براءة مسلوبة.. الإرهاب الحوثي يغتال أطفال اليمن
سلبت قذائف حوثية براءة 7 أطفال يمنيين في مجزرتين داميتين خلفت عشرات القتلى والجرحى المدنيين، خلال أقل من 48 ساعة.
وكشفت حصيلة أولية لضحايا هجومين شنتهما مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا بالقذائف في محافظتي تعز والحديدة عن سقوط أكثر من 25 مدنيا قتلى وجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وقالت مصادر حقوقية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن مدينة تعز شهدت، الإثنين، أحد أعنف الهجمات الوحشية والمخيفة لمليشيا الحوثي والتي اطلقت القذائف بغزارة على الأحياء الشمالية وأحياء "المفتش" و"البعرارة" و"جبل جرة" الآهلة بالسكان.
وأودى القصف الحوثي بحياة طفلتين، إحداهما تبلغ من العمر 5 سنوات والأُخرى 9 أشهر، حيث توفيتا قبل وصولهن إلى مستشفى الثورة بتعز، المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود، والذي استقبل وفقا لبيان المنظمة الدولية، نحو 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال.
والأحد، دكت قذائف الحوثي أحد المنازل والتي كانت تحتضن تجمع أطفال، وآخر استهدف تجمع للنساء في بلدة "القازة" التابعة لمديرية الدريهمي بريف جنوب محافظة الحديدة، ما أسفر عن مقتل وإصابة 15 يمنيا جميعهم من الأطفال والنساء.
وقال طبيب في مستشفى أطباء بلا حدود بمدينة المخا بالساحل الغربي لليمن لـ"العين الإخبارية"، إن "حسن عبده" وهو رضيع لا يتجاوز 4 شهور، قضى غداة يوم من الهجوم وإصابته بالشظايا والتي اخترقت أنحاء كثيرة من جسده الصغير.
وارتفعت حصيلة ضحايا هجوم الدريهمي إلى 9 قتلى، بينهم 3 أطفال و2 رضع و4 نساء فيما هناك 6 من الأطفال والنساء الجرحى يتلقون العلاج من قبل الفرق الطبية العناية المشددة لإنقاذ أرواحهم من مخالب الموت.
وتظهر هذه المجازر الدموية حجم الخسائر المستمرة التي يدفع ثمنها الأطفال جراء القذائف العشوائية المستمرة للحوثيين في محافظتي تعز والحديدة المشمولاتا باتفاق ستوكهولم الموقع في 18 ديسمبر 2018.
ويأتي الهجومين قبل أسبوعين فقط من الذكرى الثانية لتوقيع هذا الاتفاق والذي كان يهدف إلى إنهاء العنف في مدينتي الحديدة وتعز ، اللتين كانتا الأكثر تضررا من الحرب.
سلام مخضب بالدم
ورغم قرار وقف إطلاق في محافظة الحديدة، إلا أنها تشهد أعلى مستوى من سقوط الضحايا الأطفال بفعل العبوات الناسفة وبقايا المقذوفات وعمليات قنص وقصف مدفعي متعمد لمليشيا الحوثي على الأحياء السكنية.
وطبقا لحصيلة يمنية فإن 35 مدنيًا سقطوا بين قتلى وجرحى أغلبهم أطفال، سلبت برأتهم وسائل الموت لمليشيا الحوثي في أسبوع دامي شهدته المحافظة، خضب الهدنة الأممية بالدم وتحولت اتفاق السلام الهش إلى غطاء للجرائم ضد المدنيين.
ولا يزال الأطفال في مدن الحديدة الريفية، محاصرين إثر التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي والعنف الذي يهدد حياتهم.
وحسب مدير مديرية الدريهمي، فؤاد مكي، فإن الهجوم المروع والذي طال بلدة "القازة" النائية، يعد واحدا من أكثر الهجمات دموية لمليشيا الحوثي والتي تصنع بشكل يومي حمام دم بحق المدنيين.
ولفت"مكي" في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الغالبية من القتلى والجرحى هم من الأطفال ومزقت شظايا قذائف الحوثيين أجسادهم إثر استخدام المليشيا لسلاح المدفعية المحظورة دوليا في المدن السكنية.
وتقول منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، إن الحديدة وتعز ، هما المنطقتان الأكثر دموية للأطفال في اليمن ، وذلك قبل أسبوعين فقط من الذكرى الثانية لاتفاق ستوكهولم والذي كان ينبغي أن يحقق الاستقرار المناطق الساخنة.
ولفتت في بيان، مساء الإثنين، إلى أن فقدان الأطفال بالحديدة يثبت أنه لم يتم إحراز أي تقدم في جهود السلام المستدام، موضحة أنها سجلت أول 9 أشهر من العام الجاري فقط، سقوط 620 ضحية من المدنيين في المحافظة الساحلية.
وكان أكتوبر الماضي / تشرين الأول، أكثر الشهور دموية بالنسبة للأطفال اليمنيين وعائلاتهم، كما أدى التصعيد الحوثي للقتال في المناطق الساخنة في الحديدة وتعز إلى أكبر عدد من الضحايا بين الأطفال خلال العام الماضي.
جرائم نكراء
وقوبلت الجريمتين بتنديد يمني ودولي واسع، واعتبرتها بيانات متوالية أممية وعربية "جريمة حرب مكتملة الاركان".
ووصفت الحكومة اليمنية جريمة مقتل الأطفال والنساء بالحديدة بـ" النكراء" والتي تندرج في سياق مسلسل الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الارهابية بحق المدنيين من الأطفال والنساء منذ انقلابها على الدولة، وقتلها عشرات الآلاف من المدنيين بدم بارد، في ظل صمت دولي غير مبرر.
وطالبت في بيانات صادرة عن وزارات الخارجية والإعلام وحقوق الإنسان، الأمم المتحدة والمبعوث الدولي لليمن، مارتن جريفيث، بإدانة واضحة لهذه الجرائم النكراء، والقيام بمسئولياتهم في وقف جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
كما دعت منظمتي أطباء بلا حدود وإنقاذ الطفولة باليمن والبعثة الأممية بالحديدة، مليشيا الحوثي والحكومة الشرعية، إلى ضمان حماية الأطفال وأسرهم واحترام وقف إطلاق النار.
وأعرب رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وكبير مراقبي بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، الفريق الهندي، أبهيجيت جوها، مساء الإثنين، عن قلقه من الزيادة المحزنة في عدد الضحايا المدنيين في محافظة الحديدة الناجمة عن عدد من الحوادث الخطيرة التي أضرت بالنساء والأطفال.
ودعا رئيس البعثة الدولية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بالحديدة، مليشيا الحوثي والحكومة الشرعية إلى ضبط النفس للحد من تفاقم المعاناة الإنسانية الواسعة في المحافظة والوفاء بالتزامتهما والعودة لآليات الحلول المناسبة.