جبايات الحوثي تحاصر اليمنيين.. ملاحقة الباعة الجائلين
تكتظ شوارع اليمن بعشرات الباعة الجائلين، فيما يزداد عددهم بالمناطق النائية، فيما لم يسلم هؤلاء من جبايات مليشيا الحوثي الإرهابية.
ومن أسوأ العوامل التي باتت تهدد تجارتهم، هو فارق عمولة تحويل المبالغ المالية المرسلة إلى أسرهم شهريا في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.
وتصل أجور الحوالات إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي ما يزيد عن ضعف المبلغ المحول وهي مبالغ كبيرة تهدد تجارتهم المتواضعة.
وتعرف هذه المهنة شعبيا بـ"الدلالة"، حيث لاتزال تقاوم حرب الانقلاب الحوثي ويعتمد فيها الباعة على حمل أكياس كبيرة من النايلون تحوي متطلبات سكان أرياف اليمن.
ويمتهن كل بائع أشياء معينة حتى يتمكن الجميع من تصريف ما لديهم من بضائع، فأحدهم يبيع أواني الطبخ وأطباق تقديم الطعام ، وآخر يبيع أواني حفظ المياه، فيما هناك من يبيع الأقمشة والملابس النسائية والعطور وأدوات التجميل .
وبالنسبة لسكان المناطق الريفية في الساحل الغربي لليمن، فإن وصول هؤلاء إليهم، هو بمثابة تقديم طلباتهم إلى المنازل ، إذ أن حصولهم على الأشياء التي يرغبون فيها من أمام أبواب منازلهم خدمة جيدة بديلا عن السفر إلى المدن .
كسب المال
في مديرية المخا الساحلية التي تشتهر بالميناء التجاري الذي صدرت منه أولى شحنات القهوة إلى العالم، يعمل العديد من الشباب في مهنة البيع بالتجوال في المناطق الريفية النائية و البعيدة عن مركز المدينة والتي تفتقر، لوجود محال تجارية لبيع المنتجات التي يحتاجها السكان .
ويعتبر البيع بالتجوال في المناطق الريفية فرصة لكسب المال كما تعد أولى الخطوات في سلم عالم المال والأعمال و أولى التجارب لرجال أعمال المستقبل بحسب محمد إبراهيم الذي يعمل في هذه المهنة منذ نحو 4 أعوام.
يصف محمد تجربته في هذا المجال بالشيقة إذ يتيح له هذا المجال الكسب عبر التفاوض،مضيفا" التفاوض يعطيك فرصة لإنتزاع مبلغ إضافي ضمن مبلغ الربح بعد كل قطعة تبيعها " .
يقول محمد لـ"العين الإخبارية": إنه واجه مصاعب في بداية مشواره كالسير لمسافات طويلة على الأقدام حاملا ما يقارب من 40 كجم من البضائع .
يعمل في هذه المهنة المئات ممن يجوبون القرى الريفية البعيدة عن مراكز التسوق في المدن اليمنية لتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم المنزلية ، وهو عمل يختلف عن عمل باعة داخل المدن .
يقول محمد درويش، لـ"العين الإخبارية": إن العديد من أبناء بلدته الريفية يعملون في 7 مدن وينحصر عملهم في إيصال المنتجات إلى المناطق الريفية التي تخلوا من الأسواق التجارية الكبيرة .
ويرى أن هذا العدد من البائعين يجعل من مهنة توصل البضائع إلى المنازل كما لو كانت مهنة محصورة على أبناء مديرية الزيدية في محافظة الحديدة .
الثراء
يقول محمود منصور، لـ"العين الإخبارية": إن الدخول إلى عالم التجارة في هذا المجال يحتاج إلى التركيزأثناء البيع والصبر وترشيد النفقات .
يعتقد محمود الذي يدير المحل الخاص ببيع تلك البضائع للبائعين المتجولين منذ أكثر من 10 أعوام ، أن الكثير من أبناء بلدته الريفية ، عملوا في بيع الأشياء الصغيرة مثلما يقومون به حاليا، قبل أن يتحولوا إلى رجال أعمال كبار في مجال الفندقة واستيراد قطع الغيار والعقارات .