كتاب جديد للراحل ستيفن هوكينج عن الكائنات الفضائية ومصير البشرية
كتاب لعالم الفيزياء ستيفن هوكينج يتضمن إجابات مختصرة على أسئلة كبرى ومنها إمكانية تفوّق الذكاء الاصطناعي على الإنسان.
بعد رحيله شهر مارس الماضي، يطل عالم الفيزياء الفلكية الشهير ستيفن هوكينج من جديد على عالمنا بكتاب قيم يقدم إجابات مختصرة وخلاصة خبراته ومعارفه، مقدما إجابات على أسئلة كبرى تشغل بال البشرية الآن ومن بينها إمكانية تفوّق الذكاء الاصطناعي على الإنسان.
وقالت لوسي هوكينج، ابنة عالم الفيزياء الفلكية الأشهر في التاريخ، أثناء عرض الكتاب في متحف لندن مؤخرا “كنا نسأله الكثير من الأسئلة..وهذا الكتاب هو محاولة لجمع الإجابات الأوضح التي أجابها”. ساهم هوكينغ نفسه، قبل وفاته في 14 مارس الماضي عن 76 عاما، في صياغة الكتاب الذي حمل عنوان “ردود مختصرة على أسئلة كبرى”، ثم تولّت عائلته إكمال المهمة بعد ذلك بالتعاون مع زملاء جامعيين له واستنادا على أرشيفه الخاص.
ومن الأسئلة التي تتناولها صفحات الكتاب: لماذا يطرح الإنسان أسئلة كبرى؟ هل الله موجود؟ كيف بدأ الخلق؟ هل هناك كائنات ذكيّة تعيش على كواكب أخرى؟ هل يمكن التنبّؤ بالمستقبل؟ ماذا يوجد داخل الثقوب السوداء؟ هل يمكن أن يسافر الإنسان عبر الزمن؟ هل ستبقى الأرض مناسبة لحياة الإنسان؟ هل يجب أن نغزو الفضاء ونستعمر الكواكب؟ هل يمكن أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة يسيطر فيها على الذكاء البشري؟. ويحتلّ كل سؤال من هذه الأسئلة فصلا كاملا من الكتاب.
ويقول هوكينغ في الكتاب، “حاولوا أن تعطوا معنى لما ترونه وأن تتساءلوا حول وجود الكون، كونوا باحثين في كلّ الظروف، هناك دائماً ما يمكن للمرء أن يفعله وأن ينجح فيه..لا تستسلموا أبدا”.
وقالت دار أوديل جاكوب ناشرة الكتاب في فرنسا إنه "يحثنا على أن نواجه ظرفنا الإنساني ومصير كوكبنا". يحفل الكتاب بإجابات تثير القلق على مستقبل البشرية الذي بات أمرا لا يمكن السيطرة على تطوره السريع واللحظي، ففي الكتاب يعتقد هوكينج أن هناك كائنات "ذكية" تعيش حولنا، ولا يستبعد أيضا السفر عبر الزمن، وتنبأ بإمكانية السفر في أي مكان في النظام الشمسي خلال المئة عام المقبلة. ويؤكد إن البشر "يقفون على عتبة حقبة جديدة" وإن استعمار الكواكب الأخرى لم يعد خيالا علميا.
ويقدم هوكينج إجابات صادمة أحيانا فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وقدرته على تدمير البشرية، فهو يتوقع أن تتفوق أجهزة الكمبيوتر على الإنسان في مرحلة ما خلال المئة عام المقبلة، "وقد تصبح الآلات أذكى من البشر بدرجة أكبر من تفوق الذكاء البشري على القواقع". ويحذر من ذلك الأمر ويرى ضرورة أن تتوافق أهداف أجهزة الكمبيوتر مع أهدافنا.
يشير العالم الراحل أيضا إلى خطر الهندسة الوراثية التي رأى أنها تستطيع "تدمير الجنس البشري برمته" فهناك إمكانية في المستقبل لنشر فيروس معدل وراثيا، ويقول إنه ربما ستصدر قوانين تنظم هذا المجال، لكن البعض لن يكونوا قادرين على مقاومة "إغراء تحسين الخصائص البشرية مثل حجم الذاكرة ومقاومة المرض وإطالة العمر". ويحذر أيضا من تداعيات التغير المناخي ويعتقد أن الوقت تأخر لإصلاح الضرر الناتج عنه: "الاحتباس الحراري سببه نحن جميعا. نحن نريد السيارات والسفر ومستوى حياة أفضل". ويضيف: "بينما نقف على حافة عصر نووي ثان، وفترة تغير مناخي غير مسبوقة، يتحمل العلماء مسؤولية خاصة، مرة أخرى، لإعلام الجمهور وإسداء المشورة للقادة بشأن المخاطر التي تواجهها البشرية".
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز