على خطى ترامب.. ستارمر يبحث عن «ماغا» بريطانية

يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتخذ من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نموذجا سياسيا.

ونقل موقع "بوليتيكو" الأمريكي عن مورجان ماكسويني مساعد ستارمر الرئيسي قوله إن حزب العمال يجب أن يؤكد على نجاحاته "الوطنية" السابقة في عهد رئيسي الوزراء السابقين توني بلير وجوردون براون، ويجب على ستارمر أن يثبت أن "حزب العمال هو الحزب الذي لديه خطة لجعل بريطانيا عظيمة مرة أخرى".

• بعد عودة ترامب.. هل يستطيع كير ستارمر إنقاذ العالم؟

وكان "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" المعروف اختصارا باسم "ماغا" هو الشعار الرئيسي لحملة دونالد ترامب الانتخابية التي أعادته إلى البيت الأبيض.

ويركز فريق ستارمر على مجموعة أساسية من الناخبين الوطنيين من الطبقة العاملة الذين يتمتعون بخصائص مماثلة للمجموعة السكانية التي رجحت كفة الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ويرى فريق ستارمر أن الحزب الديمقراطي الأمريكي بحاجة إلى استراتيجية مماثلة لتجاوز هزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وقالت ديبورا ماتينسون، مديرة استراتيجية ستارمر في الفترة التي سبقت الانتخابات البريطانية في يوليو/تموز الماضي: "الدروس المستفادة هي: تحديد من تريد التحدث إليه، وتحديد ما يهتمون به وعدم التحدث عن أي شيء آخر. ستكون هناك حاجة إلى إعادة ضبط كبيرة للديمقراطيين في أمريكا".

عندما تولى ستارمر زعامة حزب العمال في عام 2020، كان حزبه في حالة من الإحباط الشديد، جراء تحقيق أسوأ نتيجة له منذ أكثر من 80 عامًا على يد حزب المحافظين بقيادة بوريس جونسون في انتخابات ديسمبر 2019.

ودفعت سلسلة من نتائج الانتخابات الفرعية المحلية والبرلمانية السيئة ستارمر نفسه إلى حد الاستقالة في عام 2021.

وفي ذلك الوقت تقريبًا، وضع مساعده الرئيسي ماكسويني خطة لاستعادة ثقة الناخبين من الطبقة العاملة المؤيدين للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي والذين تخلوا عن حزب العمال لصالح حزب المحافظين بقيادة جونسون، وفقًا لكتاب جديد بعنوان "الانهيار الأرضي: القصة الداخلية لانتخابات 2024".

وكتب ماكسويني، الذي يشغل الآن منصب كبير موظفي رئيس الوزراء، مذكرة بعنوان "حزب العمال من أجل البلاد" حدد فيها كيف ينبغي لحزب العمال أن يستجيب للهزائم الثقيلة التي عانى منها الحزب في الانتخابات المحلية لعام 2021، وفقًا للكتاب.

وفي المذكرة، قال ماكسويني إن حزب العمال لن يقنع الناخبين المترددين حتى "يُظهر ستارمر أنه سمعهم وحكمهم الواضح والمتكرر" على حزبه.

وقد تبنى ستارمر مخطط ماكسويني ووضعه موضع التنفيذ في الأسابيع والأشهر التي تلت ذلك.

في خطاب حاسم ألقاه في مؤتمر سابق لحزب العمال سلط جونسون الضوء على أهمية الفخر الوطني، قائلاً لجمهوره: "هنا في قاعة المؤتمر هذه، نحن وطنيون".

وأشاد بـ "الرجال والنساء البريطانيين العظماء" الذين يخدمون في القوات المسلحة، واستخدم عبارات مثل "البريطانيون العظماء"، و"يجعلون هذا البلد عظيماً"، و"أعظم من بريطانيا".

وفي صيف عام 2024، حقق حزب العمال بزعامة ستارمر فوزًا ساحقًا في الانتخابات، بعد 14 عامًا من الغياب.

ويمكن القول إن الجمهوريين وحزب العمال أدركوا أن طريقهم إلى السلطة يمر عبر المناطق الصناعية السابقة والناخبين الوطنيين من الطبقة العاملة المحبطين الذين شعروا أن النخب السياسية تخلفت عنهم.

وقالت ماتينسون "إن هذا هو ما يتعين على الديمقراطيين الأميركيين الانتباه إليه الآن".

وتطرقت ماتينسون إلى السباق الرئاسي الأمريكي قائلة: "كانت هذه انتخابات تغيير، وفاز بها من كان قادرًا على إحداث التغيير الذي أراده الناس".

واعتبرت أن هزيمة الديمقراطيين كانت بمثابة تحذير لحزب العمال، وقالت: "إذا لم تتمكنوا من تطبيق سياسات هذا الحق في الحكومة، فلن يعود الناخبون وينتخبونكم لولاية ثانية".