صاروخ ستينغر.. "كابوس أمريكي" يلاحق روسيا من كابول إلى كييف
عادة ما يتردد اسم صواريخ ستينغر في الأنباء في كل مرة يحدث فيها نزاع مسلح تشارك فيه قوات الولايات المتحدة، أو بعد حوادث طيران معينة.
وسبب سماعنا الكثير عن ستينغر في هذه السياقات هو فاعلية الصاروخ الكبيرة في إسقاط الطائرات، حيث يزود الصاروخ بآداة بحث تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتتبع حرارة عادم المحرك، والاصطدام تقريبًا بأي شيء يطير على ارتفاع أقل من 11000 قدم، وفقا لموقع هاو ستاف ووركس التابع لجامعة واشنطن الأمريكية.
وصُمم صاروخ ستينغر، المعروف رسميًا باسم إف آي إم-92 إيه، لتمكين القوات البرية من التعامل مع الطائرات والمروحيات التي تحلق على ارتفاع منخفض، والتي عادة ما تضطلع بمهمات القصف أو أعمال المراقبة أو نقل إمداد قوات العدو، ولذا كان إسقاط هذه الطائرات السبيل الأمثل للقضاء على هذا التهديد.
هناك أربعة مميزات تجعل من ستينغر سلاحًا فعالاً لاستخدامه من قبل القوات البرية: فهو سلاح خفيف الوزن يمكن حمله، حيث يزن الصاروخ وقاذفته نحو 35 رطلاً (15 كجم). والقاذفة قابلة لإعادة الاستخدام. وكل صاروخ عبارة عن وحدة محكمة الغلق تزن فقط 22 رطلاً (10 كجم).
كما يطلق السلاح من الكتف، ويمكن لشخص واحد إطلاق صاروخ ستينغر (على الرغم من أنك ترى عادة فريقًا مكونًا من شخصين يقومان بإطلاق الصاروخ).
ويستعمل الصاروخ الأشعة تحت الحمراء في تتبع الحرارة الناتجة عن محرك الطائرة. ويطلق عليه الباحث السلبي لأنه، على عكس الصاروخ الموجه بالرادار، لا يصدر موجات لاسلكية من أجل "رؤية" هدفه. ثم يطير الصاروخ نحو الهدف تلقائيًا وينفجر.
يعمل نظام الدفع في المحرك الصاروخي بالوقود الصلب ومزود بصمام تقاربي أي أنه ليس شرطًا اصطدامه المباشر بالطائرة حتى ينفجر بل على بعد 6 أمتار منها.
يمكن لصاروخ ستينغر أن يصيب أهدافًا تحلق على ارتفاع يصل إلى 11500 قدم (3500 متر)، ويبلغ مداه حوالي 5 أميال (8 كم). هذا يعني، بشكل عام، أنه إذا كان ارتفاع الطائرة أقل من ميلين وكانت مرئيًة كشكل (بدلاً من نقطة)، فمن المحتمل أن يتمكن ستينغر من ضربها، نظرا لدقتها الشديدة، حيث تصل دقة الإصابة على المروحيات 93%، وعلى الطيران المجنح 65% إذا كان الهدف ضمن الخصائص الفنية له، ويميز الطائرات الصديقة عن المعادية، كما يرفض أمر الرامي بالخروج نحو الهدف الصديق.
مواصفات صواريخ ستينغر
الطول - 5 أقدام (1.5 متر)
القطر - 2.75 بوصة (7 سم)
الوزن - 22 رطلاً (10 كجم)
الوزن مع قاذفة - 34.5 رطل (15.2 كجم)
المتفجرات - 2.2 رطل، صمام تصادم (ينفجر عند التلامس مع الهدف)
السرعة - 1500 ميل في الساعة (2400 كم / ساعة، 2 ماخ)
نطاق الارتفاع - ما يقرب من 11000 قدم (3 كم)
نطاق المسافة - حوالي 5 أميال (8 كم)
يبلغ سعر الصاروخ 38000 دولار أمريكي
بدأت شركة جنرال داينمكس الأمريكية المراحل الأولى لإنتاج الصاروخ في الستينيات، وفي مطلع السبعينيات بدأت مراحل تطويره المختلفة، وفي عام 1978 بدأ إنتاجه في شركة "ريثيون"، ودخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1981. وأجرى الجيش الأمريكي عام 2019 تعديلا على "ستينغر"، فبات قادرا على تدمير الطائرات من دون طيار بإصابات مباشرة، أو عن طريق الانفجار بالقرب منها.
أبرز الحروب التي استخدم بها هي حرب الفوكلاند الحرب السوفيتية في أفغانستان الحرب الأهلية الأنغولية حرب يوغسلافيا غزو جرينادا.
زودت الولايات المتحدة الأفغان بالصاروخ ذاته عام 1986، وأسهم "ستينغر" في إسقاط نحو 270 طائرة سوفيتية، ويشير بعض المحللين إلى أن الانسحاب السوفيتي من أفغانستان في مطلع عام 1989 كان مدفوعا بتأثير هذا السلاح على سير المعركة.
ووثق قصة "ستينغر" في الحرب الأفغانية فيلم "حرب تشارلي ويلسون" من بطولة توم هانكس.
وقد أثار وصول شحنة من صواريخ ستنجر إلى أوكرانيا، ضمن المساعدات العسكرية التي تقدم لأوكرانيا من الغرب لمواجهة العملية العسكرية الروسية، توقعات مسار الحرب.
كانت الحكومة الهولندية قد أعلنت عزمها إرسال 200 صاروخ من طراز ستينغر الأمريكية إلى أوكرانيا، وقبل ذلك كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أرسلت زوارق محملة بمنظومة صواريخ ستينغر.
ولكل هل سيتمكن الصاروخ في أوكرانيا من لعب نفس الدور الذي لعبه في الحرب الأفغانية؟ الأيام المقبلة هي ما سيكشف ذلك.
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز