التحفيز ينعش الأسهم والذهب.. الدولار الخاسر الوحيد
انتعاش الأسواق بدعم قرارات التحفيز الأمريكية واليابانية.. لكن الدولار هو الخاسر الوحيد.
شهدت الأسواق العالمية، الثلاثاء، يوما استثنائيا، حيث صعدت أسواق الأسهم والمعادن والعملات عالية المخاطر بدعم آمال التحفيز التي طغت على مخاوف المستثمرين من طفرة جديدة من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي إنه سيبدأ اليوم شراء سندات الشركات من السوق الثانوية، مما أوقد شرارة إقبال على المخاطرة دفع الأسهم العالمية للارتفاع وأثقل كاهل الدولار الأمريكي.
وتبعه بنك اليابان المركزي، الذي تعهد بضخ حوالي 110 تريليونات ين (تريليون دولار) في الاقتصاد عن طريق عمليات السوق وتسهيلات الإقراض.
- استجابة فورية من الذهب
وارتفع الذهب بعد أن وسع مجلس الاحتياطي نطاق برنامجه لشراء سندات الشركات من أجل مكافحة التداعيات المالية للجائحة في ظل تنامي المخاوف من موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا.
وبحلول الساعة 0647 بتوقيت جرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.1% إلى 1726.20 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد انخفاضه أكثر من 1% أمس الإثنين. وصعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.3% مسجلة 1733 دولارا.
وقال دانييل هاينس المحلل في ايه.إن.زد "مجلس الاحتياطي يمضي قدما في مزيد من إجراءات التحفيز، بما يشمل سندات الشركات هذه، مما يشير إلى أن هذا النوع من التيسير النقدي سيستمر لبعض الوقت.
"ثمة ما يكفي من بواعث القلق حيال التوقعات الاقتصادية لإبقاء طلب المستثمرين على الذهب قويا للغاية."
لكنه أضاف أن تحسن الإقبال على المخاطرة قد يكبح شهية المستثمرين للذهب.
يميل الذهب للاستفادة من إجراءات التحفيز واسعة النطاق التي تعكف عليها البنوك المركزية بسبب وضعه العام كأداة تحوط من التضخم وانفاض قيم العملات.
- الأسهم الأوروبية تنتعش
وقفزت الأسهم الأوروبية اليوم في ظل تدعم المعنويات بقرار المركزي الأمريكي المتعلق بالتوسع في شراء السندات.
يشرع مجلس الاحتياطي اليوم في شراء سندات الشركات من السوق الثانوية، مستخدما أداة من بين عدة تسهيلات طارئة أطلقها البنك المركزي الأمريكي لدعم السيولة.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي اثنين بالمئة، بعد انحداره في الجلسات القليلة الماضية جراء توقعات قاتمة حيال التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة كوفيد-19 وزيادة جديدة في الإصابات بالولايات المتحدة وبكين.
لكن المخاوف هدأت قليلا مع قول مسؤولي الصحة إن عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في بكين بلغ 27، انخفاضا من 36 حالة جديدة في اليوم السابق.
وصعد مؤشر قطاع السفر والترفيه المكروب 3.9%، بقيادة قفزة 6.6% في سهم سينوُرلد بعد أن قالت شركة إدارة قاعات العرض السينمائي البريطانية إنها تتوقع إعادة فتح جميع قاعاتها بحلول يوليو/ تموز المقبل.
وارتفع المؤشر داكس الألماني 2.4%، في حين صعدت بورصتا إيطاليا وبريطانيا 2% و2.5% على الترتيب.
وتراجع سهم تسالاندو الألمانية 5.1% بعد بيع شركة الاستثمار السويدية كينيفيك حصة في شركة بيع الأزياء عبر الإنترنت.
- أسهم اليابان تصعد
وقفزت الأسهم اليابانية الثلاثاء، وصعد المؤشر نيكي القياسي بأكبر قدر في نحو 3 أشهر، بعد أن عرض البنكان المركزيان في الولايات المتحدة واليابان إجراءات جديدة لدعم مالية الشركات.
تعززت المعنويات أيضا بتقرير من بلومبرج مفاده أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجهز مقترحا للبنية التحتية بنحو تريليون دولار لدعم اقتصاد الولايات المتحدة.
وتقدم نيكي 4.88% إلى 22582.21 نقطة، في أكبر مكاسبه اليومية منذ 25 مارس آذار.
وأبقى بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية دون تغيير كما كان متوقعا على نطاق واسع لكنه زاد الحجم الاسمي لحزم إقراض موجهة للشركات المحتاجة للسيولة إلى تريليون دولار من حوالي 700 مليار دولار أُعلنت الشهر الماضي.
جاءت الخطوة بعد أن أعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أنه سيشرع اليوم في شراء سندات الشركات في إطار برنامج تحفيز معلن من قبل.
وقال ماساهيرو إتشيكاوا، كبير الاستراتيجيين لدى سوميتومو ميتسوي دي.إس لإدارة الأصول، "في ظل تقارير الأخبار عن إنفاق البنية التحتية في الولايات المتحدة وتوسع بنك اليابان في دعم تمويل الشركات ليصبح 110 تريليونات ين، نلحظ مزيدا من الصعود في أسهم طوكيو بعد استراحة منتصف اليوم."
وصعدت جميع أسهم نيكي البالغ عددها 225 سهما.
ارتفعت كذلك جميع قطاعات بورصة طوكيو الثلاثة والثلاثين، وتصدر المكاسب مؤشرا قطاعي شركات الشحن وصناع الصلب بقفزة بلغت 8.62% و8.85% على الترتيب.
وصعدت أسهم صناع السيارات أيضا، إذ زاد سهم هوندا 7.73%، وتويوتا 4.79%.
وتقدم المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 4.09% مسجلا 1593.45 نقطة.
- الدولار .. الخاسر الوحيد في سوق العملات
وكانت العملة الأمريكية هي الخاسر الوحيد وسط مكاسب الأسواق اليوم، حيث نزل الدولار وارتفعت العملات عالية المخاطر.
ويقترب اليورو من 1.15 دولار وهي ذروة العام الحالي، عقب مكاسب 2.1% منذ بداية الشهر.
وعزز قرار مجلس الاحتياطي بشراء سندات الشركات اليوم في إطار برنامج تحفيز، العملات الحساسة للمخاطرة بما في ذلك الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي.
وتدعم معنويات المستثمرين أكثر بفضل تقرير لبلومبرج نيوز نقلا عن مصادر لم تسمها جاء فيه أن إدارة الرئيسي الأمريكي دونالد ترامب تدرس برنامجا للبنية التحتيت يتكلف نحو تريلوين دولار لدعم الاقتصاد.
وصعد اليورو 0.2% إلى 1.1347 دولار، متعافيا من الخسائر الناجمة عن مخاوف المتعاملين من موجة ثانية لفيروس كورونا مما دفعهم إلى البيع لجني الأرباح.
واستقر الدولار أمام العملة اليابانية عند 107.35 ين.
وزاد الجنيه الاسترليني 0.2% مقابل الدولار واليورو مسجلا 1.2630 دولار و89.73 بنس على الترتيب.