كيف أنقذت العناية الإلهية المئات من انتحاري "مذبحة الفصح"؟
الانتحاري كان يخطط لتفجير كنيسة صبيحة يوم الفصح الدامي، لكنه اكتشف أن القداس انتهى بالفعل.
لحظة وصول الانتحاري محمد نصار محمد عزار إلى كنيسة كان يخطط لتفجيرها صبيحة يوم "الفصح الدامي" في سريلانكا، اكتشف أن قداس "الفصح" انتهى بالفعل، لأنه بدأ مبكرا، وهكذا أنقذت العناية الإلهية مئات الأبرياء.
مستذكرا تلك الواقعة، قال الأسقف جوزيف بوننياه من كاتدرائية "القديسة ماري" في باتيكالوا شرقي سريلانكا، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "لقد جاء (الانتحاري) في السيارة حوالي الساعة 8:30 صباحا، وأخبروه أن القداس انتهى الآن، ثم ذهب إلى الكنيسة التالية".
- "وول ستريت جورنال": أحد إرهابيي سريلانكا تدرب في سوريا مع "داعش"
- شرطة سريلانكا تحذر من هجمات إرهابية على جسور كولومبو
ووفقا للشبكة الأمريكية، أنقذ اختلاط التوقيت حياة مئات الأشخاص داخل كنيسة القديسة ماري، الذين كانوا قد عادوا بالفعل إلى ديارهم بحلول الوقت الذي دخل فيه عزار من بوابات الكنيسة، عازما قتل كل من داخلها.
لكن لسوء الحظ، كان خطؤه كارثيا بالنسبة للرعايا الإنجيليين في كنيسة "صهيون" القريبة، حيث ذهب إلى هناك لاحقا.
وأظهرت لقطات كاميرات مراقبة حصلت عليها "سي إن إن" أن عزار كان يسير في طريقه إلى الكنيسة في الساعة 8:51 صباحا، وهو يرتدي قميصا ورديا وسروالا رياضيا، ويحمل حقيبة ظهر زرقاء ثقيلة.
وكان هذا هو نفس الأسلوب الذي استخدمه الانتحاريون الآخرون الذين نفذوا هجمات منسقة، صباح الأحد، في جميع أنحاء سريلانكا، أعقبها تفجير قنبلتين أخريين في وقت لاحق من اليوم، ما أسفر عن مقتل 253 شخصا في الهجمات التي تبناها تنظيم "داعش" الإرهابي.
رفض الدخول
داخل كنيسة "صهيون"، كان العشرات من الأطفال قد أنهوا للتو يوم الأحد في المدرسة، حيث أظهرت لقطات فيديو نشرت لاحقا، أنهم كانوا يصلون ويغنون في دوائر قبل لحظات من الهجوم.
بعد انتهاء المدرسة، تجول بعض الأطفال في الخارج للاستمتاع بوجبة الإفطار خلال فترة الاستراحة القصيرة قبل أن يبدأ القداس الرئيسي في الساعة 9 صباحا.
اقترب عزار من مدخل الكنيسة، عازما على دخول المبنى لإلحاق أكبر ضرر، لكن تم إحباط مخططاته للمرة الثانية، حيث أوقفه اثنان من مسؤولي الكنيسة، هما راميش راجو وراسالينجام ساسيكومار، قبل أن يدخل من الباب.
وقال راجيفكاران فيمالاريتنام، وهو فني صوت في الكنيسة يبلغ من العمر 38 عاما: "كان راميش وساسي يحاولان منعه من دخول الكنيسة، يبدو أنهما رفضا الإذن له بدخول الكنيسة وطلبا منه المغادرة".
وأشار فيمالاريتنام إلى أن عزار أُوقف لأنه بدا مثيرا للريبة.
وتابع: "رأيت رجلا يقف هناك ومعه حقيبتان يرتدي قبعة وقميصاً وقبعة، طريقة لبسه القبعة، والحقيبة كانت غير مناسبة للمكان، لا أحد يأتي إلى الكنيسة على هذا النحو، بدا وكأنه ذاهب إلى حدث رياضي".
ولفتت إلى أنه عندما سئل لماذا كان يحمل حقيبة كبيرة، أجاب عزار أنه يريد تصوير قداس الكنيسة، وقال المسؤولون إنهم سيحتاجون للحصول على تصريح من القس، وبينما كانت المناقشة جارية، سار فيمالاريتنام داخل الكنيسة، التي قال إنها تضم بالفعل حوالي 500 شخص جالسين في المقاعد.
عندئذ قرر عازار على ما يبدو أن يقلل من خسائره ويفجير قنبلته في الخارج، حيث كان الأطفال الذين أنهوا للتو يوم الأحد بالمدرسة يتجمعون، وهكذا قتل 29 شخصا، بمن فيهم الرجلان اللذان منعاه من الدخول، راجو وساسيكومار، اللذان أشيد بهما الآن باعتبارهما بطلين لإنقاذ أرواح العديد من الآخرين.
وقال فيمالاريتنام: "إذا كان قد دخل إلى الداخل وشق طريقه إلى المركز، لكنت قد توفيت أيضًا، وكان عدد الضحايا سيصل إلى 200 إلى 300 شخص".
aXA6IDMuMTQ1LjExNS4xMzkg
جزيرة ام اند امز