في عهد ترامب تكشفت الحقائق بعد أن فتحت ملفات التواطؤ الغربي مع النظام الإيراني
برحيل الرئيس الأمريكي السابق أوباما تخلت الإدارة الأمريكية عن سياسة المجاملة لملالي إيران، وأنهت دبلوماسية النفاق والتورية التي كانت تمارسها في التغطية على تجاوزات النظام الإيراني، والتي كانت تجرى مفاوضات سرية مثل التي تمت في سلطنة عمان للتفاهم على ممارسات لا تقرها الأعراف والمواثيق الدولية.
وبوصول الرئيس ترامب أقفلت كل قنوات التفاهم المريبة مع طهران وفتحت ملفات التسهيلات التي كانت تمنح لأذرع إيران الإرهابية، ومنها الحرس الثوري الإيراني ومليشيات الإرهاب في الدول العربية، مثل حزب الله والحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن، والمليشيات الطائفية في سوريا والبحرين، تلك الأذرع الإرهابية التي كانت الإدارة الأمريكية في عهد أوباما تغض النظر عن أفعالها، بل تدعمها كما ظهر من تحركات الدبلوماسيين الأمريكيين في البحرين واليمن، وهو ما شجع دول أخرى وبالذات الدول الأوروبية على ممارسة أسلوب التورية نفسه، فمن أجل اقتناص عقود اقتصادية والحصول على حصة في السوق الإيرانية تغاضت الدول الأوروبية عن كثير من مبادئها الأخلاقية وحتى السياسية وقبلت السكوت عن تجاوزات النظام الإيراني وأذرعته الإرهابية في الدول العربية.
كان ذلك في عهد أوباما.. أما في عهد ترامب فقد تكشفت الحقائق بعد أن فتحت ملفات التواطؤ الغربي مع النظام الإيراني، وظهر أن أذرعة ملالي إيران -وبالذات في لبنان والعراق واليمن والبحرين- حظيت بدعم وتغاضٍ عما تقوم به من تجاوزات يرفضها ويعاقب عليها القانون الدولي وخصوصاً الجنائي.
واشنطن والعواصم العربية المهمة تعمل على إفهام الدول الأوروبية الغربية بإلغاء تصنيفها لحزب الله، كجناحين سياسي وعسكري، لوقف ازدواجية التعامل غير المنطقي وغير العملي حتى يتم القضاء على اختطاف الدولة اللبنانية، الذي تم عبر ما يسمى الجناح السياسي والذي ينفذ تماماً أجندة الإرهاب
أول أذرعة إيران الإرهابية وأكثرها تمتعاً بالحماية والسكوت عن أفعاله حزب الله اللبناني، الذي ابتدعت الدول الأوروبية الغربية نهجاً استحدثته في التعامل مع الكيانات الإرهابية بتصنيف أعمالها، صنف تحت بند الأعمال العسكرية وهو يعني الأعمال الإرهابية، وصنف تحت بند العمل السياسي، ومع أن هذا التصنيف تمييز باطل، ولا يمكن أن يقبله أي مطلع على العلوم السياسية والقانونية، فالكيانات الإرهابية لا يوجد فيها جناح سياسي وآخر عسكري، بل الجميع يعمل من أجل هدف واحد، ولهم رؤية واتجاه واحد، وهذا التفريق ليس رمزياً فحسب، بل وضع من أجل الحد من قدرة الحكومات الأخرى على الحد ومحاصرة جرائم حزب الله من خلال تجميد أرصدته وعزله وإغلاق الشركات الوهمية التابعة له للقضاء على قدرته على جمع الأموال والتبرعات، ومحاكمة الخلايا والشبكات المتصلة به.
والآن تتكثف الجهود لإظهار حقيقة حزب الله لتوسيع الدائرة الدولية التي صنفت واعتبرت حزب الله اللبناني بجميع مكوناته وأجنحته الإرهابية والعسكرية والسياسية مكونات تشكل جزءاً لا يتجزأ من تنظيم إرهابي يجب أن يحظر، ويعامل كتنظيم ينشر الإرهاب والكراهية، وهو ما تعمل به جميع دول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا فإن واشنطن والعواصم العربية المهمة تعمل على إفهام الدول الأوروبية الغربية بإلغاء تصنيفها لحزب الله، كجناحين سياسي وعسكري، لوقف ازدواجية التعامل غير المنطقي وغير العملي حتى يتم القضاء على اختطاف الدولة اللبنانية الذي تم عبر ما يسمى الجناح السياسي، والذي ينفذ تماماً أجندة الإرهاب التي وضعها ملالي إيران.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة