من حافة الإفلاس إلى القمة.. قصة صعود American Airlines كعملاق طيران لا يقهر

منذ تأسيسها في 1930، أصبحت شركة خطوط الطيران الشهيرة American Airlines عملاقًا أمريكيا، عبر خمس عمليات اندماج كبرى، خاصة مع US Airways.
وكان أبرز ما مميز هذه الشركة، أنها من ضمت أبرز الشركات الكبرى التي نجحت في تفادي الإفلاس، وأعادت تنظيمها وخرجت كمجموعة أكبر من أزمتها، مدعومة بسياسات اقتصادية للنجاة شملت تخفيض التكاليف من العاملين والاندماجات المثمِرة.
واليوم، هي ضمن أكبر شركات الطيران الأمريكية، من حيث القيمة السوقية، فهي تأتي خلف Delta وUnited اللتين تُظهران نموًا ماليًا وتشغيليًا أقوى.
التأسيس والبدايات
بدأت جذور شركة American Airlines في عام 1930 باعتبارها اتحادًا لأكثر من 80 شركة طيران صغيرة.
وتأسّست الشركة تحت مسمىAmerican Airways, Inc. في 15 أبريل/نيسان 1926، وبدأت عملياتها التجارية في 25 يونيو/حزيران 1936 بعد إدخال طائرات DC‑3 التي مكّنتها من توليد أرباح من نقل الركاب فقط، دون الاعتماد على البريد الجوي.
وفي عام 1934، استحوذ عليها الصناعي E. L. Cord وأطلق عليها اسم American Airlines، وعيّن C. R. Smith أول رئيس تنفيذي لها، الذي لعب دوراً محوريًا في تطويرها وقيادة التعاون مع شركة Douglas لتصنيع طائرات الشركة DC‑3 .

التطورات الرئيسية
وبحلول 1936 دخلت DC‑3 الخدمة، مما أدى إلى رواج رحلات الركاب وبداية تحقيق الشركة لربحية حقيقية، كذلك أطلقت الشركة قاعة Admirals Club كأول صالة انتظار للمسافرين يعرفها قطاع الطيران عام 1940 .
وفي 1959، دشّنت أول خدمة رحلات نفاثة عبر طائرة Boeing 707، لتدخل الشركة عصر الطائرات النفاثة وتدخل في شراكة IBM لتطوير نظام الحجز الآلي Sabre .
وبعد تحرير السوق عام 1978، بنَت نموذج "hub‑and‑spoke" ووطّدت وجودها في مراكز مثل DFW وORD وMIA، وأطلقت برنامج الولاء AAdvantage في 1981، ليصبح أحد أقوى الميزات التنافسية في قطاع حجز التذاكر.
وفي 2001، استحوذت على شركة ترافيل وورلد إيرلاينز (TWA)، مما وسع شبكتها الدولية وجعلها أكبر شركة في العالم آنذاك .

أزمة الإفلاس والاندماج
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قدمت AMR Corporation، الشركة المالكة لشركة خطوط الطيران "أمريكان إيرلاينز"، طلب حماية من الإفلاس تحت الفصل 11، وفق ما افاد الموقع الرسمي للمعهد الأمريكي الحكومي للإفلاس.
وخلال المفاوضات، تنازل اتحاد المضيفات APFA عن أكثر من 3 مليارات دولار من الديون كانت مستحقة على الشركة في صورة أجور ومزايا، وذلك لدعم الشركة وإبقائها خارج الإفلاس.
وفي 14 فبراير/شباط 2013، أعلنت AMR Corporatiion وUS Airways Group عن دمجهما، مُنشئين شركة American Airlines Group Inc.، بحصة 72% لحملة سندات AMR و28% لمساهمي US Airways، وأصبح Doug Parker هو القائد التنفيذي، بينما احتفظت الشركة بعلامتها التجارية الأصلية .
التعافي والنمو
وبعد أزمة الإفلاس، واجهت الشركة تحديات كبيرة خلال جائحة كوفيد، لكنها تعافت بسرعة مدعومة ببرنامج AAdvantage وشبكة هائلة من الرحلات مع حلف Oneworld .
وفي 2023، سجلت الشركة إيرادات تشغيل قدرها تقريبا 52.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 7.8% عن 2022، وحققت صافي ربح 822 مليون دولار للمرة الأولى منذ سنوات .
ورغم ذلك، تكبدت خسارة صافية قدرها 312 مليون دولار في الربع الأول من 2024، على الرغم من ارتفاع الإيرادات إلى 12.6 مليار دولار .
وفي يوليو/تموز 2025، عدّلت توقعاتها لعام 2025 إلى هامش ربح يتراوح بين خسارة 20 سنتا وربح 80 سنتا للسهم الواحد، نظراً لضعف الطلب المحلي وتأثيرات التعريفات التجارية، رغم ذلك سجلت 599 مليون دولار ربحاً في Q2 على الرغم من تراجع إيرادات الركاب في السوق الأمريكي بنسبة 2 %.