«لغة ترامب».. درس ستارمر لزيلينسكي لتفادي «كارثة»

تخشى أوروبا أن تتحول زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن غدا إلى كارثة جديدة، لذا حرص حلفاؤه على تهيئته للقاء ترامب.
وفي فبراير/شباط الماضي، واجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "كارثة دبلوماسية" في البيت الأبيض حين تعرض لوابل من الانتقادات العلنية الحادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه.
هذا المشهد أثار حالة من القلق والإحباط في داونينغ ستريت خاصة وأنه جاء بعد يوم من "انتصار دبلوماسي" حققه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقائه مع ترامب.
نجاح ستارمر جاء كنتيجة لأسابيع من التحضير الدقيق لكيفية التعامل مع ترامب من خلال جرعة مدروسة من الإطراء مع إيصال الرسائل البريطانية الأساسية.
ودفع التباين بين الاجتماعين فريق ستارمر للاعتراف بأنهم قصّروا في تحضير زيلينسكي كما فعلوا مع رئيس الوزراء البريطاني. ومنذ ذلك الحين، تبنّت الدول الأوروبية، وعلى رأسها بريطانيا، نهجًا جديدًا وهو تعليم زيلينسكي كيفية "التحدث بلغة ترامب".
ووفقا لصحيفة "تلغراف" البريطانية، فإن الدرس الأول يكمن في بدء زيلينسكي اجتماعاته مع المسؤولين الأمريكيين بشكر صريح على الدعم الأمريكي، وذلك في استجابة مباشرة لما طالب به نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في فبراير/شباط الماضي.
ولعب جوناثان باول، كبير موظفي رئيس الوزراء السابق توني بلير سابقًا والمستشار الأمني لستارمر، دورًا محوريًا في تدريب الفريق الأوكراني على كيفية التعامل مع البيت الأبيض في ضوء استراتيجية "أمريكا أولًا".
والقاعدة الذهبية في التدريب هي "لا ترد على كل استفزاز علنًا، لا تحاول حشر ترامب في الزاوية أمام الإعلام، بل امنحه إطراءات علنية قدر المستطاع وأعمل على دفعه بهدوء خلف الكواليس نحو ما يخدم مصالحك".
ويظهر هذا النهج أيضًا في رد ستارمر على قمة ألاسكا بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اختار الثناء بدلا من الإدانة، فوصف جهود البيت الأبيض بأنها أقرب ما يكون إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
لكن وجود قادة أوروبا الكبار مثل ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته في واشنطن غدًا يعكس قلقًا أوروبيًا عميقًا من أن بوتين "استدرج ترامب في ألاسكا دون تقديم أي تنازلات"، بحسب "تلغراف".
ووصف الدبلوماسي البريطاني السابق كيم داروك الوفد الأوروبي المشترك بأنه "إشارة واضحة إلى القلق البالغ"، خاصة بعد تلميحات ترامب بأن أي تسوية شاملة يجب أن تسبق وقف إطلاق النار، وأن السلام قد يتطلب تنازل كييف عن المزيد من أراضي دونباس.
وتقدم أوروبا مطالب واضحة هي رفض تسليم دونباس بالكامل لروسيا والإصرار على وقف الهجمات الروسية قبل بدء مفاوضات حقيقية، وضمانات أمنية أمريكية ملموسة لأوكرانيا بعد أي اتفاق سلام.
وستكون أيضًا هناك محاولة لطرح مفاوضات ثلاثية بين زيلينسكي وبوتين وترامب، وهو أمر من المُتوقع أن يرفضه الكرملين.
وبالنسبة لستارمر، فإن السفر بنفسه إلى واشنطن هو خطوة إضافية في مسعى لتدريب زيلينسكي على "لغة ترامب"، في محاولة لتفادي مشهد كارثي آخر ودعم الموقف الأوكراني في لحظة فارقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز