عيد الحب 2025.. القصة الحقيقية وراء القديس فالنتاين وأصل الاحتفال به

يحتفل الملايين حول العالم بعيد الحب، الذي يطغى فيه طابع الرومانسية على الأجواء، لكن خلف هذه المناسبة قصة قديمة ارتبطت باسم القديس فالنتاين، الذي لا تزال هويته الحقيقية محاطة بالغموض.

تُرجع إحدى أشهر الروايات أصول هذا العيد إلى كاهن روماني عاش في القرن الثالث الميلادي يُدعى فالنتاين.

في تلك الفترة، أصدر الإمبراطور كلوديوس الثاني قرارًا يحظر زواج الجنود، معتقدًا أن العازبين أكثر كفاءة في القتال.

لكن فالنتاين تحدى هذا الحظر وساعد العشاق على الزواج سرًا، ما أدى إلى اعتقاله وإعدامه في 14 فبراير، نحو عام 270 ميلاديًا.

وتشير بعض الروايات الأخرى إلى أنه وقع في حب ابنة سجانه، وأرسل لها رسالة قبل إعدامه تحمل توقيعه الشهير: "من حبيبك، فالنتاين".

أما أصل الاحتفال بعيد الحب، فيُعتقد أنه مستوحى من مهرجان روماني قديم يُدعى "لوبركاليا"، كان يُقام في 15 فبراير/ شباط تكريمًا للإله فاونس، إله الزراعة.

ومع انتشار المسيحية، سعت الكنيسة إلى منح المهرجان طابعًا دينيًا، فتم تحديد يوم 14 فبراير/ شباط ليكون مناسبة لتكريم القديس فالنتاين، ومنذ ذلك الحين أصبح رمزًا للحب والوفاء.

على مر العصور، تطور الاحتفال بعيد الحب ليصبح مناسبة عالمية تُعبّر فيها الشعوب عن مشاعر الحب والود.

ففي العصور الوسطى، بدأ تقليد تبادل الرسائل الرومانسية، وكان يُعتقد أن الطيور تبدأ موسم التزاوج في منتصف فبراير، مما عزز ارتباط اليوم بالمشاعر العاطفية.

ومع مرور الزمن، أصبح إرسال البطاقات المزخرفة والورود الحمراء رمزًا لهذا العيد.

مع دخول العصر الحديث، تحول عيد الحب إلى مناسبة تجارية كبرى، حيث تستغل العلامات التجارية الفرصة للترويج للهدايا مثل الزهور، والشوكولاتة، والمجوهرات.

ويُعتقد أن صناعة بطاقات عيد الحب بدأت في القرن التاسع عشر في بريطانيا، ثم انتشرت عالميًا مع تقدم وسائل الطباعة والإعلان، مما جعل العيد فرصة لتعزيز العلاقات العاطفية والاقتصادية معًا.

تقاليد عيد الحب حول العالم

يختلف الاحتفال بعيد الحب من بلد إلى آخر، فبينما يركز الغربيون على تبادل الهدايا والبطاقات، تحتفل اليابان بطريقة فريدة، حيث تقدم النساء الشوكولاتة للرجال في 14 فبراير/ شباط، بينما يرد الرجال الهدايا في يوم "الرد الأبيض" بتاريخ 14 مارس/ آذار. أما في بعض الدول مثل البرازيل، فيتم الاحتفال بيوم العشاق في يونيو/ حزيران بدلًا من فبراير/ شباط.

على الرغم من شعبيته الكبيرة، إلا أن عيد الحب يثير الجدل في بعض الثقافات، حيث يعتبره البعض مناسبة تجارية بحتة، بينما تعارضه بعض المجتمعات لأسباب دينية أو اجتماعية.

ورغم ذلك، يبقى هذا اليوم فرصة يعبر فيها الناس عن مشاعرهم بطرق مختلفة، سواء من خلال الهدايا أو الكلمات الصادقة أو اللحظات الخاصة التي تجمع الأحباء.