مضيق هرمز.. حلقة تتجدد باضطرابات التجارة البحرية العالمية
تشكل منطقة مضيق هرمز التي احتجزت إيران في محيطها، السبت، سفينة قائلة إنها «مرتبطة» بإسرائيل، نقطة عبور استراتيجية لتجارة النفط العالمية.
وتأتي عملية احتجاز السفينة في سياق توترات شديدة في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ ذلك الحين نُفّذت عشرات الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن تجارية، وأعلنت مليشيات الحوثي مسؤوليتها عنها.
ممر ملاحي استراتيجي لتجارة النفط
يُعدّ مضيق هرمز إلى حد بعيد طريق الشحن الرئيسي الذي يربط الدول الغنية بالنفط في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وفي عام 2022، عبر المضيق نحو 21 مليون برميل من النفط الخام يوميا، وفقا لوكالة الطاقة الأمريكية، ما مثّل نحو 20% من الاستهلاك العالمي للنفط السائل، كما أوردت وكالة "فرانس برس".
وقد يؤدي أي اضطراب يطال الشحن في هذا المضيق وحتى ولو كان مؤقتاً إلى ارتفاع أسعار الطاقة عالمياً.
- طاولة مستديرة دائمة.. مجموعة السبع تدخل على مسار البحر الأحمر
- وثيقة.. «العين الإخبارية» تنشر قائمة المنتجات التركية الممنوع تصديرها إلى إسرائيل
ورقة جيوسياسية
يعد مضيق هرمز من الممرات المائية المهمة والاستراتيجية. وقد شهد المضيق -حالياً وخلال السنوات الماضية- العديد من التوترات بين إيران والدول الغربية، وتعرضت العديد من السفن وناقلات النفط لهجمات وعمليات احتجاز، وغالباً ما تهدد إيران بإغلاق المضيق كورقة ضغط سياسية، لأن إغلاق المضيق يكون بمثابة تهديد كبير للاقتصاد، والأمن الدولي والإقليمي.
يقع مضيق "هرمز" في جنوب الخليج العربي، ويفصله عن مياه خليج عمان وبحر العرب، يحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان، يحمل المضيق اسم جزيرة "هرمز" التي تقع في مدخله، يبلغ عرض المضيق (50) كيلومتراً، وعمق المياه فيه (60) متراً، وعرض ممري الدخول والخروج فيه (10.5) كيلومتر.
ويمثل عدم غلق مضيق "هرمز" بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، أولوية، لضمان عدم ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، خاصة أن حرب أوكرانيا ومن بعدها اضطرابات الشرق الأوسط أصبحت تضغط على أسواق الطاقة إقليميا ودوليا.
حسب دراسة نشرها «المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات» في تقييمه لمخاطر إغلاق مضيق هرمز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يمر نحو (40%) من الإنتاج العالمي من النفط عبر مضيق "هرمز"، ويستوعب من (20 إلى 30) ناقلة نفط يومياً، ويعتبر في نظر القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
فيما تصف إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مضيق "هرمز" بأنه "أهم ممر عبور للنفط" في العالم.
وتزايدت الحوادث في هذه المنطقة البحرية منذ انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرضها عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وفي عام 2019 أثارت هجمات غامضة على سفن، وإسقاط طائرة مسيرة واحتجاز ناقلات نفط، مخاوف من تصعيد بين طهران وواشنطن.
وفي 29 يوليو/تموز 2021، أدى هجوم في بحر عمان على ناقلة نفط تشغلها شركة يملكها ملياردير إسرائيلي إلى مقتل شخصين، بريطاني وروماني.
واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا ورومانيا طهران، التي نفت أي تورط لها.
وفي أغسطس/آب 2023، نشرت الولايات المتحدة أكثر من 3 آلاف جندي في البحر الأحمر لردع إيران عن مصادرة ناقلات النفط، في حين نصحت قوات بحرية غربية السفن التي تعبر مضيق هرمز بعدم الاقتراب من المياه الإيرانية لتجنب خطر مصادرتها.
وقال الجيش الأمريكي حينها إن إيران استولت أو حاولت الاستيلاء على نحو 20 سفينة ترفع أعلاماً دولية في المنطقة خلال العامين الماضيين.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت واشنطن تشكيل تحالف في البحر الأحمر من عشر دول لمواجهة هجمات مليشيات الحوثي المتكررة على السفن التي تعتبرها "مرتبطة بإسرائيل".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTQ5IA==
جزيرة ام اند امز