا.
وقال مسؤول في الحزب إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع منشقين من حزب راجابكسا (SLPP) لدعم بريماداسا (55 عاما)، الذي خسر في الانتخابات الرئاسية عام 2019.
وبريماداسا هو نجل الرئيس السابق راناسينغ بريماداسا، الذي اغتيل في تفجير انتحاري لمتمردي التاميل في مايو/ أيار 1993.
ومن بين المرشحين أيضا لتولي رئاسة الوزراء وزير الإعلام السابق دولاس ألاهابيروما (63 عاما) والذي كان مواليا لراجابكسا، وفق ما أفاد نائب في حزب SJB يشارك في المحادثات فرانس برس.
واستقال خمسة وزراء نهاية الأسبوع بينما أفاد مكتب ويكرمسينغ بأن الحكومة اتفقت الإثنين على تقديم استقالة جماعية فور التوصل إلى اتفاق على "حكومة من كافة الأحزاب".
والاثنين، اصطفت أعداد كبيرة من الناس أمام القصر الرئاسي سعيا لدخوله، وتجاوز طول صفوف الانتظار، الطوابير الممتدة أمام محطات الوقود في المدينة.
وأكد المتظاهرون أنهم لن يغادروا إلا عندما يستقيل راجابكسا رسميا.
وينظم المتظاهرون اعتصامات خارج مكتب الرئيس منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالته على خلفية الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد.
ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية.
وتولى ويكرمسينغ، وهو نائب معارض، رئاسة الوزراء في أيار/مايو في محاولة لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، لتكون هذه سادس مرة يعيّن فيها في المنصب.
وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في أبريل/ نيسان وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز