عاصفة القرن.. غضب الطبيعة لا يخلو من بعض الجمال (صور)
خلفت عاصفة القرن التي ضربت أجزاء واسعة من الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الميلاد، خسائر فادحة، لكنها لم تخل من مناظر طبيعية ساحرة.
ومع التحسن النسبي لأجواء الطقس وتراجع حدة العاصفة وكثافة الثلوج المنهمرة منذ عدة أيام، بدأت العائلات في الخروج من منازلها لتفقد الخسائر التي خلفتها العاصفة، وكذلك مشاهدة بعض المناظر الطبيعية التي تكونت بفعل البرودة الشديدة، والتي أدت لتجمد نوافير المياه، وفروع الأشجار.
كما غطت الثلوج بشكل كامل العديد من المنازل الكوخية، فيما تحولت مسطحات المياه الصغيرة إلى لوحات شفافة من الثلوج، يمر الأطفال فوقها بلا خوف.
ولا تزال عاصفة القرن التي أودت بحياة أكثر من 50 شخصا في الولايات المتحدة تلقي بثقلها على ولاية نيويورك والمسافرين جوّاً في أنحاء البلاد، مع انتشار قصص عن عائلات حوصرت لأيام.
وقال رئيس بلدية بوفالو بايرون براون عبر "تويتر": "لسوء الحظ، تتوقّع الشرطة أن يرتفع العدد". وأصيبت بوفالو بالشلل لمدة خمسة أيام بسبب تكوّم الثلج وانقطاع الكهرباء، واستمر تساقط المزيد من الثلوج الثلاثاء.
أما حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، المولودة في بوفالو، فقد شبّهت الوضع بعد العاصفة بـ"منطقة حرب". وقالت هوشول للصحفيين الإثنين: "من المؤكد أنها عاصفة القرن".
وأدّت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة شديدة الانخفاض الى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها نحو 4700 رحلة الثلاثاء، وفق موقع التتبع المتخصّص "فلايت أوير".
ولا يزال مطار بوفالو الدولي مغلقاً حتى صباح الأربعاء، ولا يزال حظر القيادة سارياً في المدينة حيث حُرم آلاف من الكهرباء. وقال المسؤول في المدينة مارك بولونكارز محذّراً: "يمكنكم بالتأكيد الخروج والمشي للاطمئنان الى الجيران والذهاب إلى المتاجر المفتوحة، وما إلى ذلك. لكن لا تقودوا السيارات".
وقال بيل شيرلوك، أحد سكان بوفالو القدامى، لـ"فرانس برس"، إنّ منزله محاط بحوالي أربعة أقدام من الثلج، لكنه كان محظوظاً لأن الكهرباء لم تنقطع ولأن لديه مخزوناً جيداً من الطعام استعمله طوال عطلة نهاية الأسبوع.
وأضاف المحامي أنّ أولئك الأقل حظّاً "ربما عاشوا أسوأ عيد ميلاد في حياتهم"، لافتاً إلى أنّ بعض المنازل في حيّه محرومة من الكهرباء منذ الجمعة.
وتوقّعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تساقط الثلوج في مناطق منعزلة في غرب نيويورك الأربعاء، لكن من المنتظر أن يبدأ ذوبان الجليد.
ويُتوقع أن ترتفع الحرارة لتصل إلى 50 درجة فهرنهايت (10 درجات مئوية) بحلول نهاية الأسبوع، رغم أن المسؤولين حذّروا من أن ذوبان الثلوج قد يؤدي إلى فيضانات طفيفة.
وأدى الطقس القاسي خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في جميع ولايات البر الرئيسي للولايات المتحدة، ومن بينها مناطق على طول حدود المكسيك حيث يكافح بعض المهاجرين الوافدين حديثًا للعثور على مأوى.
وقالت حاكمة نيويورك عبر "تويتر" إنّ إعادة فتح العديد من الطرق السريعة الرئيسية في نيويورك، وكذلك المعابر الحدودية مع كندا، تُعد "مؤشّراً إلى أننا أخيراً نتخطى ذروة هذه العاصفة التي تحدث مرة واحدة كل جيل".